وافق وزراء خارجية العرب مساء الخميس 10 مارس 2016 على تعيين مرشح مصر وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط، أمينا عاما لجامعة الدول العربية، خلفا للأمين العام السابق المنتهية ولايته نبيل العربي، بعد خلاف شديد. وكانت دولة قطر قد تحفظت على تعيين أبو الغيط لهذا المنصب، وعقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي اجتماعا مغلقا للتشاور حول تعيين أبو الغيط قبل إعلان القرار رسميًا. وفى كلمته عقب الإعلان الرسمي عن تعينه أمينًا عامًا للجامعة الدول العربية، قال أبو الغيط:"أتوجه بالشكر والتقدير لكافة القادة العرب الذين رحبوا وأيدوا توليه مسئولية الجامعة العربية في هذا الظرف الدقيق من تاريخ الأمة العربية، والشكر موصول لكل وزراء الخارجية والمندوبين العرب". وتابع:" استشعر القدر الأكبر من العرفان والتقدير للثقة التي أولتها لي القيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك للجهد المتميز الذي بذله سامح شكري، وزير الخارجية المصرية، وأعضاء وزارة الخارجية في هذا الإطار. وأضاف أبو الغيط أشعر بثقل حجم المسئولية والتكليف الملقى على عاتقي من أجل العمل على رفع شأن الجامعة العربية والدفاع عن مصالحها، في ظل وضع عربي صعب وغير موات. وتعهد الأمين العام لجامعة الدول العربية، ببذل كل جهد ممكن وبإخلاص، خلال فترة توليه مسئولياته، من أجل النهوض بالأمانة العامة ودعم أدائها وكفاءتها وموظفيها المخلصين للعمل العربي المشترك، ومن أجل تقليص مساحات الخلاف وزيادة مساحات التوافق والعمل المشترك الفعال بين الدول الأعضاء حتى تتمكن الجامعة من مواجهة الظروف الخطيرة المحيطة بالأمة العربية. من "أبو الغيط"؟ ولد أبو الغيط في 12 يونيو عام 1942، وحصل على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس عام 1964، وبعد تخرجه بعام التحق بوزارة الخارجية، ثم عين سكرتيرًا ثالثًا في سفارة مصر بقبرص عام 1968 حتى 1972. عين أبو الغيط عضوًا بمكتب مستشار رئيس الجمهورية للأمن الوقمي فى عام 1972، وبعد عامين عمل عمل سكرتيرًا ثانيًا بوفد مصر لدى الأممالمتحدة، ثم ترقى إلى درجة سكرتير أول في عام 1977 لمكتب وزير الخارجية. وفي أواخر عام 1979 عُين مستشارًا سياسيًا بالسفارة المصرية بموسكو، ثم للوزارة من جديد 1982، وتم تعيينه بمنصب المستشار السياسي الخاص لوزير الخارجية، وعام 1984 عين مستشارًا سياسيًا خاصًا لدى رئيس الوزراء. وفي 1985 عُين أبو الغيط مستشارًا بوفد مصر لدى الأممالمتحدة، ثم مندوب مناوب لمصر لدى الأممالمتحدة، ثم مديرًا لمكتب وزير الخارجية في عام 1991، وبعدها تم تعيينه سفيرًا لمصر لدى إيطاليا ومقدونيا وسان مارينو وممثلًا لمصر لدى منظمة الفاو الأغذية والزراعة. وفي 1996 عين مساعدًا لوزير الخارجية، وبعد ثلاث سنوات عين بمنصب مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة، إلى أن تولى حقيبة وزارة الخارجية فى حكومة أحمد نظيف في يوليو 2004 ، حتى مارس 2011، ثم أعيد تعينة أبو الغيط كوزير للخارجية في آخر حكومة في عصر مبارك، التى تم تشكيلها أثناء اندلاع الثورة، برئاسة أحمد شفيق، وبعد تنحى مبارك. يذكر أن منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945 شغل مصريون منصب الأمين العام، باستثناء التونسي الشاذلي القليبي الذي شغل المنصب عام 1979، بعد نقل مقر الجامعة إلى تونس احتجاجا على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل. وعادت الجامعة العربية إلى القاهرة عام 1990.