طهران : كشفت مصادر مطلعة عن اقتراح قد تتقدم به إيران قريبًا بشأن القيام بعملية عسكرية داخل مناطق باكستانية حدودية للقضاء على جماعة "جند الله" التي تبنت مسؤولية هجوم الأحد الانتحاري الذي أودى بحياة 41 شخصاً، بينهم عدد من كبار قيادات الحرس الثوري الإيراني، في إقليم سيستان-بلوشستان. ونقلت جريدة "الخليج" الإماراتية عن المصادر الإيرانية قولها: "إن الايرانيين سيعرضون على الباكستانيين مقترحاً يقضي بضرورة السماح لقوات إيرانية بالتحرك داخل الأراضي الباكستانية لضرب مواقع المعارضة المتمردة" ، في اشارة إلى عناصر “جند الله". واشارت المصادر إلى أن قوات الحرس الثوري الايراني جهزت كتائب من النخبة وكتائب انزال ستشارك في "معركة حاسمة" لتمشيط جميع المناطق الحدودية. وتابعت: " القوات الإيرانية ستستخدم الطيران والمدفعية في تحركها في تلك المنطقة" ، وهو ما قد يترتب عليه حركة نزوح يمكن ان تسجل بين سكان المنطقة. وقالت المصادر الإيرانية: " أجهزة الأمن وقوات الحرس الثوري وضعت يدها على وثائق مهمة تتعلق بهجمات جند الله وهي بصدد إلقاء القبض على متورطين آخرين". في ذات السياق ، أكد العميد يد الله جافاني مدير القسم السياسي بالحرس الثوري أن : "إيران ستقوم برد ساحق على جماعة عبدالملك ريجي الإرهابية وداعميها قريباً". وأضاف: "جماعة جند الله تقيم في باكستان الصديقة وتتلقى الدعم المالي والسياسي والمخابراتي من الغرب، تحديداً الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة وبعض دول الشرق الأوسط" . إلى ذلك ، حذر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية من أن اليد القوية للنظام الإسلامي ستنزل العقاب بحق المعتدين على أمن وأرواح أبناء الشعب. وشدد خامنئي في بيان نشرته وكالة "فارس" اليوم الأربعاء على أن "الإرهابيين الدمويين الذين يعادون الأمن والوحدة ويتلقون الدعم من الأجهزة الاستخباراتية لبعض الحكومات الاستكبارية قد كشفوا اللثام عن وجوهم البشعة بارتكابهم هذه الجريمة البشعة في بلوجستان وأماطوا القناع عن طبيعتهم "كثر من أي وقت مضي". وتوعد قائلاً إن "اليد المقتدرة للنظام الإسلامي" ستنزل العقاب بحق المعتدين على أرواح وأموال الناس". وكانت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) قد ذكرت أن انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا استهدف عددا من قادة الحرس الثوري لدى وصولهم للمشاركة في ملتقى للقبائل بمنطقة بيشين الواقعة بين مدينتي سرباز وجابهار جنوبي المحافظة بهدف التحضير لمؤتمر الوحدة بين القبائل السنية والشيعية في البلاد ، مما اسفر عن مقتل 42 شخصًا بينهم قادة من الحرس الثوري الإيراني ، فيما اصيب 28 بجروح. وذكر التلفزيون الرسمي أن جماعة جند الله أعلنت مسؤوليتها عن المذبحة. وتعد جماعة جند الله كبرى الجماعات المتشددة الموجودة في المنطقة وقد دخلت في عدة مواجهات مع الحرس الإيراني على طول الحدود مع أفغانستانوباكستان. وشهد شهر يوليو/تموز الماضي إعدام 13 من عناصر جند الله في مدينة زاهيدان عاصة المحافظة، كما أن شقيق عبد الملك ريجي قائد الجماعة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام بحقه.