مهّد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي "ناتو" اليوم الثلاثاء، الطريق نحو تعزيز تواجد الحلف العسكري في أوروبا الشرقية، في خطوة من المرجّح أن تؤدي إلى تصعيد التوترات مع روسيا. ويعمل الحلف على تعزيز جناحه الشرقي منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، والذي ترك شعوراً بالتهديد من موسكو لدى الدول الواقعة فى أقصى الشرق داخل التحالف العسكري الغربي . ونظّمت دول الحلف ال 28 مناورات عسكرية بشكل أكبر في المنطقة، بمشاركة القوات الجوية والبحرية. ووافق وزراء التحالف العسكري أيضاً على نشر أربع كتائب من الجنود في بولندا ودول البلطيق "استونيا ولاتفيا وليتوانيا"، والمساعدة بنشر لواء في رومانيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج للصحفيين في بروكسل: "هذه رسالة واضحة.. إذا تعرّض أيّ من حلفائنا لهجوم، سيردّ الحلف بأسره كوحدة واحدة". وأضاف ستولتنبرج : "لا يريد الناتو أن يخوض حرباً أو يثير صراعاً"، مشيراً إلى أن الردع القوي هو أفضل وسيلة لمنع الحرب. ومن المرجّح أن تتسبب هذه التحركات في تصعيد التوترات مع روسيا التي حذّرت بشكل متكرر من أن توسّع الناتو شرقاً يهدّد أمنها القومي. وبدأ الجيش الروسي تفقداً مبكراً لاستعداداته القتالية اليوم الثلاثاء ، ومع ذلك أكدت موسكو أن الإجراء غير مرتبط بالتدابير التي يتخذها الناتو. وقال ستولتنبرج: "نحن لا نسعى إلى مواجهة مع روسيا ... لا نرغب في حرب باردة جديدة ، وسوف نواصل السعي إلى علاقة بناءة وتعاونية بشكل أكبر مع روسيا". ومن المتوقع أن تضم كل من الكتائب متعددة الجنسيات التي تنشر في بولندا ودول البلطيق من 800 إلى 1000 جندي. وتقود الولاياتالمتحدة إحدى الكتائب ، فيما أعلنت بريطانيا وألمانيا اليوم الثلاثاء أنهما سوف تقودان كتيبتين أخريين. وتردد أن كندا سوف تقود الكتيبة الرابعة. وتحدث وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون عن "إشارة قوية للغاية للوحدة والإصرار على الدفاع عن دول البلطيق وبولندا في وجه العدوانية الروسية المستمرة". ولم يتم بعد الانتهاء من تحديد التفاصيل ، ولكن وزيرة الدفاع الألماني أورزولا فان دير لاين قالت إن نشر الكتائب سوف يتماشى مع اتفاق بين الناتو وروسيا يتوقع إحجام الحلف عن "التمركز الدائم لقوات قتالية كبيرة". وسيبحث وزراء الدفاع أيضاً كيفية التعامل مع الأزمات جنوب حلف الناتو خلال اجتماعهم الذى يستمر يومين في بروكسل. ومن المتوقع أن يمهّد الوزراء الطريق غداً الأربعاء لنشر طائرات اواكس في المجال الجوي التركي والدولي لمساعدة قوات التحالف الدولي التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" في سورية والعراق. وقرر الوزراء اليوم الثلاثاء إضافة الفضاء الالكتروني إلى نطاقات عمليات الناتو الجوية والبحرية والبرية. وقال ستولتنبرج إن هذا سيسمح لحلفاء الناتو ب "تنسيق وتنظيم جهودنا للحماية من الهجمات الإلكترونية بطريقة أفضل وأكثر كفاءة".