لندن-أ ش أ: ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه على صفوف المعارضة السورية أن تسارع في الإطاحة بنظام بشار الأسد بنفسها، معتبره أن أى تدخل عسكري تقوده الدول الغربية ضد نظام الأسد يعد كارثة وذلك نظرا لما يتصف به الأسد من عدم هواده وعناد بما يدفعه إلى القتال حتى نهاية المطاف. وأشارت الصحيفة في سياق تقرير على موقعها الألكتروني إلى ما قاله الأسد خلال لقاء صحفي أجراه مع احدى الوسائل الإعلامية الغربية نافيا علاقته بقتل المدنيين بالقول " أنني لا اتولى أمر القوات التابعة إلى الحكومة المسؤوله عن قتل المدنيين".
وعلقت الصحيفة على تصريحاته قائلة أن سوريا تعد دولة بوليسية يديرها الأسد وتابعوه من حزب البعث الحاكم الذين يدعون الى فتح النيران على المتظاهرين الأمر الذي أكدته الأممالمتحدة من خلال ما أعلنته عن ضلوع قوات الأمن السورية في قتل أكثر من 000ر4 متظاهر سلمي منذ بدء الإجتجاجات السورية في شهر مارس/اذار الماضي .
ونقلت الصحيفة البريطانية عن بعض المحللين السياسيين قولهم أن تصريحات الأسد الأخيرة أنما تدل على أن نظامه في حالة تراجع مستمر غير أن عدة أسئلة لازالت تتصدر المشهد السوري حول ما إذا كان الأسد أقرب إلى سيناريو التنحي أم إلى الإطاحة به من قبل معارضيه بيد أن رفضه العروض التي قدمت إليه بتوفير ملاذ آمن له في إحدى دول الخليج مقابل تخليه عن السلطه يزيد الموقف تعقيدا.
ولفتت الصحيفة إلى أن اشتباكات عنيفة مع المتظاهرين أسفرت أمس الاحد عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل جراء الإشتباكات التى اندلعت على خلفية دعوة المعارضين إلى إضراب عام .
وتابعت الصحيفة القول بأنه من الخطأ الإستهانة بقوة الأسد فنظامه أثبت قوته في التكيف مع العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على بلاده طيلة السبعة أعوام الماضية فحينما فرضت واشنطن عقوبات مشدده على الأسد عام 2005 على خلفية إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري زعم العديد من المحللين السياسيين أن نظام الأسد في طريقه إلى الإنهيار بيد أنه لم يتمكن فقط من مقاومتها فحسب بل طوعها لتعزيز قوة نظامه حتى أنه أصبح أكثر عنادا وكأنه قائد يتحدث صراحة عن رؤيته حيال قضايا الشرق الأوسط بدءا من الحرب الاهلية بالعراق مرورا بما يخص بالصراع العربي الإسرائيلي .
وعزت صحيفة "الجارديان" رغبة الولاياتالمتحدة وإسرائيل في الإطاحة بنظام الأسد إلى محاولتيهما إقصاء سوريا عن التقرب من إيران ومن ثم المساهمه في زيادة العزل الدولي المفروض علىإيران فضلا عن سحب دعم النظام السوري لحزب الله وحركة حماس .
وفى ذات السياق أرجعت الصحيفة دفاع روسيا عن بقاء نظام الأسد إلى رغبة موسكو في حماية مصالحها في دمشق وعدم التأثر سلبا باحتمالية إندلاع حرب أهلية بسوريا .
وفيما يخص تغيير موقف تركيا التي كانت حليفا قويا إلى الأسد في السابق لتصبح من أوائل الدول الداعية إلى سرعة تنحيه قالت الصحيفة أن أنقره تريد بذلك تقوية وتعزيز وضعها الدبلوماسي بالمنطقة .
وهونت الصحيفة من الآثار التي يمكن أن تنجم من جراء فرض منطقة حظر جوي فوق الأجواء السورية قائله إن قوات الأمن السورية تلجأ بالفعل إلى العمليات الأرضية ضد المتظاهرين أكثر من شنها لغارات جوية بما يقلل من تأثير فرض هذا الحظر الجوي .
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن أى تدخل عسكري غربي في سوريا يعد كارثة حقيقة ، فعلى عكس ما حدث في ليبيا ، فإنه لا يوجد قرار أممي في هذا الشأن ولا توجد دعوة صريحة للقيام بهذا العمل من جانب جامعة الدول العربية فضلا عن رفض جماعات المعارضة السورية لأي تدخل أجنبي لحل الأزمة التي تعصف ببلادهم في الوقت الراهن .