ولد أحمد أبو الغيط فى 12 يونيو 1942م بحى مصر الجديدة، وحصل على بكالوريوس التجارة جامعة عين شمس عام1964م،التحق بعدها بوزارة الخارجية عام1965م،وفى عام1968م عُين سكرتيراً ثالثاً فى سفارة مصر بقبرص حتى عام1972م عندما عُين عضواً بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن القومى، وتزوج "ليلى كمال صلاح الدين" ولديهما ابنان . وفى عام1974م عُين سكرتيراً ثانياً بوفد مصر لدى الأممالمتحدة ثم رقى إلى سكرتير أول، وفى عام1977م عُين سكرتير أول لمكتب وزير الخارجية وفى عام 1979م عُين مستشاراً سياسياً بالسفارة المصرية بموسكو،وفى 1982م أعيد للوزارة وعُين بمنصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية، وفى عام1984م عُين مستشاراً سياسياً خاصاً لدى رئيس الوزراء. وفى عام1985م عُين مستشاراً بوفد مصر لدى الأممالمتحدة،وفى عام1987م ثم عُين مندوباً لمصر لدي الأممالمتحدة وفى عام1989م عُين بمنصب السكرتيرالسياسى الخاص لوزير الخارجية، وفى عام1991م عُين مديراً لمكتب الوزير،وفى عام1992م عُين سفيراً لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلاً لمصر لدى منظمة الأغذية و الزراعة " الفا"،وفى عام1996م عُين مساعداً لوزيرالخارجية،وفى عام1999م عُين بمنصب مندوب مصرالدائم فى الأممالمتحدة. ظل أبوالغيط متنقلاً في دروب سلك الدبلوماسية المصرية زهاء أربعة عقود مَثل فيها القاهرة في عواصم ومحافل كبيرة دون أن يسطع في عالم الأخبار،إلى أن طفأ اسمه فجأة إلى السطح مع تكليفه برئاسة دبلوماسية بلاده عام2004،حيث أصبح واجهة للنظام المصري ومواقفه،وعُين أبوالغيط وزيراً للخارجية خلفاً " لأحمد ماهر" بالمنصب منذ يوليو 2004م حتى مارس2011م، واستمر لفترة وجيزة بعد اندلاع ثورة 25 يناير،وقد شهدت فترة توليه للوزارة أحداث هامة من أبرزها : الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة فى الفترة 27 ديسمبر 2008م إلى 18 يناير 2009م،وخلال هذه الفترة بين أن بلاده حذرت حركة حماس منذ فترة طويلة بأن إسرائيل ستقوم بالرد بأسلوب قوى،كما حمل حماس مسئولية ما يحدث لأنها لم تأخذ التحذيرات على محمل الجد. ولفت أبوالغيط الأنظاربشكل كبير عبرالتصريحات التي أدلى بها عندما اجتاح أهل غزة بعشرات الآلاف معبررفح ودخلوا الأراضي المصرية المجاورة في فبرايرالماضي بعد أن ضاقوا ذرعاً بالحصارالذى يفرضه عليهم الاحتلال الإسرائيلي،فبعدما كانت وسائل الإعلام تتداول صورالغزيين في العريش مقبلين على شراء ماحرمهم منه الحصار،خرج أبوالغيط مهدداً بقطع رجل كل من تخطى قدماه أرض مصر،فى تصعيد واضح ضد حركة حماس المسيطرة على القطاع،وقد زادت حدة تصريحات أبوالغيط ضد حماس وقياداتها في الأشهر القليلة الماضية مع تسارع التطورات في الساحة الفلسطينية وتداعياتها الإقليمية،وخاصة بعد فشل الحوارالوطنى الفلسطيني الذي كان متوقعاً انعقاده بالقاهرة في نوفمبرالماضي. ثورة 25 يناير قبل اندلاع ثورة25يناير قلل أبوالغيط من المخاوف التي كانت سائدة لدي البعض من انتقال ما أطلق عليه العدوى التونسية إلى دول عربية أخرى واصفا إياه بأنه كلام فارغ وأن لكل مجتمع ظروفه التى لاتتشابه مع المجتمع التونسى. وأثناء الثورة ظهرأبوالغيط فى لقاء على قناة " العربية " وذكرأن أسباب الثورة هى نتائج انتخابات مجلس الشعب التى أجريت فى28نوفمبر2010م والتى اتهمها معارضو النظام بأنها انتخابات مزورة،وأيضاً تقدم سن الرئيس مبارك وعدم معرفة خليفته فى الحكم والحديث عن التوريث أوعدمه كان من الأسباب الضاغطة لاندلاعها حسب وجهة نظره. وفى جانب آخر رد على المطالبات الأمريكية للنظام المصرى بتطبيق إصلاحات فورية فإن ذلك يعنى فرض الإرادة الأمريكية عليهم،كما أنه لوح بأن القوات المسلحة المصرية قد تضطرإلى التدخل فى حال حدوث فوضى لاستعادة زمام الأمور. في السياق رد أبوالغيط أيضاً على المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران على خامنئى الذى قال إن أسباب الثورة هى سياسة الرئيس مبارك الموالية للولايات المتحدة وإسرائيل بأن كلامه يكشف عن مكنون ما يعتمل في صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر ومواقفها السياسية،وأنه لم يتفاجئ بما تضمنته خطبة خامنئي من تطاول على مصر. أُعيد تعيين ابو الغيط وزيراً للخارجية فى الحكومة المُشكلة فى عهد الرئيس مبارك برئاسة أحمد شفيق والتى شُكلت أثناء الثورة،والتى أصبحت حكومة تسييرأعمال بعد تنحى الرئيس مبارك ونقل السلطات الرئاسية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. كتاب " شهادتى" ومنذ ما يقارب الثلاث سنوات حرص أبو الغيط على نشر مذكراته في كتاب سماه "شهادتي"،وقدم خلال تمهيدية الكتاب عدداً من التساؤلات التي كان منها: كيف كان أسلوب اتخاذ القرار في مصر وقت حكم مبارك؟ ما حقيقة تراجع الدور المصري وتأثيره في المنطقة والعالم؟ هل تخلى نظام مبارك عن مسلمات السياسة الخارجية المصرية في بؤر التوتر والصراع لأطراف أخرى لاعبة؟ ما حقيقة ما حدث في مصر في الأيام الأخيرة لحكم الرئيس المصري السابق؟ ماذا قال عمر سليمان عن محاولة اغتياله قبل تنحى مبارك؟ وضم الكتاب في مجمله العديد من التساؤلات الأخرى التي جاءت في سياق السياسة المصرية إبان حكم مبارك، والتى يحاول أبوالغيط الإجابة عنها من خلال ما تضمنه الكتاب من إجابات على ما قدمه المؤلف من تساؤلات، مقدماً شهادته عما عاصره من أحداث ومواقف،وما تعامل فيه من ملفات الخارجية المصرية،بالإضافة لما عايشه من أحداث في الأيام الأخيرة لعهد الرئيس مبارك. الخلاف في الجامعة العربية اختار وزراء الخارجية العرب يوم الخميس الموافق 10 مارس 2016م " أبوالغيط " أميناً عاماً للجامعة العربية خلفاً " لنبيل العربي"، ليكون ثامن أمين عام للجامعة العربية منذ تأسيسها. وقال الشيخ "خالد بن أحمد آل خليفة "وزير خارجية البحرين ورئيس جلسة اجتماع وزراء الخارجية العرب (نعلن تعيين أبوالغيط أميناً عاماً للجامعة العربية لمدة خمس سنوات اعتباراً من أول يوليو). وعلى الرغم من إعلان الجامعة تعيين أبو الغيط، أعلن وزير الخارجية القطري الشيخ "محمد بن عبد الرحمن آل ثاني" في كلمة أمام المجلس إن بلاده تتحفظ على شخص المرشح، وقال(كان بودنا أن يكون هناك توافق على شخص الأمين العام المرشح،لذلك كان هناك المزيد من التشاور حول الموضوع،ورغبة منا وحرصاً منا على ألا يؤثر ذلك على العمل العربي المشترك، فنحن سنكون مع هذا التوافق .