مع ان ديننا الحنيف يحث بشرائعه على الحفاظ على قوة ومتانة صلات الارحام حيث يجعل منه مدخلا الى الجنه وسبيلا الى زيادة الرزق واملا فى اطالة العمر الا ان القطيعه اصبحت السمه السائده التى بدت تغزو العائلات المصريه. ويشار الى من وصل رحمه بأنه واصل ويشار الى من قطع رحمه الى انه قاطع ، والواصل هو من حافظ على تلك العلاقات وصانها مهما عانى من كم الصراعات والخلافات والضغوط ، والقاطع من قطعها دون ادراكا او تفهما لما بها من نتائج سلبيه تمنح للكراهيه والعداوه تربه خصبه للتكاثر والنماء ويختلف علماء الدين فى تعريف صلة الرحم وهى لا شك تؤتى معانيها من القرأن والاحاديث النبويه الا انه للشائع للجميع والمتفق عليه من علماء الامه انها توطيد العلاقات الاجتماعيه بين ذو القربى ويضاف عليه الجار الجنب والصاحب بالجنب وتتنوع مظاهر الفرحه فى العيد وكلها تنصب خصيصا فى قالب يقوى ويدعم صلة الرحم ولعل ابزرها الزيارات التى تتم بعد انتهاء صلاة العيد مباشرة حتى منتصف الليل يتخللها العيديه التى ينتظرها الاطفال فى العام مرتين كذلك( المواسم )التى يقوم بها الاهل لذويهم وخصوصا المتزوجات وهى تتنوع ما بين العيديه او اصناف متنوعه من الفاكهه . وكان للماضى شكلا مميزا عن وقتنا الحاضرحيث التقاليد التى كانت تحكمه كانت الاكثر حفاظا على صلة الرحم حيث كا ن من المعهودالتفاف الاسره بافرادها فى بيت العيله ولا مجال للزيارات الفرديه بل كانت زيارات جماعيه يعتقد الكثير انها اصدق معنى لقوة وصلابة صلات الارحام حيث يترأس الكبيرومعه الابناء والاحفاد بثوب العيد الجديد فى شكل عمرى ينتهى بالاحفاد اخره، يسبقها ليلة العيد تنطلق الزيارات بالكشافات او( بالكلوبات) قديما الى قبور الموتى من ذوى القربى يمكثون ويشعلون النار امام القبور لفترات متأخره من الليل. ويتميز العيد بانه له تأثير قوى فى رأب الصدع ولم الشمل بعد جفاء وخصام ممكن ان يمتد الى سنون بعيده بين الارحام المتناحره والمتباعده ، ويرجع المحللون الى ان من اهم الاسباب الثلاثه التى تؤدى الى قطيعة الاحام كالاتى: الميراث ويعتبر الميراث من اهم الفطريات التى تصيب صلة الرحم لما به من خلافات وصراعات تحركها الاطماع وترعاها المصالح والانانيه ووقتها يظل اطراف النزاع شغلهم الشاغل الوصول الى اهدافهم بمختلف السبل حتى ولو كانت على حساب صلات الاحام وتقول ربة منزل ان اخيها الاكبرقاطعها لما يزيد عن عشرة اعوام بسبب الميراث حينها لم يكلف خاطره ان يسئل عليها الا انها ومع انعدام الامل فوجئت بزيارته اول ايام العيد موروث الماضى هو كالفيرس الذى ينتشر فى جميع انحاء الجسد فيفسد كل اعضائه وجوارحه وهذا ما نراه جليا فى صراعات قديمه واحقاد ماضيه يقوم بنقلها الاجداد الى الاجيال المتعاقبه بمنتهى الحرفيه فلا تقف عند جيل معين فلا تحمل القلوب بسببها الا الكره والبغض ويحكى شابا ان علاقته باولاد عمومته ظلت منقطعه لاكثر من احد عشر عاما بسبب خلافات بين ابويهما ولولا الصدفه البحتع التى جمعتهما فى احدى المطاعم بوسط البلد ما كان ليلتقيا طيلة العمر ابدا فى ظل احتدام الصراع وعدم نزول الاخر عن حقه واعلاء قيمة التسامح الاغتراب وهو من اهم اسباب الجفاء والفتور الذى يصيب العلاقات بين الارحام نظرا لعدم التواجد دائما ولعل هذه الافه شائعه مع ساكنى المدن النازحين من قرهم ليبحثوا عن لقمة العيش ، على الجانب الاخر لا وجود لها فى ساكنى القرى حيث يصبح التلاقى كل يوم لقرب البيوت من بعضها ويحكى عم محمد ،انه سافر الى المدينه بعيدا عن مسقط راسه هو واولاده لسنين طويله وترك اهله واخوته ونظرا لضغوط العمل واعباء الحياه كان لا يزور اقاربه الا فى الاعياد ولكن علاقته بهم ليست بالقويه او المتينه ، فاصبحت الاعياد هى همزة الوصل ليس الا وما دون ذلك لا يوجد تلاقى ابدا ونجد فى النهاية ان صلة الرحم تتواجد بقوه فى الاعياد ويجد فيها اصحابها اما توطيدها والحفاظ عليها من خلال مظاهر العيد التى يغمرها الحب والود ومناسبه دينيه لفض المنازعات ونزع فتيل الاحقاد والكراهيه لخلق بيئه جديده يرعاها الحب والامل