الجنابى: الناجون من داعش وقعوا في يد الحشد الشيعي محلل عراقى: بعض السياسيين لديهم أجندات لتمزيق العراق العزاوي: لا يوجد صراع سني شيعي كما الحال عام 2006 مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان: الحكومة العراقية متواطئة مع الحشد الشيعى جاء قرار رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي بإقالة قائد عمليات بغداد وعدد من قادة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، من بينهم الفريق الركن عبد الأمير الشمري قائد عمليات العاصمة، بعد أيام من وقوع عدة انفجارات وقعت فجر يوم الأحد 3 يوليو 2016 في مناطق من بغداد كان أبرزها أنفجار الكرادة الشرقية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 292 شخصا وإصابة مئات آخرين، ووصف العبادى هذا الهجوم بأنه الأكثر دموية من حيث عدد القتلى منذ الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003، هذا بالإضافة إلى استقالة وزير الداخلية العراقية، محمد الغبان. تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سارع إلى تبنّية الحادث، مشيراً إلى أنه استهدف تجمعا للحشد الشعبي في المنطقة، وأن التفجير تم عبر سيارة مفخخة انفجرت قرب أحدالمطاعم، وأسفر عن تدمير ثلاثة مراكز تسوق، واحتراق عدد كبير من السيارات والحافلات التي كانت بالمنطقة، مما تسبب في اندلاع نيران كثيفة في محلات تجارية حوصر داخلها المتسوقون المدنيون الذين كان عددهم كبيرا لكون المنطقة تشهد إقبالا مكثفا من العائلات في مثل هذا التوقيت من كل عام لاقتناء مستلزمات عيد الفطربسبب ذلك، إذ بلغ أكثر من 292 قتيلا وأكثر من 200 جريح. يأتى هذا بعد أعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة عبد الوهاب الساعدي أواخر الشهر الماضى من انتهاء العمليات العسكرية في المدينة بالكامل من قبل القوات العراقية، بعد أن سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عام 2014، وكانت الفلوجة التي تبعد 50 كم غرب بغداد، أول مدينة تخرج عن سيطرة الحكومة عام 2014، أي قبل أشهر من دخول التنظيم المتطرف إلى مدن العرب السنة في العراق معلناً إقامة الخلافة. حيدر العبادى لكن ماذا بعد إخراج داعش من الفلوجة وما هو مستقبل الحشد الشيعي بعد القضاء على داعش تماماً من العراق؟، وهل بعد إخراج داعش من العراق سينتهي الصراع السنى الشيعي هناك؟، وما علاقة التغيرات الأمنية الأخيرة التى أجراها رئيس الوزراء العراقي بعد التفجيرات الأخيرة فى الكرادة؟، وما علاقة تواجد قائد الحرس الثوري الايراني "قاسم سليمانى" بحرب العراق مع داعش؟ وما حقيقة استغلال" الحشد الشيعى" الحرب ضد داعش للقضاء على السنة هناك؟، أسئلة كثيرة ومثيرة يُجيب عنها سياسيون عراقيون ومتخصصون فى الشأن العراقي من خلال التحقيق التالى. تفجير د. حسن الجنابى، أستاذ العلوم السياسية، وعضو البرلمان العراقى السابق، قال فى تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط": "بعد أن خرج داعش من الفلوجة ودخل الحشد الشيعي والحرس الثوري الإيراني بقيادة قاسم سليماني، فجروا المساجد وأحرقوا البيوت بعد أن سرقوها، لم يبقوا دائرة مدنية أو خدمية إلا وفجّروها من تدميرالبنية التحتية، بالاضافة إلى الشعرات الطائفية والقتل المدنين الذين نفذو من قتلالدواعش، فمن نجى من إجرام داعش وقع في يد إجرام الحشد الشيعي، والفلوجة الآنخربة وهذه هي سياسة الفرس في تركها أرض محروقة ومدن مدمرة. د. حسن الجنابي وتابع حديثه بالقول: "داعش هي صنيعة ثلاثية الأبعاد (أمريكا صهيون إيرانية) جلبوه من مرتزقة أفغان وباكستان ومتطرفي السعودية واليمن وليبيا، تحت تدريب وتمويل إيراني، وملاحقة داعش هي اكذوبة كبيرة جاءوا بهم لتدمير المحافظات السنية، والكذبة الأكبر الحرب على داعش طويلة الأمد لا تنتهي إلا بنهاية المصلحة الإيرانيةوالأمريكية في أضعاف وتدمير القوة السنية. أستاذ العلوم السياسية أوضح بالقول: "قبل الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 لميعرف أهل العراق اي صراع طائفي بين مكوناته، بل في القبيلة الواحدة سنة وشيعة وفي البيت الواحد سني وشيعي، بل الزوج السني متزوج بالشيعية، لم نعرف من هوالسني ومن هو الشيعي بدليل أن القيادة العراقية المطلوبة للأمريكان من 55 عضوا قيادة 36 شيعي، وهذا دليل أن صدام حسين لم يكن طائفي وأهل السنة في العراق لم يقتلوا الشيعة كما يقتل الشيعة اليوم أهل الأنبار وصلاح الدين ويمثلو بكل من اسمه عمر أو أبوبكر، وهذه الأفكار المتطرفة مصدرها ايران المجوسية ." الاحتلال الامريكي للعراق وانتقد الجنابي التغيرات الأمنية التى أجراها العبادى قائلاً:"لا ترقى إلى مستوى المسؤلية في حماية المدنين، فإن مسلسل الاٍرهاب معلوم ومعروف المصدر، ما جرى فيأحداث الكرادة عملية نوعية شاهدناها أيام الاحتلال لبغداد في معركة المطار في قنابل لاتحدث تشضي وانفجار عالٍ بل صوت منخفض مصحوب بدخان محترق وهي القنابل (الفراغية ) ومثل هذه التكنولوجيا يفتقر لها الاٍرهاب التقليدي ، بل هو ارهابدولي،مضيفاً:" المنطقة محاطة بالحواجز الأمنية وتحت حماية المجلس الأعلى التابع إلىإيران ولا يمكن اختراقه الا بأمرهم لذا لا يوجد حل وسلام في العراقوسوريا واليمنولبنان إلا بإخراج إيران منها ولا يحل السلام الإقليمي إلا بأسقاط النظام الإيراني نظام الملالي." صراع سنّي شيّعى وحول خروج داعش من الفلوجة أشار د. رائد العزاوي، المحلل العراقي وأستاذالعلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالقول:"أعتقد أنه خروج تكتيكي بمعنى أن داعش يبح عن معاركة خارج نطاق المدن، وأن تركيز هذا التنظيم في الوقت الحالي سيكون في سوريا وأن فكره (باقية وتتمدد) قد انتهى وأنه يعتمد سلاح (الذئاب الشاردة) كأسلوب حرب عصابات وهذا ما ظهر من خلال تفجير حي الكرادة في بغدادوتفجير بلد بمعنى أن العراق سيعاني كثيرًا من هذا الأسلوب." د. رائد العزاوى وقال أستاذ العلاقات الدولية إن الحشد الشعبي صنيعة واقع سياسي عراقي طائفي بامتياز ولن ينتهي بل بالعكس سيكبر، ليكون هذا الحشد جزاء من الفعل السياسي فيالعراق لأنه متعدد و غير متجانس بعضه مدعوم من ايران وهذا ما يفسر تواجد سليمان يفي العراق وهؤلاء هم من يقوم بحرب تصفيه عرقيه للسنة والشيعة على حد سواء وبعضهعلى علاقة بأمريكا وجزء منه حشد وطني غير طائفي يمثله التيار الصدري. العزاوى أشار إلى أنه لا يوجد صراع سني شيعي بالمعنى الذي جرى عليه الحال عام2006 الصراع هو بين كتل سياسية عراقية تتخندق تحت هذه اللافتة، مشيراً إلى أن التغيرات الأمنية لن ينتجها عنها تغير في الوضع الأمني المتردي فالملف الأمني ليس بيد القادة العسكرين هو بيد السياسيين والبعض منهم لديه أجندات خارجية تهدف لتمزيق العراق. واستطرد العزاوى حديثه قائلاً:"الفلوجة جزء من العراق وهذا المدينة عانت من الأمريكانومن سياسة حكومة المالكي التي جعلت أبناء هذا المدينة يعيشون في سجن كبير واعتقل الكثير منهم دون أي سند قانونين وهجر الكثير منهم ولهذا كأنو اكثر استعداد لقبولالمتغير مهما كانت اجندته وقبل جزء منهم بوجود داعش، مضيفاً:" وأهم من يعتقد أنالسنة سوف ينتهون من العراق السنة مكون أساس في العراقوإيران واذنابهم في المنطقة حاولوا وسوف يحاولون ما استطاعوا إفراغ العراق من السنة متسائلاً:" أين دورالعرب ودور الأزهر في حماية السنة ؟، لا يوجد لهم أي دور بل أعتقد أنهم لن يفعلوا شيئا للعراق بسنته وشيعته وكل أطيافه." جرائم الطائفية وحول زيادة جرائم الحشد الشيعى فى العراق أشار المحامى مهند العيساوى، مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان، فى تصريحات خاصة ل" محيط" إلى أن جرائم الحشد الموالي للنظام الإيراني تزاد يوم بعد آخر، وأصبح الحشد ينافس داعش بالأجرام، مضيفاً:"برزت بشاعة جرائم الحشد في مناطق جرف الصخر جنوببغداد وفي تكريت وبيجي بصلاح الدين وفي محافظة ديالى وفي الكرمة والصقلاوية والفلوجة، والجرائم التي تتعرض لهاالفلوجة من استهداف لمساجدها وبناها التحتية هي مقصودة وممنهجة وليست فردية كماتدعي الحكومة العراقية." واختتم مدير مركز بغداد لحقوق الإنسان قائلاً:"لم يقدم اي عنصر من الحشد للقضاءحتى الآن رغم بشاعة وخطورة الجرائم التي ارتكبها الحشد ضد المدنيين السنة في العراق، والى الآن لم نسجل للمرجعيات الشيعية أي موقف واضح بشأن استهداف مساجد الفلوجة، حيث أحرق الحشد إلى الآن 6 مساجد بالمدينة ولم تستنكر المرجعيات الشيعية تلك الجرائم، وتختطف مليشيا الحشد آلاف المدنيين السنة في سجون غير رسمية ويتعرضون للاعدام خارج إطار القانون والتعذيب ومساومة وابتزاز عوائلهم، والحكومة العراقية متواطئة مع الحشد في جميع جرائمه الطائفية."