ذكر تقرير رسمي أصدرته الإدارة المركزية لحماية الأراضي بوزارة الزراعة أن إجمالي الأراضي التي تم التعدي عليها في الفترة من 25 يناير 2011 وحتى 24 يناير 2016، بلغت مليونا و472 ألفا و477 حالة تعد على الأراضي الزراعية على مستوى محافظات الجمهورية. وقرر الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي تشكيل غرفة عمليات لمتابعة التعديات أولا بأول والإزالة الفورية لأية تعديات جديدة بالتنسيق مع وزارة الداخلية والمحليات، وإحالة أية مخالفات إلى لجنة التحقيق. وأوضح التقرير أنه تم إزالة 274 ألفا و834 حالة من إجمالي التعديات على الأراضي الزراعية منذ قيام ثورة 25 يناير وحتى 24 يناير الماضي بإجمالي مساحة تصل إلى 64 ألف فدان، وتم تحرير محاضر إزالة فورية لها، وإزالة 15 ألفا و599 فدانا من هذه المخالفات بنسبة 35% من إجمالي التعديات. واحتلت محافظة البحيرة المركز الأول منذ بداية العام من حيث التعديات التي بلغت 172 ألفا و960 حالة، تليها المنوفية ب157 ألفا و782 حالة.. وجاءت محافظة الغربية في المرتبة الثالثة من حيث عدد التعديات التي بلغت 138 ألفا و249 حالة، وجاءت محافظة شمال سيناء منذ بداية العام من أقل المحافظات من حيث حالات التعدي، والتي بلغت 3 حالات فقط على مدار العام. وحذرت وزارة الزراعة، المواطنين من التعدي على الأراضي الزراعية، مؤكدة أنه تم تشكيل لجان مرور من الوزارة لإحالة أي مخالفات إلى لجنة التحقيق. يذكر أن التعديات على الأراضي الزراعية الخصبة بلغت أكثر من مليون و450 ألف حالة منذ ثورة 25 يناير 2011، سواء بالبناء أو التجريف أو التشوين، فيما حذر الخبراء من أن مصر أمام كارثة يمكن اختصارها في ظاهرة البناء على الأراضي الزراعية، مؤكدين أن التعدي على الأراضي الزراعية يهدد بانعدام الأمن الغذائي، خصوصا في الزراعات الاستراتيجية من خلال تقليص المساحات المخصصة لزراعة المحاصيل، مثل القمح الذي نستورد أكثر من ثلثي احتياجاتنا منه، إلى جانب الأرز والقطن وغيرها العديد من المحاصيل المهمة، والتي نضطر لاستيرادها من الخارج لسد عجز الغذاء. وكانت دراسة صادرة عن المركز القومي للبحوث الزراعية، قد أكدت أن مصر تستورد نحو 65% من غذائها، من بينها نحو 9 ملايين طن من القمح و6 ملايين طن ذرة على أقل تقدير، ومليون طن ذرة فول الصويا ونصف مليون طن من الكسب ومليون طن زيت أو أكثر، كما نستورد أيضا ثلث حاجاتنا من السكر. ولا تتوقف مخاطر التعديات على مجرد الاستيراد من الخارج، بل أن التعدي على الأراضي الزراعية سبب مباشر في ارتفاع أسعار الغالبية العظمى من الخضر والفواكة، بالإضافة إلى اعتماد بعضهم على المحاصيل المهجنة، والتي لا تحتاج إلى أراض واسعة المساحة، ما يتسبب في انتشار الأوبئة.