بالأمس تحررت مدينة "منبج" بسوريا من يد داعش الذي فرض قواعده بالتهديد والوعيد، ناشراً الرعب بين أهل تلك المدينة الواقعة في شمال سوريا قرب الحدود التركية . وخرج السكان إلى الشوارع وكأنهم لا يصدقون أعينهم، بعد رعب عاشوه لأشهر طويلة. كل عبر بطريقته، منهم من بكى أو رمى البرقع أو حلق لحيته، نساء وأطفال وشيوخ لكل واحد حكايته التي ستروى بالتأكيد فيما بعد لتكشف عن فظاعات داعش وحقائقه. لم يكن يتوقع سكان تلك المدينة الصغيرة التي لقبت بمدينة "البحتري" لولادة الشاعر البحتري فيها أن ينطلقوا وسط الشوارع مبتهجين بتحرير مدينتهم، منبج الكائنة شمال سوريا، خاصة بعد معركة طاحنة استخدم فيها التنظيم المدنيين كدروع بشرية. ونشرت "رويترز" صورا للمدنين السوريين بعد تحرير مدينتهم على مقاتلين عرب وأكراد، وكان الناطق الرسمي باسم "قوات سوريا الديمقراطية" شرفان درويش والتي حررت المدينة قد قال في وقت سابق"هذه هي العملية الأخيرة والهجوم الأخير". وعبر سكان المدينة عن فرحتهم في صورة حظيت على اهتمام العالم، لتعبر عن الكبت الكبير الذي ترعض له سكان المدينة، فبين حلقٍ للحى، وتدخين السجائر للنساء، وكشف الوجه، وغيرها، وكلها كانت أمور محظورة من قبل داعش، وتستوجب في بعض الأحيان لمرتكبيها القتل لمخالفته قانون التنظيم. وللمدينة التي سيطر عليها المسلمون إبان حكم عمر بن الخطاب عام 16 هجرية أهمية استراتيجية كبيرة، إذ أنها تقع على خط إمداد مهم للتنظيم يمتد من الحدود التركية إلى معقله بمدينة الرقة. يذكر أن متحدثا رسميا باسم تحالف قوات سوريا الديمقراطية ، أعلن الجمعة، أن التحالف سيطر بالكامل على مدينة #منبج الشمالية السورية قرب الحدود التركية، بعد مغادرة آخر مجموعة من مقاتلي تنظيم داعش المدينة. وتمثل عملية منبج التي لعبت فيها القوات الخاصة الأميركية دوراً مهماً على الأرض أكثر الانتصارات طموحاً تحققها جماعة متحالفة مع واشنطن في سوريا منذ أن شنت الولاياتالمتحدة حملتها العسكرية ضد تنظيم #داعش قبل عامين.