كابول: يغادر المئات من القرويين الافغان قراهم جنوبي البلاد قبيل انطلاق حملة عسكرية جديدة يقودها حلف شمال الاطلسي ضد مسلحي حركة طالبان يتوقع ان تكون الاوسع من نوعها منذ اندلاع الحرب الافغانية اثر الغزو الغربي للبلاد عام 2001. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" انه من المتوقع ان تنطلق العملية التي تهدف الى تطهير مدينة مارجا في اقليم هلمند من مسلحي طالبان قريبا. وكان وزير الدفاع البريطاني قد حذر من احتمال سقوط العديد من الضحايا في صفوف القوات الغربية في هذه العملية. وقال الوزير البريطاني بوب اينزوورث في وقت متأخر من يوم الاحد: "بالطبع، يجب ان نتوقع سقوط ضحايا عندما نشترك في عمليات كهذه". واضاف: "ليست هذه بيئة آمنة بأي حال من الاحوال، ومهما كانت كمية ونوعية المعدات التي نزود بها جنودنا فلن نتمكن من جعل هذه العمليات آمنة مئة في المئة". ومن المتوقع ان تنطلق العملية الجديدة التي اطلق عليها اسم "عملية مشترك" في غضون الايام القليلة المقبلة. وقال القائد البريطاني للعملية الجنرال نك كارتر "إنها (اي العملية الجديدة) ستكون مختلفة عن كل سابقاتها، ففي العمليات السابقة كانت قوات التحالف تنجح عادة في طرد مقاتلي طالبان من مواقعهم ولكنها كانت تفتقر الى عدد كاف من الجنود لضمان الامن للسكان المحليين". واضاف "للمرة الاولى ستكون القوات الافغانية في المقدمة فيما يخص التخطيط للعملية وتنفيذه، تتبعها قوات الشرطة الافغانية مدعومة من جانب قوات التحالف". ويذكر ان مدينة مارجا تعتبر اكبر التجمعات السكانية الخاضعة لسيطرة حركة طالبان في الجزء الجنوبي من افغانستان. وتعتبر عملية "مشترك" اول هجوم عسكري رئيسي تشنه قوات التحالف في افغانستان منذ اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما عن قراره إرسال ثلاثين الف جندي امريكي اضافي. وكان التخطيط لهذه العملية قد بدأ منذ عدة اسابيع قامت طائرات التحالف خلالها بالقاء آلاف المنشورات على قرى المنطقة تحذر سكانها فيها بضرورة اخلائها. وقال مسؤولون محليون إن حوالي 35 الفا من سكان مارجا قد امتثلوا لهذا الطلب وبدأوا بالتوجه الى مناطق اخرى اكثر امانا في هلماند. وفي وقت لاحق، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية صباح اليوم الاثنين نبأ مقتل جنديين بريطانيين في افغانستان. وبهذا بلغ عدد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب الافغانية 255 قتيلا، وهو نفس عدد القتلى البريطانيين في حرب فوكلاند عام 1982. وقتل الجنديان اثر انفجار عبوة اثناء قيامهما بواجب الدورية قرب بلدة سانجين في اقليم هلمند جنوبي افغانستان. ويذكر ان لبريطانيا عشرة آلاف جندي تقريبا في افغانستان، ينتشر معظمهم في اقليم هلمند.