يمتد شارع عبد العزيز الشهير فى قلب القاهرة من ميدان الجمهورية عابدين سابقا الى ميدان العتبة ويعد أحد أهم الشوارع التجارية في مصر، يفد إليه الآلاف كل يوم بسبب الشهرة التي اكتسبها من تجارة الأجهزة المحمولة الجديدة والمستعملة ومن قبلها الاجهزة الكهربائية. لا يعرف اغلب زوار الشارع الذين يقطعون الشارع ذهابا وايابا يومياً ان هذا المكان كان في الأصل المدفن الرئيسي لسكان القاهرة، وعندما يمرون من أمام سينما أوليمبيا المغلقة لا يتوقفون امامها رغم أنها اقدم سينما موجودة في مصر، شارع عبد العزيز له اكثر من تاريخ احدهم تاريخ المكان وما مر به من أحداث والأخر تاريخه التجاري والذي أدى لتبدل النشاط في الشارع اكثر من مرة. عندما ارادت الدولة ان تشق طريقا في عام 1870 من قصر عابدين الذي كانت تحكم مصر من خلاله الى ميدان العتبة الخضراء التي سميت بهذا الاسم لوجود قصر بناه الخديوي عباس وكان مدخله يحمل اللون الاخضر، كان الاسم الذي اختارته الحكومة المصرية لهذا الشارع هو عبدالعزيز تيمنا باسم السلطان عبدالعزيز سلطان تركيا الذي كان يزور مصر في ذلك الوقت. في أواخر مارس 1863 زار السلطان عبد العزيز سلطان تركيا مصر بعد ولاية اسماعيل باشا حكم مصر ومكث في مصر عشرة أيام تنقل فيها بين القاهرة والإسكندرية وفي عام 1870 بدأت الحكومة المصرية في شق الشارع من العتبة إلى عابدين، وتيمنا بهذه الزيارة وتخليدا لها أطلق على هذا الطريق إسم شارع عبدالعزيز. والشارع في الأصل كان مدفن فقد تم جمع رفات الموتى وما تبقى من عظامهم ودفنها فى ارض فى نفس الميدان وتم بناء مسجد عليها.. وكان هذا اول ما تم انشائه فى هذا الشارع. وداخل المسجد فقد بنى الاهالى مقاما لاحد الاولياء الذى كان معرفا ومدفونا فى نفس المنطقه واسمه "عبدالقادر الدسوقى". شقيق الشيخ ابراهيم الدسوقى .والموجود مقامه فى مدينه دسوق فى محافظه كفر الشيخ. و قام الخديوى بإزالة كل هذه المدافن لأنها لا تليق كهدية للسلطان العثمانى أن يهديها وحولها المدافن، كما أنه أحاطه بالأشجار والمناظر الطبيعية الخضراء، وأضاء حوله العديد من أعمدة النور ليظهر بشكل حضاري ومميز أمام السلطان العثمانى عبد العزيز. مرحلة أخرى عاشها الشارع فى عهد تدهور الدولة العثمانية، فتحول الشارع الذى كان هدية ملكية إلى منطقة شعبية مصرية أصيلة، فى ستينيات وسبعينيات القرن الماضى، ولم يكن مصطلح المناطق الشعبية فى هذا الوقت مصطلح يوحى بقلة مستوى المكان، ولكن على العكس تماماً كانت كلمة شعبية توحى بأهل هذا المكان من شعب مصر الأصيل، وعاداتهم وتقاليدهم، كما كانت المناطق الشعبية القديمة توحى بذوق المصريين ونظافتهم واحترامهم لشارعهم، مع مرور الوقت انهار هذا المصطلح ولم يعد الشارع كما سبق، لم تعد أصوله الملكية واضحة سوى فى لمحات بسيطة لا يلاحظها سوى أهل الشارع على الأبنية التي مازالت تحمل عبقاَ تاريخياً يعود للملوك. بدأ التاريخ التجاري لهذا الشارع العريق عندما تأسس فيه وللآول مره متجر عمر افندى المتجر التجاري المعروف عام 1856 فى القاهره.وقد تأسس المتجر الشهير تحت اسم "اوروزدى باك"وهو اسم الضابط المجرى الذى اسس سلسله شهيره لمحلات تجاريه تعدت ال80 فرعا فى عواصم اوربيه وعربيه. وقد ظل هذا المتجر يحمل اسم صاحبه المجرى حتى اشتراه ثرى مصرى يهودى وغير اسمه الى عمر افندى. بعد سنوات اشتهرت تجاره الأثاث في هذا الشارع ولكن كان الزبائن من طبقه الأثرياء لان البضاعة التي كانت تعرض فيه بضاعة مستورده غاليه الثمن وظل مشرع الأثاث هو المسيطر على السوق وقتها حتى بدايه التسعينيات .بعدها تحول الشارع الى تجاره الأجهزة الكهربائية واحتل المكانه الرئيسيه فى تجاره الاجهزه المستعمله وغيرها ليصبح من اكثر المناطق ازدحاما فى القاهره.