تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الأربعاء ، الى أن الشأن السوري واليمني مازال يتصدر افتتاحيات الصحف ، فيما ركزت صحف الإمارات على التحديات التى تواجه المنطقة العربية. فمن جانبها ، أبرزت صحف دمشق الصادرة صباح اليوم قيام قوات حرس الحدود السورية باحباط محاولة تسلل مسلحين من تركيا الى الاراضى السورية ، كما استعرضت الاحداث الميدانية التى شهدتها سوريا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية والاشتباكات التى دارت رحاها فى عدد من المحافظات السورية بين المسلحين والسلطات السورية.
وذكرت صحيفة "الثورة" السورية أن قوات حرس الحدود السورية أحبطت محاولة تسلل مجموعة مسلحة مؤلفة من 35 عنصرا إلى داخل الأراضي السورية من الأراضي التركية.. مشيرة الى أن عناصر الحرس اشتبكوا مع المجموعة لدى محاولتها التسلل عند موقع قرية "عين البيضة" الحدودية التابعة لناحية "بداما" الحدودية، ومنعتها من دخول الأراضي السورية وأصابت عددا من عناصرها في حين لاذ البقية بالفرار باتجاه الأراضي التركية.
فيما نقلت صحيفة "تشرين" عن مصادر مطلعة أنه سمع صوت سيارات من الجانب التركي بادرت بنقل المصابين من أفراد المجموعة الإرهابية المسلحة، وأشارت إلى عدم وقوع أي إصابات أو خسائر في وحدات حرس الحدود السورية.
فيما اشارت صحيفة "الوطن" الى أن المجموعات المسلحة في محافظة حمص صعدت من أعمالها المسلحة ومهاجمةً الحواجز العسكرية في معظم أحياء ومناطق المحافظة بالرصاص الكثيف وقذائف ال "آر. بي. جي" ، كما شنت تلك المجموعات سلسلة هجمات مسلحة على بعض الأحياء في محاولة منها لافتعال نزاعات تهدد السلم الأهلي، حتى وصل الأمر إلى حد تبادل إطلاق النار بين المسلحين وأهالي بعض الأحياء الذين دافعوا كرد فعل عن أنفسهم ومنازلهم وذويهم.
وفي الشأن السوري ايضا ، كدت صحيفة "الراية" القطرية أن الأزمة في سوريا دخلت منعطفا جديدا يتمثل بالإعلان السوري عن الموافقة على التوقيع على البروتوكول الخاص بنشر المراقبين وإن كان بشروط ، ودللت علي ذلك بقول الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي "إن شروط سوريا للتوقيع على البروتوكول فيها أمور جديدة". وأوضحت الصحيفة في افتتاحية عددهاالصادراليوم الأربعاء أن أحد الشروط السورية يتحدث عن التوقيع على البروتوكول في دمشق وليس في مقر الجامعة العربية وهو "شرط من الممكن تجاوزه عربيا إذا ثبت حسن النوايا السورية وتم وقف إراقة الدماء المستمرة بلا انقطاع في المدن منذ أكثر من ثمانية شهور".
وأكدت أنه لايوجد أحد في العالم العربي سعيدا بالعقوبات التي فرضت على النظام السوري .. وقالت "إن الجامعة العربية التي اتخذت موقفا لا سابق له في فرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري كانت تضغط لإيقاف العنف والقتل وسحب الجيش وقوات الأمن من المدن والسماح للمواطنين بالتظاهر السلمي كحق مشروع لهم".
ورأت أن حلحلة الأزمة في سوريا لا تبدأ من لحظة توقيع البروتوكول بل تبدأ من اللحظة التي يتوقف النظام السوري فيها عن إراقة الدماء ويعمل على سحب الجيش وأجهزة الأمن من شوارع المدن السورية.
وطالبت الصحيفة في ختام افتتاحيتها النظام السوري الذي قالت إنه "بات يعيش عزلة خانقة وبدأت العقوبات تؤثر في بنيانه" بتقديم بادرة حسن نوايا يثبت من خلالها جديته في الخروج من النفق المظلم الذي دخلت فيه البلاد بسبب "تعنته".
وقالت "إن الإعلان عن رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سوريا لا يمكن أن يتم إلا بعد توقف حوار الرصاص مع المحتجين وبدء الحوار الوطني الحقيقي الذي يشارك فيه الجميع والذي يبني سوريا الغد سوريا الدولة الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان". امتحان الحكومة وفي بيروت ، احتجبت معظم الصحف اللبنانية عن الصدور اليوم الاربعاء بسبب أجازة ذكرى عاشوراء وستعاود الصدور غدا الخميس تطبيقا لقرار نقابة الصحفيين الا أن صحيفة المستقبل الصادرة اليوم أكدت أن الحكومة أمام امتحان اليوم أما بالبقاء فى الحكم أو تقديم استقالتها حيث أن تكتل "التغيير والإصلاح" منقسم حول المشاركة في جلسة مجلس الوزراء الذي سيحدد بوصلة "الخلاف" الحكومي في الفترة المقبلة، و تعود الأزمة السياسية بين الفريق الواحد لتكون الفيصل في المشهد الداخلي، وتعود معها قوى الأمر الواقع إلى سياسة الابتزاز وتعطيل مصالح الناس.
وألمحت أنه لا يبدو في الأفق بوادر حلحلة بالرغم من دعوات السيد حسن نصر الله إلى تفعيل العمل الحكومي والتي من وجهة نظره تتلّخص بالتجاوب مع مطالب رئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون الذى يهدد باستقالة وزراء تكتله العشرة ، وفى نفس الوقت يقول أن استقالة الحكومة لا تعني استقالة الوزراء من ممارسة مهامهم حتى تشكيل حكومة جديدة. وأشارت الصحيفة الى أن الجلسة الحكومية المنتظرة، ستتناول ملفات خلافية ليس أقلّها قانون زيادة الأجور المحال من وزير العمل شربل نحاس والذي يلقى اعتراضاً من الهيئات الاقتصادية والنقابية والاتحاد العمّالي العام.
الوحدة العربية
وتحدثت صحف الإمارات الصادرة اليوم عن التحديات التى تواجه المنطقة العربية لا سيما عقب اندلاع ثوراتها "الربيعية" التى شبت بدءا من يناير الماضي ، وركزت الصحف على مفهوم الوحدة العربية وضرورة عودته، كما نوهت بالدور المهم الذي يقوم به الشباب العربي وأهمية إفساح المجال لهذا الدور خلال المرحلة الراهنة التى تمر بها المنطقة.
ونبهت صحيفة "الخليج" ، فى افتتاحيتها بعنوان "المنطقة العربية ومخططاتهم" ، إلى المخاطر التى تطال وحدة المنطقة العربية وتحاك ضد هويتها على خلفية الأزمات والحروب التى شهدتها المنطقة قبل نكبة احتلال فلسطين وبعدها والتى استهدفت هويتها الجامعة.
وقالت: في العقود الأخيرة منذ زمن مصر عبدالناصر وحتى هذه الأيام دخلت على معجم الأزمات العربية تعبيرات مثل "اللبننة" و "الصوملة" و"العرقنة" و "السودنة" و"اليمننة" بعدما اجتاحت المنطقة الحروب والحرائق الداخلية والفتن ؛ لتبقى إسرائيل وإحتلالها وإرهابها وتصرف الأنظار عنها وتدار الظهور إليها.
وحذرت "الخليج" من أن المنطقة العربية مستهدفة لإعادة تركيب جغرافيتها.. والولايات المتحدة وإسرائيل لن تهدأ إلا إذا صارت فلسطين كلها دولة يهودية وتم إغراق العرب بما يشتت شملهم ويقضي على أي رابط بينهم.
من جانبها ، طالبت صحيفة "البيان"، فى افتتاحيتها التى حملت عنوان "ربيع على ربيع" ، بالاهتمام بالشباب العربي ومنحهم الدور ، وقالت "إنه في خضم هذه الظروف الحساسة التي تمر على الدول العربية من مشرقها إلى مغربها تأتي تحديات كثر طرحها وعرف عنها وعالجها منتدى الفكر العربي المنعقد في دبي".
وأشارت إلى أن انتقال العرب إلى جيل "فيس بوك" و"تويتر" يفصح عن ملامح المرحلة التي ستظلل سماء العرب في العقود المقبلة ومآلاتها آخذين في عين الاعتبار أن أولويات الشباب العرب اختلفت وباتت قضايا صناديق الاقتراع والكلمة الحرة والتوظيف ورفض التهميش والإقصاء والفساد على جدول أعمالهم بعدما نحوا جانبا على الرف عين المسائل التي اكتشفوا أنهم خدعوا طويلا بشأنها.
ممارسات القوى السياسية
وحول عدم تشكيل حكومة يمنية حتى الآن مع استمرار الاشتباكات بين قوات صالح والمعارضة ، أكدت صحيفتا " الجمهورية " و"الثورة" اليمنيتان أن الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه يرفض ممارسات بعض القوي السياسية علي الساحة الداخلية في سعيها لتصعيد الأوضاع الأمنية وزيادة معاناة المواطن اليمني المستمرة من نحو عشرة أشهر.
وقالت صحيفة الجمهورية في مقال رئيسي للكاتب الصحفي الدكتور علي مطهر العثربي تحت عنوان "أساليب مرفوضة" إن بعض القوى السياسية تظهر نوعا من المكر الذي تظن - وإن بعض الظن إثم - أنه يحقق لها مكاسب سياسية على حساب الدين والوطن والقيم الإنسانية، الأمر الذي يجعل السواد الأعظم من الشعب حذرا من هذا النوع من التعامل مع آمال وجراحات الناس.
وأضافت .. يبدو أن بعض القوى السياسية - التي تمارس الخداع في خطابها الديني والإعلامي والسياسي - لم تستفد من تجارب الماضي، ولم تفعل العقل، بل تصر على العمى الكلي في البصر والبصيرة على حد سواء.
وتابعت الصحيفة إن إصرار هذه القوى على المكر والخداع يجعلها تقدم برهانا عمليا للعالم بأنها قوى لا تؤمن بالتعايش السلمي ولا تقبل بالتداول السلمي للسلطة ولا تؤمن بمبادئ الديمقراطية ولا تحترم الإرادة الكلية للشعب، وهذا السلوك الهمجي يجعل الشعب شديد الحرص على عدم القبول بعناصرها مهما لبست من أقنعة؛ لأن الأزمة السياسية قد كشفت زيف تلك الأقنعة، ولم يعد بالإمكان خداع الشعب.
واختتمت الصحيفة قائلة إن من يفكر في القفز على إرادة الشعب وسلب حريته واغتصاب إرادته لا مكان له في حياة اليمنيين على الإطلاق؛ لأن اليمنيين أصحاب حكمة وأهل إيمان، لديهم القدرة الكافية التي تجعلهم قادرين على التمييز بين الفاجر والحكيم.
وتحت عنوان "سلوكيات مرفوضة" ، قالت صحيفة "الجمهورية" في افتتاحيتها اليوم أنه في الوقت الذي تلفظ الأزمة السياسية أنفاسها الأخيرة بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي بدأت خطواتها العملية ، ما زال هناك من يحاول إثارة المنغصات والمتاعب للمواطنين.
وأضافت الصحيفة وبصرف النظر عن دوافع أولئك الذين قاموا بالتقطع لناقلات المشتقات النفطية ومنع وصولها إلى العاصمة صنعاء، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير هذه الممارسات أو السكوت عنها أو التسامح مع من يقترفها أيا كان سواء كان قريبا أو منتميا للحزب الحاكم أو لأي من أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة).
وتابعت الصحيفة إن من يقوم بقطع الطريق أمام حركة ناقلات المشتقات النفطية خارج على النظام والقانون وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والأعراف والتقاليد القبلية، ولا بد أن يدان من جميع الأطراف لكونه خارجا عن منظومة المجتمع والضوابط التي تحكم علاقاته.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة لقد آن الأوان لأطراف الأزمة السياسية أن تغير من أساليبها خاصة وهي ستصبح شريكة في السلطة وشريكة في تحمل أعباء المسئولية وشريكة في إدارة شئون الوطن ، كما آن لهذه الأطراف أن تصبح أكثر استعدادا للتصالح والتسامح بعيدا عن الخصومات والثارات والأحقاد التي ألحقت الضرر البالغ بالوطن وتجربته السياسية والديمقراطية.