رحل اليوم الأحد، الكاتب الكبير والصحفي أحمد بهجت، عن عمر يناهر ال79 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وهو صاحب العمود اليومي الشهير "صندوق الدنيا" الذي ينشر بجريدة الأهرام. يذكر أن أحمد شفيق بهجت ، أديب و صحفي مصري شهير ، مواليد القاهرة 15 نوفمبر 1932، و هو حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة. شغل أحمد بهجت عدة مناصب صحفية، فعمل صحفي بجريدة أخبار اليوم ، ثم عمل بمجلة صباح الخير، ثم عمل بجريدة الأهرام، و تولي رئاسة مجلس الإدارة و رئاسة تحرير مجلة الإذاعة و التلفزيون ، كما عمل نائب رئيس التحرير للشئون الفنية بجريدة الأهرام منذ عام 1982. الجدير بالذكر أن أحمد بهجت له العديد من المؤلفات منها؛ مذكرات زوج، ومذكرات صائم، وأنبياء الله، وأحسن القصص، والطريق إلى الله، وقميص يوسف، وتأملات مسافر، وناقة صالح، وبحار الحب عند الصوفية، وثانية واحدة من الحب، وحوت يونس، وتأملات في عذوبة الكون.
كان الراحل الكبير أحمد بهجت يرقد بالحجرة رقم 311 بمستشفي المقاولون العرب، وقال في حديث لصحيفة "الأهرام " قبل وفاته : العبادة لله هي قمة المحبة.. وكمالها, وإننا عندما نحب الله فاننا نكمل أنفسنا الحائرة ونكمل ذواتنا الناقصة . وعن الطغاة قال أن أي منهم لديه شعور بأن طغيانه نعمة لشعبه ويحس الطاغية بينه وبين نفسه بأن شعبه سعيد الحظ لأنه يحكمه.. والتاريخ يقول إن فرعون مصر قال في إحدى خطبه.. ما علمت لكم من إله غيري.. ولويس الرابع عشر كان يقول أنا الدولة..وعموما الطغاة دائما يتوحدون مع الدولة, ويتصورون أنهم أهم من الشعب.. كتب عن قصص الحيوان في القرآن، وعن أقرب الحيوانات إلى قلبه قال إنه حوت سيدنا يونس، ودعاءه في بطن الحوت لا الله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، أحببت الحوت لأنني تصورت أن الحوت تعامل مع سيدنا يونس وكأنه نفس ثانية له، وأن كيانه صار جسدا ثانيا لسيدنا يونس. "بعض الصحف تحولت فقط إلي أداة للهجوم علي الحكومة للدرجة التي فقدت معها مصداقيتها، والجيل الجديد في الصحافة يمارس حريته وبيبرطع"، هكذا وصف الكاتب الصحفي الراحل أحمد بهجت الصحف التي تهاجم النظام الحاكم في حواره مع مقدمة برنامج "العاشرة مساء" مني الشاذلي في إحدى حلقات البرنامج. وعن كتابته للمقال بشكل يومي يقول: "كتابة مقال يومي في جريدة لمدة تتجاوز 30 عاما.. حاجة تكفر".. هكذا عبر عن معاناته، قائلاً أن الأديب الراحل يوسف السباعي- عندما كان رئيسا لتحرير الأهرام- كان صاحب فكرة مقال "صندوق الدنيا" الذي كان يكتبه بهجت بانتظام، حيث طلب منه أن يكتب مقالا خفيف الظل يشيع الابتسامة، لأن الأهرام كان "جد زيادة عن اللزوم" على حد قوله، يقول: من وقتها واظبت علي كتابته بعد أن قلت للسباعي "أنا مش هاشتغل مهرجا للقراء وسأترك نفس تبعا لمزاجي الخاص سواء كنت غاضبا أو فرحا