"اللحظات الأولى مهمّة" عنوان حملة جديدة أطلقتها منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" بدعم من مؤسسة "ليغو"، وذلك بهدف رفع الوعي بأهمية أول ألف يوم من حياة الطفل وتأثير التجارب المبكرة على نمو دماغه. ونبّهت اليونيسف إلى أنه وخلال هذه الفترة الحاسمة يستطيع الدماغ تكوين ألف صلة في كل ثانية، وهي سرعة تحدث مرة في العمر. وتساهم هذه الصلات في عمل الدماغ والتعلم، وتضع الأسس لصحة الطفل المستقبلية وسعادته، إذ بوسع الافتقار للرعاية المعززة التي تتضمن التغذية الملائمة والتنشيط والحب والحماية من الإجهاد والعنف، أن يعيق نمو هذه الصلات الهامة. وقالت منظمة الأممالمتحدة، إن الحملة تنطلق مع مبادرة "كُل والعَبْ وأحِبْ" الرقمية والمطبوعة التي تستهدف الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية والتي تتبادل المعلومات في علم الدماغ عن كيفية نمو دماغ الأطفال. وأضافت أن أصول هذه المبادرة، تهدف إلى توضيح العلم بطريقة واضحة وبصرية من أجل تشجيع الآباء ومقدمي الرعاية على الاستمرار في الاستفادة من هذه الفرصة الفريدة لتوفير أفضل بداية في الحياة لأطفالهم. وأشارت إلى أنه وفقا لسلسلة من المنشورات الحديثة في مجلة "ذي لانست"، هناك نحو 250 مليون طفل معرضون لخطر النمو الضعيف في البلدان النامية، وذلك نتيجة الفقر، لكن الحاجة للاستثمار وزيادة العمل في النماء في مرحلة الطفولة المبكرة لا تقتصر على البلدان منخفضة الدخل فقط، إذ أن الأطفال المحرومين الذين يعيشون في البلدان متوسطة ومرتفعة الدخل، معرضون هم أيضا للخطر ذاته. وكشفت اليونيسف أن الملايين من الأطفال يمضون أعوامهم التكوينية وهم ينمون في بيئات غير نشطة وغير آمنة مما يعرض النمو المعرفي والاجتماعي والعاطفي لهؤلاء للخطر. وبالتالي، يشكل الاستثمار في فترة الطفولة المبكرة إحدى الطرق الأكثر فعالية لتعزيز قدرات جميع الأطفال على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، وهو ما يعزز أيضا قدراتهم على التعلم في المدرسة وقدراتهم على الكسب كراشدين في الفترة اللاحقة، ويحظى هذا الأمر بأهمية خاصة لدى الأطفال الذين ينمون في بيئة فقيرة. وأظهرت دراسة أجريت خلال فترة 20 عاما، أن الأطفال الأقل حظا من الفئة العمرية (سنة وسنتين ونصف) الذين شاركوا في البرامج الجيدة المعنية بالنماء في مرحلة الطفولة المبكرة، كسبوا كراشدين أكثر من أقرانهم الذين لم يحصلوا على الدعم نفسه، وذلك بنسبة تصل إلى 25 بالمئة. وطالبت اليونيسف الحكومات بزيادة استثماراتها خصوصا في فترة الطفولة المبكرة، وتوسيع مجال الخدمات الصحية والاجتماعية المقدمة للأطفال، وتعزيز خدمات الدعم للوالدين ومقدمي الرعاية.