أبوجا: عثرت قوات الجيش النيجيري اليوم الاثنين على 28 جثة جديدة في قرية كورو كاراما، وسط نيجيريا في أعقاب الاشتباكات الطائفية التي جرت بين المسلمين والمسيحيين في لاجوس وخلفت مئات القتلى، وشردت الآلاف. ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر بالجيش ان إجمالي عدد الجثث التي تم العثور عليها وصل إلى 178 جثة منذ فرض الجيش سيطرته على المدينة. ومن جانبه، قال عمر بازا أحد وجهاء القرية: "عثرنا على 28 جثة إضافية اليوم في حفرة في غابة على الطرف الغربي من القرية . مضيفا: "وتحللت تلك الجثث وقمنا بدفنها". ودان وزير الخارجية الكندي لورنس كانون أعمال العنف الطائفية في نيجيريا، موجهاً نداء لتحقيق المصالحة، وشجع الحكومة النيجيرية على مواصلة، جهودها لاحتواء أعمال العنف بهدف إرساء "مجتمع يعيش بسلام" . يذكر انه يعيش أكثر من 300 ألف مواطن نجيري مسلم بالمُخيامات خوفا من تجدد الاشتبكات مرة ثانية. وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية قد طالبت الحكومة النيجيرية بالتحقيق في المجزرة التي راح ضحيتها 150 مسلماً على الأقل أحرق بعضهم أحياء في وسط البلاد ، بعد أحداث عنف طائفي. وقال بيان صادر عن المنظمة "يعتقد أن جماعة مسيحية استهدفت بلدة "كورو كرامة" مما أسفر عن مقتل 150 مسلما كانوا يلوذون بالفرار وتم حرق البعض وهم على قيد الحياة" ودعت "هيومن رايتس ووتش" نائب الرئيس النيجيري، جودلاك جوناثان، لفتح تحقيق جنائي حول تلك التقارير التي قالت المنظمة إنها موثوق بها. وكان زعيم القرية عمر بازا قال : "لقد عثرنا حتى الان على 150 جثة في الابار. ولا يزال 60 شخصا مفقودين". وأسفرت أربعة أيام من الاشتباكات بين مجموعات من المسلمين والمسيحيين عن مقتل ما يزيد عن 460 شخصا وإصابة ألف في حين أرغم الالاف على الفرار من منازلهم. وقدر الصليب الاحمر أن نحو 17 ألف شخص فروا من منازلهم ولجأوا الى الجامعات والمستشفيات والمدارس منذ بدأت الاشتباكات يوم الاحد. وأفاد شهود عيان بأن العنف الذي اندلع الأحد الماضي بدأ بعد مشادة حول اعادة بناء منازل تم تدميرها في اشتباكات عام 2008 والتي كانت أسوأ قتال بين المسلمين والمسيحيين منذ سنوات في أكبر دول افريقيا سكانا. ومدينة جوس هي عاصمة ولاية بلاتوه التي يمثل كل من المسلمين والمسيحيين نصف السكان فيها. وكانت عدة أحداث دامية تكررت في هذه المدينة في السنوات الماضية بسبب التنافس على النفوذ السياسي والاقتصادي بين الفريقين. وأسفرت هذه الصراعات عن مقتل مئات من المواطنين هناك. وفي نيجيريا أكثر من 200 جماعة عرقية تعيش في سلام جنبا الى جنب رغم أن الحرب الاهلية خلفت مليون قتيل فيما بين 1967 و1970 ومنذ ذلك الحين شهدت البلاد نوبات من الاضطرابات الدينية.