بدا أن رقعة ما بات يعرف ب"التنازلات السرية" التي قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الاتفاق النووي مع إيران، تتسع تدريجيا بعد استمرار الكشف عن مزيد منها. آخر ذلك، ما قاله، رئيس لجنة الأمن الوطني في مجلس النواب الأمريكي مايكل ماكول بأن الكشف التدريجي عن تفاهمات سرية بين إدارة أوباما وطهران خلال مفاوضات الاتفاق النووي يجعله عرضه بسهولة للإسقاط إذا ما عمل الكونجرس على ذلك. ماكول قال إن رفع العقوبات المبكر عن بنكي "سبه" و"سبه إنترناشونال" المعروفين بدعمهما لبرامج إيرانية لدعم منظومة طهران الصاروخية يؤكد أن إدارة أوباما تسببت في تهديد الأمن القومي ومصالح الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط في مقابل إنجاز اتفاق هزيل. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية وافقوا على دعم قرار رفع عقوبات الأممالمتحدة على مصرفين إيرانيين تابعين للحكومة الإيرانية، في اليوم نفسه الذي أطلقت فيه طهران في يناير الماضي أربعة أمريكيين محتجزين لديها. وفرضت العقوبات على المصرفين الإيرانيين لتمويلهما البرنامج الصاروخي الإيراني، ولم يكن مفترضا رفع العقوبات عنهما قبل عام 2023، وذلك بموجب الاتفاق بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى. ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى مسؤولين بارزين قولهم، إن مسؤولا أمريكيا وقع مع ممثل للحكومة الإيرانية ثلاثة وثائق في جنيف صباح السابع عشر من يناير تتضمن الآتي: - إسقاط واشنطن تهما جنائية ضد 21 مواطنا إيرانيا، وإطلاق طهران أمريكيين مسجونين في طهران. - أما الالتزام الثاني فيقضي بنقل فوري ل400 مليون دولار نقدا إلى إيران، وترتيب التسليم في غضون أسابيع لاثنين من الدفعات النقدية اللاحقة بلغ مجموعها 1.3 مليار دولار لتسوية نزاع قانوني منذ عقود بشأن صفقة أسلحة لم تتم. وهو ما تم الكشف عنه مؤخرا وأثار جدلا في الكونجرس الأميركي. - ثالثا، دعم شطب فوري للمصرفين الإيرانيين. وتأتي هذه المعلومات لتلقي الضوء مجددا على اتفاقات غير معلنة تمت بين واشنطنوطهران في إطار توقيع الاتفاق النووي، تم توقيع تفاهم بشأنها ومن ثم جرى إبرام الاتفاق وبدء تنفيذه. وترفض إدارة أوباما مرارا الحديث عن مثل هذه التفاهمات، وتقول إنها لم تقدم تسهيلات لطهران خارج إطار ما نص عليه الاتفاق النووي معها، لكن ما يكشف عنه يوما بعد يوم للصحافة الأمريكية يشير إلى أن ثمة تفاهمات حاسمة جرى الاتفاق عليها قبل إعلان توصل الدول الست الكبرى لاتفاق مع طهران.