في دراسة نقدية هامة تعد إضافة لحقل الدراسات النقدية الخاصة بالشعر العامي، شهدت مناقشات "كاتب وكتاب" بمعرض القاهرة الدولي، أمس السبت، مناقشة كتاب الشاعر والباحث محمد علي عزب عن تحولات الشعر العامي بين التراث والمعاصرة، وهو الكتاب الحاصل على جائزة أحمد فؤاد نجم العام الماضي. وأشاد الدكتور حمدي النورج بأهمية الكتاب والجهد المبذول من جانب المؤلف قائلاً : إن الكتاب ألفه شاعر عامية هام يمتلك عدة دواوين شعرية، عاشق للشعر العامي بتجلياته المختلفة،ولذلك تأتي دراسته الموجودة داخل الكتاب عن الشاعر الكبير فؤاد حداد، وتجربته الفريدة والفذة في نصوصه الشعرية، هامة، خاصة وأن المؤلف أحاط بكل المتغيرات النفسية والاجتماعية والسياسية التي أثرت في شعر فؤاد حداد، ذلك الشاعر الهام في قافلة الشعر العامي المصري المبهرة. أما الدكتور محمود الحلواني، فقال إن هذا الكتاب استطاع أن يكشف العلاقة بين الموسيقى والتصوير وبين الأحداث التاريخية والمتغيرات الاجتماعية التي أنتجت من رحمها تلك القصائد، إلى جانب التأثيرات والمدارس الشعرية السابقة على تلك النصوص، خاصة في القرن الثاني والعاشر الميلاديين. ورأي الدكتور بهلول سالم، أن قراءته لهذا الكتاب جعلته يخرج بالعديد من الانطباعات النقدية قائلاً: علينا في البداية أن نشكر هذا الشاعر والباحث الجميل على الكتاب الذي بين أيدينا لأن الدراسات النقدية عن الشعر العامي وتطوره التاريخي والفني للأسف الشديد في داخل قاعات الدرس الجامعي، تكاد تكون نادرة وقليلة جدًا، بل عدد كبير من الأكاديميين يطلقون في مباحثهم لفظ الشعر الشعبي بدلاً من الشعر العامي، وهو انتقاص لهذا الحقل الشعري الهام الذي لا يقل شعراؤه في القامة عن شعراء التفعيلة والشعر العامودي الكلاسيكيين. وتابع سالم "إن مؤلف الكتاب لديه أيضًا قدرة هائلة على تحليل النص الشعري بزاوية يعجز عنها عدد كبير من الأكاديميين، وأقولها صراحة، لا يتناولوها، وهي زاوية العروضية أو زاوية التحليل الإيقاعي العروضي، وهي زاوية صعبة يجب على الناقد بالضرورة لكي يتناولها أن يكون ملمًا بعروض الشعر الخاصة بالخليل بن أحمد،لذلك استطاع مؤلف الكتاب لما لديه من ثقافة عربية رصينة بعروض الشعر، أن يطبقها بمهارة على الشعر العامي". ويفرق سالم في رؤيته للكتاب بين المناهج النقدية وبين الأساليب النقدية قائلاً: استطاع مؤلف الكتاب أن يفرق بشكل جيد جدًا بين المناهج النقدية التي تحلل النص الشعري والثابتة بلا إضافات بحثية جديدة، وبين الأساليب النقدية كالبنيوية والتفكيكية،والتي كل يوم يضيف إليها النقاد بعدًا جديدا.