أكد الروائي المصري الدكتور علاء الأسواني في صالونه أمس أن الثورة المصرية دخلت موجتها الثانية، وأن نظام مبارك يخوض معركته الأخيرة بشراسة واستماتة. بدأ الأسواني صالونه بالترحيب بأحد المصابين برصاصة في الفخذ يوم الأحد الماضي ، وحضر الصالون اللواء محمد الصاوي أحد أبطال الجيش ، والنشطاء أحمد الشرقاوي، د. كريمة الحفناوي، محمد العطفي.
وقال الأسواني أن جزء من معركة مبارك هو التشويش والمغالطات؛ حيث أن مبارك يحاول إيهامنا بأنه تنحى خوفا على البلد، رغم أنه كان مرغما على ذلك، والغريب أنه قبل تنحيه كان الفريق أحمد شفيق يسخر من فكرة التنحي ، ورئيس المخابرات السابق عمر سليمان قال لمن قابلوه أن مبارك سوف يستمر حتى سبتمبر، ولكن استطاع الشعب أن يكسر غطرسة هؤلاء ، ليلقي سليمان بيان التنحي في النهاية بنفسه .
وأكد الأسواني أن حسنى مبارك حينما كلف المجلس العسكري بتولى سلطة البلاد كان فاقدًا للشرعية وليس له صفة دستورية للقيام بذلك، ولكن المجلس اكتسب شرعيته من القبول الضمني للثورة المصرية بوجوده.
كما اعتبر أن خطأ الشعب المصري أنه ترك الثورة ظنا منه أنها نجحت بالفعل وأنه تركها في أيد أمينة، ورأى أن الثوار الذين فوضوا العسكري بتولي حكم البلاد بإمكانهم سحب هذه الثقة ، خاصة أنها كانت عملية مؤقتة بستة أشهر ولها هدف محدد وهو الإنتقال الديمقراطي للبلاد .
ونوه الأسواني في صالونه إلى أن الجيش المصري ينتمي للمصريين وليس للمجلس العسكري كسلطة سياسية . ومن جهة الشعب فهو حكيم وقوي، وحينما أعطى الشرعية للمجلس العسكري تغافل عن موقعة الجمل التي قتل فيها البلطجية متظاهرين بالميدان. لكن ما حدث خلال تسعة أشهر هو صراع بين إرادتين، إرادة الثورة التي تنشد التغيير وثمن دماء الشهداء وضحايا الثورة، وإرادة فلول النظام وهم من قادوا الثورة المضادة ، وقد اعتبر المجلس العسكري أن إزاحة مبارك هو الهدف المنشود وليس نظامه الفاسد كاملا .
وقال الأسواني أن السلطة العسكرية أجرت استفتاء على التعديلات الدستورية، ثم بعد الموافقة عليها بأغلبية بين المصريين، استبدلتها بإعلان دستوري، كما تساءل عن موقف السلطة من أزمات كثيرة منها حرق الكنائس وقطع الطرق، وأبدى أسفه من عنف الشرطة العسكرية مع المتظاهرين، وكأنهم من رجال مبارك ، ونسوا أن المواطنين المصريين وصلوا لحالة إنهاك جعلتنا نرى من ينام على شريط السكة الحديد لتنتهي معاناته .
وجزم الأسواني بأن الثورة تحتاج لأن تحكم مصر، وأن الإعلام يقوم بتشويه صورة رموزها وشبابها ، وقال أن المجلس العسكري لم يهاجم التيار الديني من إخوان أو سلفيين، وركز على جماعة 6 ابريل لأنهم من شباب الثورة الحقيقيين، وقال ان وجود البلطجية مدروس لإجبار المصريين على كراهية الثورة .
ووصف الأسواني ما حدث يوم السبت بأنه الضربة الأخيرة لاستدراج الثورة وسحقها والقضاء عليها، وكان ذلك عن طريق الاعتداء على المصابين، بهدف استدعاء الثوريين للميدان ومهاجمتهم بشراسة والقضاء عليهم، ولكن الشعب نزل معهم وساندهم ولو لم يفعل لعاد نظام مبارك بشكل أشرس .
كما لفت الكاتب إلى إصابات المتظاهرين بالميدان التي تراوحت ما بين القتل بالغاز وفقأ العين وإلقاء الجثث في القمامة، وقال أن نظام مبارك هزم مرتان ، الأولي في يناير والثانية في نوفمبر، وأنه لولا الثورة المصرية الثانية ما أقيلت حكومة عصام شرف.