قديمًا قالوا "للسفر سبع فوائد"، وفي لغة كرة القدم السفر يعني الاحتراف، وهو الحلم الذي يراود كل لاعب يتمنى أن يرتدي قميصًا جديدًا خارج حدود بلاده، ليشكل له مستقبلًا جديدًا وتحديًا مثيرًا. وحينما ينتقل اللاعب إلى أحد الدوريات الأوروبية، فإن ذلك يعني الشهرة وتدوين اسمه أسفل عناوين الصحف، وصولات وجولات بين عالم الأرقام والإحصائيات، وفرصة إثبات الذات في دوري أبطال أوروبا أو الدوري الأوروبي. أما عن الدوريات العربية، فإن لغة الاحتراف تتغير تمامًا، حيث يتضمن قاموس الاحتراف العربي مصطلحات أخرى، أبرزها "لقمة العيش، والترانزيت"، فكثير من اللاعبين ينتقلون إلى أحد الدوريات المجاورة من أجل المقابل المادي، أو رغبة من الهروب "بشياكة" من أنديتهم في رحلة عربية مؤقتة قبل العودة إلى الملاعب المصرية من بوابة أحد قطبي الكرة المصرية. ولكن.. هناك القليل من اللاعبين الذين استطاعوا أن يحققوا الجانب المشرق من رحلة الاحتراف في الدوريات العربية، ونجحوا في ترك بصمة رائعة وتاريخًا مميزًا في الملاعب العربية. ومع وجود طارق العشري مدربًا للهلال السوداني، وشريف الخشاب لمسقط العماني، وحمزة الجمل لنفط الوسط العراقي، وعماد سليمان للصليبيخات الكويتي، ومع احتراف عمرو عبد الفتاح في خيطان الكويتي، ومحمد طلعت في الخابورة العماني، تتواصل مسيرة المحترفين المصريين في الدوريات العربية. ولأن كرة القدم لا تعرف سوى الألقاب، فقد رصد "كورابيا" تقريرًا تخيليًا عن تشكيل لأفضل المحترفين المصريين في تاريخ الدوريات العربية.. - المدير الفني: محمود الجوهري عندما تسير في شوارع الأردن، لا تنس أن تسأل عن شارع الجوهري، فإن منطقة عمان أرادت أن تخلد ذكراه، بعدما استطاع الجنرال الراحل أن ينقل الكرة الأردنية إلى مصاف الكبار، فالنشامى معه تأهل لنهائيات كأس أمم آسيا للمرة الأولى بتاريخه في 2004، كما قاد الأردن لربع نهائي البطولة الآسيوية، فضلًا عن الوصول إلى نصف نهائي كأس العرب في 2002، والفوز بالميدالية البرونزية في كأس غرب آسيا في 2004، وقد منحه العاهل الأردني وسام العطاء المتميز كتكريم يليق باسم الجنرال. وأضاف الجوهري صاحب إنجاز صعود مصر لكأس العالم، إنجازًا عربيًا آخر عندما توج مع الوحدة بكأس الإمارات في 1996. - المدرب العام: محمد عمر اسم كبير في عالم الكرة لاعبًا ومدربًا، ونجم الاتحاد السكندري السابق الذي قاد المنتخب العسكري للتتويج بكأس العالم العسكرية في 1999 و2001، ونال وسام الجمهورية من الطبقة الأولى مرتين، واستطاع أن يترك بصمة قوية مع الوحدات الأردنية بعدما قاده لحصد لقب الدوري الأردني وكأس الأردن وكأس الكؤوس الأردنية بين أعوام 2004 و2007. - مدرب مساعد: طلعت يوسف لا يختلف اثنان على وصف طلعت يوسف بأنه أحد كبار المدربين في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، خاصة بعدما قاد الاتحاد السكندري لفضية كأس مصر، إلا أنه تمكن من ترك بصمة متميزة في الأراضي الليبية، فكان الربان الذي أدار سفينة الأهلي طرابلس للعودة إلى منصات التتويج بالدوري الليبي عام 2014، فكان البطل الأول للدوري بعد اندلاع الثورة الليبية، كما يعد اللقب الأول للأهلي بعد غياب 14 عامًا. - مدرب مساعد ثاني: أيمن الرمادي لاعب غادر الملاعب للإصابة، فعاد مدربًا ليصنع اسمًا كبيرًا في الأراضي الإماراتية، وينسب له الفضل في صعود عدد من الأندية لدوري الأضواء والشهرة في الإمارات، حيث صعد بنادي دبي إلى دوري الخليج العربي 3 مرات، وقاد الشارقة واتحاد كلباء إلى دوري الأضواء، كما قاد رأس الخيمة إلى المربع الذهبي من الدرجة الأولى. وخارج الإمارات.. نجح الرمادي في قيادة ظفار العماني إلى نهائي كأس السلطان، إلا أن ظروفه الأسرية منعته من البقاء، ليتابع فوز فريقه بالبطولة بعد ذلك. - حارس المرمى: عصام الحضري بعدما صنع السد العالي تاريخًا حافلًا بالإنجازات في الملاعب المصرية، قرر الحضري أن يوقع عقدًا مع المريخ السوداني، ورغم المسيرة الحزينة التي شهدت هروبًا متكررًا من قبل بطل إفريقيا 4 مرات، إلا أنها شهدت تتويج المريخ معه بلقبي الدوري السوداني 2011 وكأس السودان 2012. - خط الدفاع: 1) محمد عبد الشافي نجم الزمالك الذي قرر خوض رحلة احتراف في السعودية، فوقع عقدًا مع أهلي جدة، وقدم آداء مبهرًا ليقود فريقه للتتويج بكأس ولي العهد 2015، وتم تصنيفه كأحد أفضل الأجانب في الدوري السعودي، قبل أن يتعرض مؤخرًا لإصابة بالركبة تهدد بإنهاء موسمه الحالي مع الأهلي. 2) أحمد عبد العزيز "مودي" بعد معاناة من المشاكل مع الإسماعيلي، وافق مودي على ارتداء قميص النجمة اللبناني، فكان القدر الذي قاده للتتويج بأول لقب في مشواره الكروي، وهو لقب الدوري اللبناني 2014، كما كأن أحد أكثر المشاركين في مباريات الفريق خلال الموسم الذي قضاه مع النجمة. 3) إبراهيم حسن إذا اعتبرنا أن المشوار الكروي يقاس بالألقاب، فإن إبراهيم حسن الذي يعد أحد أفضل المدافعين في تاريخ الكرة المصرية قد استطاع أن يكون أحد المنضمين للتشكيل العربي، بعدما فاز مع العين بلقب الدوري الإماراتي بموسم 1999/2000 رغم مشاركته في 5 مباريات فقط. - خط الوسط: 1) محمد بركات "بركوتا .. الزئبقي" الذي حفر اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الكرة المصرية، لم تتوقف شهرته عند الملاعب المصرية فقط، بل وصلت إلى السعودية، حيث أمضى عقدًا مع أهلي جدة بعدما فاز مع الإسماعيلي بثنائية الدوري والكأس، وقاد الأهلي إلى نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، كما توج مع الفريق بلقب بطولة الأندية العربية الموحدة بعدما سجل هدف النهائي الوحيد أمام الإفريقي التونسي في 2002. 2) حسني عبد ربه قيصر الإسماعيلية الذي يعد أحد عناصر الفريق الذهبي المتوج بلقب الدوري الممتاز بموسم 2001/02، قرر التوقيع لعقد الانضمام إلى أهلي دبيالإماراتي أملًا في عودته للألقاب بعد غياب، لينجح في التتويج بلقب الدوري الإماراتي بموسم 2008/09، وكأس السوبر في 2008، كما شارك أفضل لاعب في كأس إفريقيا 08 في كأس العالم للأندية، وفي ختام فترة إعارته سجل هدفين في مباراته الأخيرة أمام الظفرة، والتي انتهت بالتعادل بأربعة أهداف لكلا الفريقين. 3) محمد أبو تريكة "أمير القلوب" الذي خطف قلوب المصريين بإنجازاته مع الأهلي والمنتخب الوطني، ومواقفه الوطنية وتعاطفه مع قضية غزة والدفاع عن الرسول الكريم (ص)، أراد خوض فكرة الاحتراف متأثرًا بأحداث استاد بورسعيد ووفاة أحد مشجعي الأهلي أمام عينيه، فانضم لصفوف بني ياس الإماراتي على سبيل الإعارة، واستطاع أن يقودهم للتتويج بكأس الخليج للأندية لأول مرة في تاريخه بعدما سجل هدفًا قاتلًا في نصف النهائي وآخر في إياب النهائي، كما قاده للمركز الرابع في الدوري الإماراتي بموسم 2012/2013. - خط الهجوم: 1) أحمد حسن مكي نجم حرس الحدود الذي فاز بكأس مصر والسوبر، انتقل في رحلة احتراف للأهلي طرابلس الليبي تحت قيادة طلعت يوسف، والذي كان يضم عددًا من اللاعبين المصريين آنذاك، أبرزهم أيمن حفني، إلا أنه عرف عنه الالتزام وسط هروب مواطنيه، واستطاع أن يبقى مع الأهلي حتى سجل هدفًا في شباك الهلال، أثناء مباريات الدورة السداسية، ليقود الأهلي للتتويج بلقب الدوري الليبي الأول بعد غياب 14 عامًا، فكان لقب الدوري الأول في مشوار مكي، قبل أن ينضم للزمالك ويتوج معه بثنائية الدوري والكأس في الموسم الماضي. 2) حسام حسن أكبر هداف في تاريخ المنتخب الوطني وهداف الأهلي ومعشوق الزملكاوية، خاض رحلة احتراف عربية قصيرة مع العين الإماراتي برفقة توءمه إبراهيم، حيث لعب 5 مباريات فقط وسجل 3 أهداف، ليتوج مع العين بلقب الدوري الإماراتي بموسم 1999/2000، قبل أن يعود للملاعب المصرية. 3) حسن شحاتة "المعلم" صاحب التاريخ المتميز مع الزمالك، وقائد الإنجاز التاريخي للفراعنة بالتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا 3 مرات على التوالي، قرر السفر إلى الكويت عقب اندلاع نكسة يونيو 1967، وقام بالتوقيع مع كاظمة، فحقق العديد من النجاحات، وتوج بلقب أفضل لاعب في آسيا عام 1970 ليعد اللاعب الوحيد الذي يحصل على لقب أفضل لاعب في قارة غير قارته الأصلية. 4) أحمد علي عندما انتقل للهلال السعودي على سبيل الإعارة من الإسماعيلي، لاقى الكثير من الانتقادات في البداية، قبل أن ينسجم سريعًا مع الأزرق وصار ماكينة أهداف خطفت قلوب الجماهير السعودية في فترة قصيرة، كما قاد الهلال للتتويج بلقب كأس ولي العهد السعودي بموسم 2010/2011 وسجل هدفًا وصنع اثنين في فوز الأزرق على الوحدة بخماسية نظيفة، وأنهى فترة إعارته بعدما شارك في 21 مباراة، وسجل 5 أهداف وصنع 6 بين الدوري والكأس ودوري أبطال آسيا. - البدلاء: 1) أشرف قاسم "برنس الكرة المصرية" الذي توج مع الزمالك بلقب الدوري 4 مرات وبطولة إفريقيا للأندية أبطال الدوري (دوري أبطال إفريقيا سابقًا) 3 مرات، انضم لصفوف الهلال السعودي بموسم 1984، وقدم آداءً باهرًا ليتوج بلقب أفضل مدافع وثاني أفضل لاعب في الدوري السعودي، كما فاز لاحقًا بلقب أفضل لاعب عربي مرتين عامي 1987 و1992. 2) عماد متعب "العمدة" الذي صال وجال مع الأهلي والمنتخب الوطني، وصاحب أحد أبرز أهداف الفراعنة في تاريخهم، والذي سجله في شباك الجزائر في تصفيات كأس العالم 2010، تعاقد مع الاتحاد السعودي بموسم 2008/2009، وشارك في 21 مباراة وسجل خلالها 13 هدفًا، وخطف ود وعشق جماهير الاتحاد قبل أن تمنعه الإصابة من مواصلة تألقه في الملاعب السعودية. 3) أيمن سعيد انتقل لصفوف المريخ السوداني قادمًا من سموحة في صيف 2014، وقدم آداء رائعًا مع المريخ، للدرجة التي دفعت إدارة النادي لمفاوضاته على منحه الجنسية السودانية، ووصف البعض له بأنه أحد أفضل الصفقات في السودان خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث حصد لقب نجم المباراة في مناسبات عدة، وقاد المريخ لثنائية الدوري والكأس، قبل أن يدخل في خلافات مع إدارة النادي الأحمر ليفسخ عقده ويعود إلى مصر من بوابة بتروجيت. وتشهد قائمة النجوم المصرية المتألقة عربيًا عدة أسماء أخرى، أبرزها عبده صالح الوحش الذي فاز مع الأهلي بنغازي بلقب الدوري الليبي، وحسام البدري المتوج مع المريخ بلقب الدوري السوداني، بينما هناك أسماء أخرى خاضت فترة احتراف عربية لم تكلل بالنجاح.