طرابلس: صرحت الحكومة الليبية انها اعترضت مئات الأفارقة كانوا في طريقهم الى ايطاليا على متن سفينة صيد ، في حين قال المهاجرون انهم وقعوا ضحية لعملية خداع . واكد فوزي عبد العال وزير الداخلية الليبي في مؤتمر صحفي عقده الاثنين ان هذا يظهر ان الحكومة المؤقتة الجديدة جادة بشأن التعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية لأوروبا رغم الوسائل المحدودة لديها عقب شهور من الحرب الأهلية. وقال عبد العال ان هذا يبعث رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن ليبيا الجديدة مختلفة كلية عن السابق ، مضيفا ان الزعيم الراحل معمر القذافي استخدم التهديد بالسماح للمهاجرين بالابحار الى أوروبا كوسيلة لابتزاز الحكومات الغربية. وكانت ليبيا في عهد القذافي نقطة تجمع للافارقة من الدول الواقعة جنوب الصحراء الكبرى الذين يأملون في دخول اوروبا بشكل غير مشروع بحثا عن فرص عمل ، بينما كانت حكومة القذافي حصلت على مزايا مالية ومزايا أخرى من الاتحاد الاوروبي وخاصة ايطاليا مقابل مساعدتها في منع المهاجرين من القيام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر رغم قصرها. وخلال الثورة الليبية التي اندلعت هذا العام وصل عشرات الالاف من المهاجرين الى جزيرة لامبيدوزا الايطالية التي لا تبعد سوى 100 كيلومتر عن الساحل الافريقي، ولقي البعض حتفه غرقا خلال المحاولة. وقال عبد العال ان معالجة هذه المشكلة ستكون مختلفة الآن، وأضاف ان الدليل على ذلك هو ان السلطات الليبية تمكنت يوم الاحد من منع اكثر من 400 او 500 شخص من الهجرة ، وانه كان من المفترض انهم متجهون الى ايطاليا. ولم يكن الاعلان متوقعا في بلد لا تزال الحكومة المركزية فيه ضعيفة وتواجه تحديات كبيرة في نزع أسلحة كثير من الميليشات المحلية التي لا تزال تجوب البلاد وتشتبك من حين لآخر مع بعضها البعض. وبعد انتهاء المؤتمر الصحفي بقليل رأى الصحفيون عدة مئات من المهاجرين مجتمعين على أحواض السفن في ميناء طرابلس حيث جلسوا في شمس الظهيرة قرب سفينة صيد راسية. وقال مهاجرون تحدثوا باقتضاب لوكالة "رويترز" ان كل واحد منهم دفع اكثر من 1000 دولار نظير الرحلة ويعتقد كثيرون منهم ان ربان السفينة لم تكن لديه النية على الاطلاق في التوجه بهم الى الساحل الاوروبي وانما سلمهم مباشرة للسلطات الليبية.