ربطت دراسة غير مسبوقة كلفت 25 مليون دولار بين إشعاع الهاتف المحمول والسرطان لدى الفئران، لكن قبل أن تقوم برمي هاتفك المحمول بعيداً، سنخبرك بتدابير السلامة التي يجب أن تتبعها. في وقت مبكر من عام 2006، خلُصت دراسة دنماركية نُشرت في دورية المعهد الوطني للسرطان إلى أنه لا يوجد أي دليل على وجود ارتباط بين خطر الإصابة بالأورام وبين استخدام الهاتف المحمول. وجه الدكتور ريدلنر أستاذ السياسات والإدارة الصحية بكلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا، 5 نصائح لمستخدمي الهاتف المحمولة، الذين يُشكلون حتى الآن 92% من الأمريكان، حسب صحيفة" هافينجتون بوست" الأمريكية. أولاً: استخدام الهاتف مع معدل امتصاص نوعي (SAR) مُنخفض، فوفقاً للجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC)، يقيس معدل الامتصاص النوعي "كمية الطاقة الممتصة من قِبل الجسم من الموجات اللاسلكية حين يتم استخدام الهواتف المحمولة"، فالأقل هو الأفضل. حالياً، المعدل القانوني الذي تسمح به لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) من معدل الامتصاص النوعي (SAR) هو 1.6 وات لكل كيلوجرام، يمكنك التحقق من معدل الامتصاص النوعي لهاتف معين عبر الإنترنت، وغالباً ما يكون مذكوراً على موقع الشركة المُصنعة، ويوصي د. ريدلنر بالبحث عن هواتف مع معدل 1 وات/كيلوجرام أو أقل. ثانياً: استخدام مكبر الصوت، أو سماعات الرأس السلكية، أو سماعات البلوتوث للمكالمات الصوتية بدلاً من وضع الهاتف على جمجمتك، الحديث عبر سماعات الهاتف في الوقت الحالي قد يُنظر إليه على أنه غريب أو غير شعبي، لكن المخاطرة بالنظرة الاجتماعية لك على الأرجح ستكون أفضل من المخاطرة بإصابتك بورم في المخ. وإذا ما فعل الجميع ذلك، فسيعود الأمر طبيعياً مرة أُخرى. ثالثا: يوصي ريدلنر أيضاً بالاحتفاظ بهاتفك خارج جيبك، عادة ما يختلف معدل الامتصاص النوعي (SAR) للموجات اللاسلكية التي يمتصها جسدك إذا ما تمت المقارنة بين وضع الهاتف جوار جمجمتك أو جوار جسمك. رابعاً: إذا ما كنت تريد أن تخبئ هاتفك في سروالك الجينز الضيق، فلربما عليك إطفاءه. خامساً: آخر نصيحة لريدلنر تحملان أخباراً جيدة وسيئة في نفس الوقت للشباب، الجيدة: الرسائل النصية أقل خطورة من المكالمات، وأسباب ذلك واضحة، وللأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً والذين يرسلون في المتوسط 109.5 رسالة يومياً لا ينبغي أن يُمثل هذا أي مشكلة. الجانب المظلم من هذه المعادلة أن الشباب الأصغر سناً من مستخدمي الهاتف المحمول من المحتمل أن يتعرضوا للمزيد من أشعة الموجات اللاسلكية في حياتهم عن كبار السن. وقال ريدلنر إن "الأورام تستغرق وقتاً طويلاً لتتطور"، وأضاف: "يمكنني أن أستخدم الهاتف المحمول على رأسي باستمرار، وسأكون قد توفيت لأسباب أخرى قبل أن أُصاب بسرطان دماغي ناتج عن الموجات اللاسلكية، على الأرجح". من جهة أُخرى، تعرضت الفئران في الدراسة الجديدة لأشعة الموجات اللاسلكية "تبدأ في الرحم، وتستمر طوال حياتهم"، ويُمكن أن يكون هذا مُقلقاً بسبب تنشئة الأجيال الجديدة ولديهم هواتف محمولة منذ وجودهم في المهد، فكلما طالت فترة تواجدك على الأرض، تعرضت لأشعة الموجات اللاسلكية أكثر في حياتك، وينصح د. ريدلنر الشباب بأن يكونوا أكثر حذراً. وقال المتحدث الرسمي باسم جمعية GSMA التي تُمثل تقريباً جميع شركات شبكات الهاتف المحمول الرئيسية إنه يريد أن توضع الدراسة في إطارها الصحيح، وأخبر مجلة "فورتين" بأنه "سيتم النظر من قِبل المجتمع العلمي بأكمله في سياق الأبحاث الموجودة، ومدى اتساق نتائجها، وأهمية تكرارها". المزيد من بيانات الدراسة الجديدة سيتم إعلانها قريباً، فوفقاً للنتائج الجزئية التي صدرت يوم الخميس سيتم نشر المزيد من النتائج في المجلات المحكَّمة في وقت لاحق من هذا العام، مع مزيد من الدراسات التي سيتم تقديمها بحلول نهاية عام 2017، بالتأكيد لن نعود إلى استخدام الهواتف الأرضية في أي وقت قريب، لكن الأسئلة حول مدى ارتباط الهواتف المحمولة بالسرطان لا تزال بحاجة إلى إجابات.