اعتبر رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن الدور الأمريكي الفعال في التسوية الشرق أوسطية ضروري، مشيرا إلى أن هذا الدور لم يعد مرئيا على الإطلاق في الآونة الأخيرة. ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن مدفيديف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد مباحثاتهما في أريحا اليوم الجمعة، قوله إن روسيا تعتبر حل الدولتين الطريق الوحيد لإحلال السلام الثابت على أراضي هذه المنطقة. وأكد مدفيديف أن اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول استضافة لقاء ثنائي بين الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي في موسكو مازال مطروحا على الطاولة. وأوضح قائلا: "فعلا، اقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل فترة موسكو كساحة لإجراء مفاوضات مباشرة، دون أي شروط مسبقة، هو فكرة جيدة كما يبدو لنا. وسيكون مثل هذا اللقاء بلا شك، أكثر فائدة بالمقارنة مع أي اجتماعات متعددة الأطراف". واستدرك قائلا: "إننا لم نسحب هذا الاقتراح، وهو مازال على الطاولة، ويمكنكم أن تستفيدوا منه في أي لحظة". وشدد: "مثل هذا الدور النشط والبناء للولايات المتحدة في التسوية الشرق أوسطية ضروري. لكنه لم يعد مرئيا في الآونة الأخيرة". وأضاف: "إننا، كوسطاء، سنواصل جهودنا ونأمل في مساهمة المشاركين الآخرين في هذه العملية، بمن فيهم الإدارة الأمريكية الجديدة". وفي الوقت نفسه، لفت رئيس الوزراء الروسي إلى أن أي مهمة وساطة لا يمكن أن تحل محل الإرادة السياسية للمشاركين في المفاوضات. من جهته، قال الرئيس عباس إن ما يهم السلطة الفلسطينية هو ماذا سيقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض. وردا على سؤال حول توقعات رام الله من رئاسة ترامب: قال الرئيس عباس "إن انتخاب دونالد ترامب شأن أمريكي... نحن تابعتا العملية الانتخابية منذ أكثر من سنة، ما يهمنا ماذا سيقول ترامب بعد وصوله إلى البيت الأبيض، ما نطالبه به هو أن تقبل أمريكا، وتعمل على تطبيق حل الدولتين، دولة فلسطين ودولة إسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب بأمن واستقرار". وأضاف قائلا: "نحن قدمنا له التهنئة وننتظر بعد أن يصل البيت الأبيض أن نسمع منه"، مؤكدا استعداده لاستئناف الحوار المباشر مع إسرائيل، لكنه شدد على أن الموضوع الأهم هو موضوع تلك المفاوضات. واستدرك قائلا: "منذ زمن طويل ونحن مستعدون للحوار المباشر مع الجانب الإسرائيلي، والدليل على ذلك أنه عندما دعتنا روسيا لبينا الدعوة فورا، وقبل سنوات أنا ذهبت بنفسي إلى بيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، المهم على ماذا نتفاوض". وأوضح: "يجب أن يفهم السيد نتنياهو أنه ما لم يؤمن بحل الدولتين لن يكون هناك سلام، نحن نريد منه أن يقول كلمتين أنا مع حل الدولتين على حدود 67، إذا قال هذا كل شيء سيكون جاهزا للمفاوضات، وهذه الكلمة يقولها كل العالم، وجزء كبير من الشعب الإسرائيلي، أيدينا دائما ممدودة للسلام".