طهران: أعلنت مواقع إلكترونية إصلاحية أن الحكومة الإيرانية تنقل جنودا وعربات مدرعة الى العاصمة طهران حيث يعتزم أنصار المعارضة تنظيم مظاهرات. وذكر موقع "جرس" الإلكتروني: "المئات من القوات العسكرية وعشرات العربات المدرعة تتحرك صوب طهران وتستخدم بعض العربات في قمع المظاهرات في الشوارع". وأضاف الموقع : "القوات الأمنية تواجدت بشكل مكثف في عدد من الميادين بطهران قبل المسيرة التي اعتزمت المعارضة تنظيمها". وكان القائد العام لقوات الشرطة الإيرانية العميد اسماعيل احمدي مقدم توعد أمس الأربعاء مثيري الشغب والاضطرابات بالتصدي الحازم لهم ، وذلك في أعقاب تظاهرات المعارضة في ذكرى عاشوراء الأحد الماضي. وقال العميد احمدي مقدم "الشرطة ستتصدى بقوة وحزم من الان فصاعدا مع من يشارك في مثل هذه التظاهرات المثيرة للفوضى والشغب". وأضاف: "الشرطة انتهجت خلال الفترة الماضية في تعاملها مع الاضطرابات سياسة استخدام الحد الادنى من العنف لكن وللاسف استغل هذا النهج لذا فانها ستتصدى من الان فصاعدا بقوة وحزم مع مثيري الشغب". وتابع "سيتم التعامل مع المعتقلين اثناء الاضطرابات كمجرمين في حين يعتبر كل من يشارك في مثل هذه التجمعات المثيرة للفوضى والتي تعزز امن البلاد بالمحارب". واشار العميد احمدي مقدم الى اعتقال 500 شخص خلال الاحداث التي شهدتها العاصمة طهران يوم عاشوراء وجرح 120 شخص من افراد الشرطة واحد قادتها في هذه الاحداث. ونظم مئات الآلاف من أنصار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاربعاء مظاهرات تحت إشراف الدولة في مختلف أنحاء البلاد ضد المعارضة. وأظهر التلفزيون الرسمي صورا لمظاهرات في العديد من المدن الإيرانية حيث هتف أشخاص بشعارات ضد المعارضة ودعما للرئيس. واحتشد أيضا عشرات الآلاف في طهران تنديدا بالمظاهرات المناهضة لأحمدي نجاد التي نظمت الأحد الماضي خلال احتفالات الشيعة بعاشوراء. وجاء في الشعار الرئيسي الذي سمع في مظاهرة طهران (الموت لموسوي) وهناك تقارير غير مؤكدة بأن أنصار أحمدي نجاد يخططون لتنظيم اعتصام أمام أحد مكاتب موسوي حتى اعتقاله. وانتقد الحشد في طهران أيضا رجل الدين مهدي كروبي ، وحث المتظاهرون الهيئة القضائية على السماح لهم بالانتقام من المعارضة بسبب إفساد الاحتفالات بيوم عاشوراء. واعتبرت الحكومة الإيرانية في بيان الأربعاء أن المعارضين للحكومة الذين تظاهروا الأحد جعلوا أنفسهم خدما للعدو ويتوهمون انهم يستطيعون اسقاط النظام الإسلامي. وقالت: "بشعاراتهم المعادية أرضوا جبهة الصهيوينة العالمية ومدوا السجاد الأحمر تحت أقدام الأجانب واستهدفوا الأمن القومي". وأضافت: لقد جعلوا أنفسهم خدما للعدو وهم يتوهمون بانهم يستطيعون إسقاط النظام. في سياق متصل ، أكد حسين كروبي نجل المرشح الرئاسي الخاسر في الانتخابات أن والده مهدي كروبي وزعيم المعارضة مير حسين موسوي لا يزالان في طهران. ونقل موقع "برلمان نيوز" الإصلاحي عن حسين كروبي قوله"والدي والسيد موسوي موجودان في طهران وتقرير وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية لا أساس له. لا يزالان يسعيان وراء مطالب الشعب". وكانت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية قالت أمس الاربعاء إن زعيمين "للفتنة" في البلاد قد فرا الى اقليم بشمال ايران. وأضافت الوكالة "اثنان ممن لعبوا دورا كبيرا في اشعال التوتر في ايران عقب انتخابات الرئاسة فرا من طهران وتوجها الى اقليم شمالي لانهما خافا من الناس الذين طالبوا بمعاقبتهما" ، ولم تذكر الوكالة اسم الزعيمين. وكانت السلطات الإيرانية فرضت أمس الأربعاء الإقامة الجبرية على كروبي وموسوي ، فيما ترددت أنباء عن ملاحقتهما قضائياً. وقال النائب العام غلام حسين محسني ايجائي: "القضاء باشر بملاحقة موسوي وكروبي وقادة آخرين للفتنة" ، وذلك عقب اجتماع مغلق لمجلس الشورى عقد أمس الأربعاء. وتابع النائب الإيراني "'أن المطلب الأساسي للنواب كان محاكمة قادة الفتنة واعتقال أشخاص مثل موسوي وكروبي وحتى فايزة هاشمي (ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني)". وفي تطور لافت، أعلن زعماء متشددون في تيار المحافظين، وقادة في الحرس الثوري وفي الباسيج، ردة الزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي ومهدي كروبي.