مازال الشأن السوري يتصدر اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين ، فمن جانبه كتب كبير مراسلي صحيفة "الجارديان" غيث عبد الاحد من داخل سوريا تقريرا تناول فيه عمليات تهريب السلاح من تركيا والعراق الى داخل الاراضي السورية من قبل مهربين بعد ان رافقهم خلال عملية نقل الاسلحة عبر الحدود السورية التركية في محافظة ادلب شمالي سوريا. والتقى المراسل ب "محيو"، احد المقاتلين الى بلدة بنش في ادلب حيث يلتقي هناك بشحص اخر يدعى ابو سليم المكلف بتأمين السلاح للثوار بأي ثمن. ويعود ابو سليم يوميا بقطعة سلاح واحدة او اثنتين وباكياس من الذخيرة وعندما دخل الجيش البلدة في المرة الاخيرة كان هناك في البلدة 30 بندقية كلاشينكوف اما الان فهناك 600 بندقية حسب قول ابو سليم.
ويسأل المراسل ابو سليم ان كان الثوار يتلقون مساعدة من الخارج؟ فيجيب ضاحكا الا ترى الصعوبة التي نواجهها في الحصول على السلاح؟ فسعر الطلقة الواحدة دولاران والكلاشينكوف الفي دولار.
ويضيف المراسل ان رجال البلدة تحدثوا عن بيعهم حلي زوجاتهم وسياراتهم واحيانا مقتنياتهم من اجل شراء السلاح والذخيرة حيث يفضل رجالها النوم مع البندقية بدلا من زوجاتهم حسب قولهم.
يحضر المراسل اجتماعا لمجلس "قيادة الثورة في البلدة" والذي يقوده احد الجهاديين السابقين في العراق في احدى القرى النائية في المنطقة بينما كان شاب في مقتبل العمر يقوم بفك الاسلحة قطعة قطعة وينظفها ويعيد تركيبها ويتأكد من صلاحيتها وجاهزيتها.
ويقول عمار احد قادة المجلس " لقد قمنا بالثورة لاننا نريد ان نستعيد كرامتنا وانسانيتنا فطيلة حياتي كنت اعامل كأنسان من الدرجة العاشرة بينما الاسد واتباعه هم اسياد البلد، نحن ايضا لنا حق في هذا البلد".
ويضيف عمار ان "الاطفال هم مفجرو الثورة وقادتها، هي ثورة الجيل الذي لم يعش اهوال الثمانينيات من القرن الماضي ولو كان الامر يعود الينا ما كنا فكرنا في الثورة لاننا احترقنا سابقا، لكن الاطفال الشجعان هم من بدأوا الثورة ونحن تبعناهم". الانسحاب من العراق في صحيفة "الفايناشيال تايمز" كتب جف داير عن اكتمال انسحاب القوات الامريكية من العراق بنهاية العام الجاري ونتائج هذا الانسحاب وانعكاساته على موقع الولاياتالمتحدة في الشرق الاوسط وعلى فرص الرئيس الامريكي باراك اوباما في الفوز بانتخابات الرئاسة العام المقبل.
ويقول الكاتب ان انهاء الحرب في العراق وسحب القوات الامريكية منه كان من بين شعارات حملة اوباما الانتخابية عام 2008 لكن الادارة الامريكية حاولت طيلة هذا العام الاحتفاظ ببعض القوات الامريكية في العراق لكن عندما لم يتم التوصل الى اتفاق مع بغداد في شهر اكتوبر الماضي اعلن اوباما ان القوات الامريكية ستنسحب من العراق بشكل كامل بنهاية هذا العام.
لكن في حال اندلع العنف مرة اخرى في العراق ستواجه الادارة الامريكية مشكلة ضمان امن وسلامة 16 الف موظف ومتعاقد امريكي سيبقون في العراق وهو ما سيمثل مقامرة لاوباما وسيتهمه خصومه بالتضحية بالمكاسب التي حققتها الولاياتالمتحدة في المنطقة لخدمة اغراضه الانتخابية.
واصعب مشكلة ستواجه اوباما هي تعرض طاقم السفارة الامريكية في العراق لهجمات من قبل مسلحين حيث اقر نائب قائد القوات الامريكية في العراق الجنرال فرانك هيلميك هذا الاسبوع بانه لا يعرف ماذا سيحدث في العراق عقب انسحاب القوات الامريكية رغم قيام واشنطن بكل ما هو ممكن من حيث اعداد القوات العراقية. مذكرة احتجاج في غضون ذلك ، سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على استدعاء إيران للسفير الأفغاني لديها عبيد الله عبيد لتسلمه مذكرة احتجاج على اختراق طائرة تجسس أمريكية بدون طيار للمجال الجوي الإيراني عبر الأراضي الأفغانية.
وقالت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - "إنه وفقا لمسئولين أفغان فإن الطائرة الأمريكية التي أخترقت المجال الجوي الإيراني قد انطلقت من قاعدة أمريكية أفغانية في مدينة شينداد الواقعة بإقليم هيرات غرب أفغانستان". وكان مسئولون أمريكيون أقروا بفقدان طائرة تجسس بدون طيار تابعة لجهار الإستخبارات المركزية الأمريكية ال"سي أي إيه " كانت في مهمة لجمع معلومات عن دول أجنبية لكنهم لم يؤكدوا أو ينفوا المعلومات التي تفيد بأنها هي تلك الطائرة التي قالت إيران أنها قد عثرت عليها.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية قوله "إن السفير الأفغاني لدى إيران عبيد الله عبيد قد ناقش الوضع مع المسئولين الإيرانيين متعهدا بمتابعة الموقف عن كثب ومحاولة الوقوف على حقيقة أبعاده".
وأضافت الصحيفة أن هذا الحادث يعد خير مثال على وضع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في موقف حرج بسبب الوجود الأمريكي في أفغانستان والذى تعهد مرارا بعدم السماح للأمريكيين أو أي دولة بإستخدام الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات على الدول المجاورة لبلاده.