شيخ الأزهر: أرفض التطبيع مع إسرائيل والسلفيون مجموعة سفسطائيين محيط محمد كمال شيخ الازهر أحمد الطيب أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، أنه ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشيرا الى ان ما تفعله اسرائيل لا يمت للحوار بصلة، وقال " انا اتحاور مع اليهود والمسيحيين والبوذيين لكنى ارفض الحوار مع أي اسرائيلي، وهناك الكثير من اليهود الذين تحدثت معهم يدينون ويرفضون ما تفعله اسرائيل فى الفلسطينيين". وأوضح الإمام الأكبر خلال حديثه مع قناة "العربية"، انه يرفض الالتقاء باي شخصية اسرائيلية سواء كان فى مؤتمرات حوار الاديان او غيره بتاتا، واصفا الكيان الصهيوني بالدولة الاستيطانية والاستعمارية في ظل ما تمارسه من استباحة للمقدسات الاسلامية. كما تطرق شيخ الأزهر للحديث عن عضويته في المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم في مصر، لافتا إلى أنه ربما يتخلى عن عضوية الحزب قريباً إن كان تفرغه سيكون في صالح الأزهر، مشيرا الى انه لا يرى تعارضاً بين المشيخة والعضوية من وجهة نظره، وأضاف أن الأزهر سيواصل عملية التطوير ومراجعة المناهج بشكل مستمر للعودة لدوره التنويري والفكري الرائد في العالم الإسلامي كل ثلاث سنوات. ونفي الدكتور الطيب وجود أي دور سياسي في المستقبل للأزهر مؤكداً على دوره كمؤسسة علمية دينية وأنه يتمتع بالاستقلالية التامة من الناحية الفكرية والفقهية رغم التبعية الإدارية للمؤسسات الرسمية ولكن هذا لا يؤثر على دوره وعمله. السلفية طارئة على الاسلام كما هاجم الدكتور الطيب دعاة الفكر السلفي واصفا اياهم بانهم طارئين على الإسلام وعمر الفكر السلفى لا يتجاوز مئتي عام، وقال إنه ليس قلقاً من انتشار هذا الفكر في مصر لأن القاعدة هي الأزهر وأفكاره الوسطية والمعتدلة، وقال إن مواجهة السلفية تتم من خلال الفكر. وأنحى الدكتور الطيب باللائمة على بعض الفضائيات العربية التي قال أنه لا توجد بينها قناة واحدة قادرة على العمل على تنشئة جيل إسلامي قادر على التصدي للتحديات التي تواجه الأمة، وحمل بشدة على بعض الدعاة الجدد، الذين وصفهم ب"السفسطائيين" وبأنهم تركوا القضايا الرئيسية وشغلوا الناس عن جوهر الدين الإسلامي وجعلهم يتصارعون وراء شكليات. وتطرق شيخ الأزهر في مواجهته لبعض الفتاوى العديدة والمتضاربة، مؤكداً أن تلك الفتاوى لم تصدر عن الأزهر كمؤسسة أو عن عالم أزهرى، وأن الكثير منها يهدف لضرب الاستقرار الديني والاجتماعى للأمة في إطار ما يسمى بالفوضي الخلاقة، ودافع في هذا الصدد عن فتوى الأزهر باعتبار النقاب عادة وليس عبادة، مستنداً إلى أن المذاهب الأربعة تعتبر النقاب عادة إلا رأياً بين الحنابلة يخالف ذلك. واكد أن الأزهر سيتصدى لأي محاولة لنشر المذهب الشيعي في أي بلد إسلامي أو لنشر خلايا شيعية في أوساط الشباب السني، تماماً مثلما تتصدى "إيران" لأي محاولة لنشر المذهب السني لديها، مشيراً إلى أن الأزهر سيواصل دوره في مسألة التقريب الفكري التي بدأها مع المذهب الشيعي منذ عهد شيخ الأزهر الأسبق الشيخ عبدالحليم محمود، وهو الحوار الذي أدى للتقليل من الكثير من التوترات والحساسيات، لافتا إلى وجود توافق مع عدد كبير من العلماء الشيعة داخل إيران فيما يخص مسألة عدم التبشير لمذهب شيعي في أوساط السنة أو العكس. وشدد الدكتور الطيب على أنه سيكون يقظاً ومنتبهاً وسيعمل على إبطال أي أجندة سياسية لأي طالب شيعي يدرس في مصر، فهو لا يريد أن يتحول الأمر ل"مصيدة" للشباب السني للتحول للمذهب الشيعي وتتحول بعدها إلى بؤرة ، ثم مركز شيعي يعقبه قتال، فهذا أمر لا يمت للإسلام أو للفكر بصلة، معربا عن ترحيبه بالتقارب على المستوى الفكري وفي الحدود العلمية فقط، وأنه يرحب بدراسة الطلاب الشيعة في الأزهر لأنه يرى في ذلك فرصة لتعرفهم على المذهب السني. الازهر والإخوان ميلشيات الاخوان داخل جامعة الازهر ونفي شيخ الأزهر اختراق جماعة الإخوان المسلمين للأزهر، مستشهداً بأن من تم القبض عليهم بتهمة الانتماء للجماعة بين طلاب الأزهر عددهم لا يتجاوز بضع عشرات من بين نحو نصف مليون طالب يدرسون بالأزهر، كما نفي أيضاً أن يكون هناك رفض أو اعتراض من الجماعة على توليه مشيخية الأزهر، موضحاً أنه لم يلمس مثل هذا الرفض من الجماعة، كما نفى طرد أي طالب من جامعة الأزهر بسبب انتمائه للإخوان، ولكنه ضد أي مظاهر لوجود ميلشيات ذات طابع عسكري داخل الجامعة لأن هذا إخلال بالأمن العام وضد تقاليد وآداب الجامعة. وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أصدر قرارا جمهوريا في الشهر الماضي ينص على تعيين الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخا للازهر، خلفا للشيخ محمد سيد طنطاوي الذي توفى في العاشر من مارس/آذار الجاري بالسعودية إثر إصابته بأزمة قلبية.