في الوقت الذي تتواصل فيه المسيرات والمظاهرات في عدة مدن يمنية السبت للمطالبة بعدم منح الحصانة للرئيس علي عبد الله صالح وأرکان نظامه ، أكدت تقارير اخبارية عودة الرئيس اليمني الى العاصمة صنعاء بشكل مفاجىء قادما من الرياض بعد ثلاثة أيام من توقيعه هناك على المبادرة الخليجية التي قام بموجبها بنقل صلاحياته لنائبه الفريق عبدربه منصور هادي. وتزامنت عودة صالح مع اصدار نائب الرئيس عبدربه منصور هادي أول قرار رئاسي له في اطار الصلاحيات الممنوحة له حسب ما تنص عليه المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية دعا فيه الناخبين للاقتراع العام في الانتخابات الرئاسية العامة المبكرة لانتخاب رئيس للبلاد في 21 فبراير 2012 .
وفي سياق آخر تلقى نائب الرئيس اليمني الليلة اتصالا هاتفيا من مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الارهاب جون برينان. وذكرت وكالة الانباء اليمنية أن برينان أبلغ هادي أن الولاياتالمتحدة ستعمل مع حلفائها في أوروبا والعالم لمساعدة اليمن بصورة مباشرة للخروج من الأزمة السياسية التي يعانيها وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. كما أشار برينان الى ان بلاده ستقف الى جانب اليمن في محاربة الارهاب والمتمثل خصوصا في تنظيم القاعدة وذلك في اطار الشراكة القائمة لمحاربة الارهاب من أجل القضاء على هذا التنظيم الارهابي في اليمن.
وأضافت الوكالة ان برينان أكد لهادي ان الولاياتالمتحدة ستكون الراعي المباشر عن كثب لتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المتفق عليها من قبل المجتمع الدولي بأسره مسيرات ومظاهرات في غضون ذلك ، تواصلت المسيرات والتظاهرات الثورية في عدة مدن يمنية السبت، بعد توقيع مبادرة دول مجلس التعاون لنقل السلطة، حيث رکزت الجماهير على رفضهم منح الحصانة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأرکان نظامه، والإصرار على محاکمتهم لارتکابهم "جرائم ضد الإنسانية". ويصر شباب الثورة في المحافظات على التنبه لشرط منح الحصانة التي منحتها مبادرة دول الخليج الفارسي لنظام صالح، وإزاحته من موقع المتهم باقتراف مجازر بحق شباب الثورة والمدنيين العزل. وقد شهدت العاصمة صنعاء وتعز وإب وذمار مسيرات حاشدة وتظاهرات عارمة رجالية ونسائية تشدد على رفض منح صالح ومعاونيه في النظام أي حصانات قانونية تعفيه من المحاکمة. وطالبت التظاهرات بسرعة تجميد أرصدة صالح ونظامه فضلاً عن تسليم ملفهم إلى المحکمة الجنائية الدولية، لبدء مقاضاتهم. وخرجت في صنعاء مسيرة غفيرة شارکت فيها جموع نسائية ورجالية ضخمة جددت رفضها للمبادرة، ولأي تسويات سياسية تعفي صالح ومعاونيه من المقاضاة. وعبر المشارکون عن غضبهم من منح النظام حصانة، مطالبين بإلغائها تماماً. کما طالبوا الإفراج عن المختطفين والمعتقلين في سجون النظام. ورفعت في المسيرة صور الشهداء والمعتقلين ويافطات تعبر عن غضبها ورفضها القاطع للمبادرة. وفي تعز جاب الآلاف في مسيرة رجالية ونسائية شوارع المدينة رفضاً للتسويات السياسية، ومتعهدة بتصعيد أوجها الثوري لإسقاط ما تبقى من النظام، وملاحقة علي عبد الله صالح وأرکان نظامه قانونياً وتقديمهم للمحاکمة. وطالبت المسيرة بإصدار حکم الإعدام على صالح وأولاده وکل من اتهم بقتل الثوّار والمدنيين. وفي محافظة إب شارکت آلالاف النسوة في مسيرة غفيرة تطالب بمحاکمة القتلة ورفض التوقيع على المبادرة. وهتفت النسوة بشعارات منها: شهداؤنا کتبوا بالدم.. صالح لازم يتحاکم.. لا للظلم والإجرام.. يا عالم يکفي کلام. وخرجت في مدينة ذمار مسيرة نسائية حاشدة تطالب بمحاکمة علي صالح ومعاونيه متعهدةً بمواصلة العمل الثوري، وتواصلاً مع البرنامج التصعيدي الثوري، والمضي في استکمال أهداف الثورة وبناء اليمن الجديد. وأبدى شباب الثورة منذ الإعلان عن مبادرة طرحتها دول مجلس التعاون رفضهم التعامل معها وأي تسويات سياسية لا تقضي بإسقاط نظام علي عبد الله صالح، ومحاکمته.