تعقد الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور محمود الضبع، غدا /الخميس/ ندوة بعنوان "المرأة في العصر المملوكي"، وذلك بمقر الهيئة، وبحضور لفيف من كبار المؤرخين والكتاب والمفكرين. تأتي الندوة في إطار البرنامج الثقافي لدار الكتب، وتنظيم أولى ندوات الموسم الثقافي الجديد لمركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، الذي يحمل هذا الموسم عنوان "المرأة في التراث العربي". ويشارك في الندوة الدكتور حسين نصار، أستاذ الأدب المصري والمقرر العلمي لمركز تحقيق التراث، ويدير اللقاء رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية الدكتور أيمن فؤاد. يذكر أن المرأة في العصر المملوكي استطاعت أن تؤكد وجودها بشكل واضح وجوهري ملموس، فشاركت في الحياة السياسية والعامة، وحاولت الدفاع عن حريتها وحقوقها. كما نالت المرأة في عصر سلاطين المماليك قدرا كبير من الاحترام والتقدير، سواء كانت من الطبقة العليا أو طبقة العامة. ومما يؤكد مكانة المرأة في ذلك المجتمع أن أول من حكم مصر في عصر سلاطين المماليك امرأة، وهي شجر الدر التي أثبتت أنها امرأة من طراز خاص، كما لعبت نساء السلاطين والأمراء دورا بارزا في كافة شئون الحياة، وخاصة شئون الحكم، حتى وصلت إلى التحكم في أمور العزل والولاة. ونالت المرأة في ذلك العصر قدرا كبيراً من الحرية، وظهر لنا ذلك جلياً من خلال نشاطها، والأعمال التي كانت تمارسها وتقوم بها، وقد اهتمت النساء في تلك الفترة أيضا بالناحية الدينية، وحضور مجالس العلم. كما تأكد الدور البارز التي لعبته المرأة، ومكانتها في المجتمع من خلال ما أنشأته من عمائر، فهو دليل ملموس لا شك فيه يحمل الحقائق التاريخية التي تدل علي ما وصلت إليه المرأة من مكانه مرموقة في المجتمع المملوكي. وتميزت فترة حكم المماليك بالاهتمام بالرفاهية والبذخ والاحتفالات الفخمة، وهو ما انعكس على اهتمام المرأة بأناقتها، كما اهتم المماليك بالغناء والموسيقي والفنون المختلفة.