"الاندبندنت": يد أمريكا الممدوة لسوريا صفعة لإيران الرئيس الاسد في زيارة سابقة إلى إيران لندن: كشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الخميس أن المحاولات الأمريكية لتحسين العلاقات مع سوريا بتعيين سفير جديد وإيفاد مسئولين هو مقدمة لصفعة قوية باتجاه إيران. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة أن تعيين سفير امريكي لدى سوريا بعد 5 اعوام من القطيعة، بالاضافة الى زيارة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية وليام بيرنز لدمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الاسد يهدف إلى عزل ايران حليفة سوريا. ويعتبر بيرنز ارفع مسؤول امريكي يزور دمشق منذ 5 سنوات اذ شابت علاقات البلدين التوتر في اعقاب الغز الامريكي للعراق عام 2003 واغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري 2005 ومغادرة السفير الامريكي سورية عقب ذلك. وأضافت الصحيفة "الامور لم تحسم نهائيا بعد اذ يجب مراقبة ما اذا كانت اليد الامريكية الممدودة لدمشق ستؤدي الى ما تتمناه الولاياتالمتحدة وهو رؤية دمشق تمنع تسلل المقاتلين من اراضيها الى العراق، والعودة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل". وتابعت "واشنطن تعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد لفك ارتباط سوريا بكل من حماس وحزب الله". ويرى المراقبون ان فتح باب الحوار مع دمشق وتعيين سفير جديد وغيرها من المبادرات الامريكية نحوها تصب في خانة الجهود الامريكية الهادفة الى ابعاد دمشق عن ايران ودفع جهود السلام في الشرق الأوسط. علاقات متينة
ومن جانبه ، دعا المستشار الرئاسي السوري السابق جورج جبور إلى عدم المبالغة في موضوع تعيين السفير الامريكي في دمشق والذي جاء بعد خمسة أعوام من القطيعة. وأضاف جبور في حديث لقناة "العالم" الإخبارية "إن ما وعد به اوباما جاء متاخرا وهو على كل حال امر مرحب به ولكن لا ينبغي ان نبالغ في اهميته". وشدد جبور على أن تعيين السفير الامريكي لن يؤثر على العلاقات الايرانية السورية القوية ، قائلا" الادارة الامريكية تعرف ان العلاقات السورية الايرانية علاقات وطيدة على مدى 31 عاما وان تعيين سفير امريكي في دمشق لن يغير من قوة هذه العلاقات ومن طبيعة التعاون الوثيق بين إيران وسوريا". وأكد ان هذا العمل الذي تحاول امريكا حشده ضد ايران لم يتوج حتى الان بنتائج مثمرة لاسيما بعد الرحلة التي قامت بها الوزيرة كلنتون الى الدوحة والمنطقة ولم تسفر عن نتائج يمكن الاعتداد بها. وكان الرئيس السوري بشار الأسد الذي زار إيران أربع مرات منذ تولي أحمدي نجاد الرئاسة أكدت أن العلاقات بين دمشقوطهران استراتيجية ولا يمكن كسرها . وتربط إيران وسوريا مصالح ثقافية وسياسية واقتصادية متبادلة. وتقوم ايران حاليا بعدد كبير من المشروعات الاقتصادية في سوريا، ومنها مشروعات لانتاج سيارات ومشروعات اسكان. وشهدت الأعوام الأخيرة تسارعا كبيرا لمستوى العلاقات السورية الإيرانية على مختلف الصعد, خاصة منذ وصول أحمدي نجاد إلى الحكم في إيران عام 2005, على الرغم من أن عمر هذه العلاقات يعود إلى 25 عاما. طبول الحرب وتزامن محاولة إصلاح العلاقات الأمريكية السورية مع اتهام المرشد الاعلى للثورة الاسلامية اية الله علي خامنئي واشنطن بدق طبول الحرب وتحويل الخليج الى مستودع أسلحة ، ردا على الاتهامات الامريكية بأن إيران تتحرك صوب دكتاتورية عسكرية. وفي اشارة واضحة لزيارة وزيرة الخارجية الامريكية للمنطقة هيلاري كلينتون في وقت سابق من الاسبوع الجاري، قال خامنئي ان الامريكيين أرسلوا "عميلتهم" الى المنطقة لتوجيه اتهامات للمؤسسة الدينية الحاكمة في ايران. واستطرد قائلا "أغاروا على أفغانستان والعراق والان يتهمون الجمهورية الاسلامية. الجميع يعلم أن الجمهورية الاسلامية تسعى للسلام والاخوة بين كل الدول الاسلامية في العالم". واضاف خامنئي كما نقل عنه التلفزيون الرسمي ان الخطوات الاخيرة التي قام بها مسؤولو واشنطن "متهورة جدا" بالنسبة للولايات المتحدة. وخلال زيارتها لقطر والمملكة العربية السعودية، نفت كلينتون أن تكون الولاياتالمتحدة تعتزم شن هجوم على ايران وقالت ان واشنطن تريد الحوار مع طهران ولكن لا يمكنها "أن تقف ساكنة" بينما تواصل ايران برنامجا نوويا مثيرا للشبهات. في ذات السياق ، قالت مصادر فرنسية رسمية رفيعة المستوى إن مرحلة "اليد الممدودة" التي اقترحتها إدارة الرئيس أوباما على القادة الإيرانيين للتحاور معهم وإيجاد أرضية مشتركة لتسوية مشكلات طهران العالقة وأولاها ملفها النووي قد "انتهت"، مضيفة أن صفحة جديدة "لا يعرف بعد مضمونها قد فتحت". وذكرت مصادر فرنسية لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية أن كلام وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن قيام "ديكتاتورية عسكرية" في إيران، في إشارة منها إلى الدور المتصاعد للحرس الثوري وهيمنتهم على القرار الإيراني، "رسالة" موجهة بالدرجة الأولى إلى "الداخل الأمريكي" من أجل إفهام الأمريكيين أن "مرحلة الاستماع والتساهل" مع إيران قد انتهت.