قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، مساء الجمعة إن الاتفاق الذي تم التوصل له اليوم يفي بالوعود التي قطعها خلال بداية عملية التفاوض، مشددا على أنها "لحظة تاريخية" لبريطانيا وفرصة تتاح لكل جيل لتحديد مصير البلاد. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء في بروكسل بعد إعلان التوصل الى اتفاق مع القادة الأوروبيين حول مطالب بريطانيا في الاصلاح، قال زعيم حزب المحافظين "في الساعات القليلة الماضية كنت أتفاوض على منح بريطانيا وضعا خاصا داخل الاتحاد الأوروبي". وأضاف "سأطير الليلة عائدا الى المملكة المتحدة وسأطلع مجلس الوزراء الساعة العاشرة صباحا". وأوضح كاميرون "هذه الصفقة أوفت بالالتزامات التي وعدت بها في بداية هذه العملية". وطبقا لديفيد كاميرون فإنه تمكن من الحصول على: حماية جديدة للدول خارج منطقة اليورو، وتقليل الاجراءات البيروقراطية لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر تنافسية، وخفض مستويات الهجرة من داخل الاتحاد الأوروبي، ومن بينها حرمان الواصلين الجدد للبلاد من الحصول على اعانات في العمل خلال السنوات الأربع الأولى لهم، اضافة الى تطبيق آلية (الوقف العاجل) على الواصلين الجدد من الاتحاد الأوروبي لحرمانهم من الحصول على اعانات ومزايا الرعاية الاجتماعية لمدة سبع سنوات، بجانب اعفاء بريطانيا من فكرة اتحاد أوروبي سياسي أوثق، والاعتراف بأن الاتحاد الأوروبي اتحاد متعدد العملات، وبالتالي حماية الجنيه الاسترليني، وأن تبقى مسؤولية حماية الأمن المالي للمملكة المتحدة في يد المملكة المتحدة. وأكد رئيس الوزراء على أن بريطانيا لم تكن أبدا جزءا من "دولة عظمى أوروبية"، مشددا على أنه سيكون هناك "عوائق جديدة على حصول مهاجري الاتحاد الأوروبي على مزايا الرعاية الاجتماعية - لن يكون هناك أي شيء مقابل لاشيء - بريطانيا لن تنضم أبدا الى اليورو ونجحنا في الحصول على حماية حيوية لاقتصادنا". وبشأن الهجرة، حصلت بريطانيا على صلاحيات لايقاف المجرمين القادمين الى المملكة المتحدة وترحيلهم اذا ارتكبوا جرائم. وقال إنه يرغب في بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، والاستفادة بأفضل ما في العالمين، مؤكدا على أن بريطانيا ستكون أقوى في اتحاد أوروبي بعد اصلاحه عن أن تكون خارجه. وأضاف "هذا وقت يجب علينا أن نبقى فيه معا. لكن ليس لأن المنظمة مخيبة للآمال أن يعني ذلك أن نرحل عنها. أعتقد أن بريطانيا ستكون أكثر أمنا من خلال البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، بدلا من الرحيل عنها"، محذرا من مغادرة الاتحاد الأوروبي، لافتا الى أن مغادرة الاتحاد الأوروبي تمثل "قفزة في الظلام". وقال "على الشعب البريطاني أن يقرر الآن إما البقاء في الاتحاد الأوروبي بعد اصلاحه أو الرحيل...هذه لحظة تاريخية لبريطانيا". وأكد ديفيد كاميرون على أن وزير العدل مايكل جوف سيشارك في حملة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلا إنه ليس متفاجئا من قرار جوف، مضيفا "مايكل جوف أراد أن ترحل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي منذ 30 عاما". ومن المنتظر أن يلقي رئيس الوزراء بيانا أمام مجلس العموم يوم الاثنين المقبل حول اعادة التفاوض والصفقة التي أبرمها مع قادة الاتحاد الأوروبي، حيث تزداد احتمالات اعلان يونيو القادم موعدا لإجراء الاستفتاء على عضوية البلاد في التكتل الأوروبي.