تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادر اليوم الخميس، ففي الوقت الذي اهتمت فيه الصحف اللبنانية بموضوع المحكمة الدولية ، ركزت الصحف السعودية في افتتاحيتها على التوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية برعاية الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فيما دعت صحيفة أردنية الى دعم صمود الشعب الفلسطيني. وحذرت الصحف اللبنانية من فرض عقوبات على لبنان اذا لم يلتزم بالقرارات الدولية ولفتت إلى أن زيارة رئيس المحكمة الدولية الحالية إلى لبنان ومقابلاته للمسئولين تتمحور حول التزام لبنان بالقرارات الدولية .
وأفادت صحفة "السفير" أن رئيس المحكمة ديفيد باراغوانث أبلغ المسئولين الذين زارهم بأنه إذا لم يلتزم لبنان بتمويل المحكمة الدولية فإنه سيتعرض لصدور عقوبات دولية بحقه، مذكرا من التقاهم بأنه حتى لو امتنع لبنان عن دفع حصته في تمويل المحكمة الدولية فإن المحكمة مستمرة بعملها، مضيفة انه شدد على انه من الضروري ان يحافظ لبنان على مصداقيته وأن ينفذ التزاماته الدولية، وإلا فإن الملف سيحول الى مجلس الأمن. ولفتت إلى مصادر واسعة الاطلاع أن رئيس المحكمة تحدث أمام المسئولين عن سبع نقاط أولها أن المحكمة لا تتأثر بالانتقادات والحملات التي تتعرض لها ومعنوياتها مرتفعة،وأن القضاة ال 11 الذين يشكلون هيئة المحكمة استلموا مهامهم والمحكمة أصبحت جاهزة، مشددا على أن هدف المحكمة هو عدم الإفلات من العقاب وهذه هى العبارة ذاتها التي تضمنتها رسالتا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الامريكي باراك أوباما لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان.
وكشفت صحيفة "النهار" نقلا عن أحد وزراء "جبهة النضال الوطني" التي يرأسها النائب وليد جنبلاط من أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حدد جلسة 30 نوفمبرالجاري حدا فاصلا لتمويل المحكمة ولا خيار أمامه اذا لم يتم اقرار التمويل سوى الاستقالة، مشيرا إلى أنه سواء استقال ميقاتي ام لم يستقل، فان وزراء "جبهة النضال الوطني" سيستقيلون من الحكومة اذا لم تمول المحكمة.
واشارت صحيفة "الديار" إلى أن "ميقاتي يتعرض لحرب استنزاف شاملة يلعب فيها حلفاؤه دورا لخلافهم معه حول بند التمويل.
وفي الرياض ، اهتمت الصحف السعودية بالتوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية ، واصفة الحدث بأنه يفتح الباب أمام خروج اليمن من النفق المظلم والاتجاه نحو السلام والاستقرار.
وقالت صحيفة "الوطن" السعودية إن "التوقيع على المبادرة الخليجية، يجعل منالنموذج اليمني مثاليا، ومختلفا عن النظائر التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف، ويؤكدعلى أن الأطراف السياسية في اليمن، وصلت إلى قناعة تامة بأن هذه الاتفاقية هيالخيار الوحيد من أجل مستقبل اليمن، وإخراج البلاد من تأثيرات أزمتها وتداعياتها".
وأضافت الصحيفة أن "الأشهر الثلاثة المقبلة، تتطلب من جميع الأطراف، الالتزامببنود الاتفاقية، ريثما تتم الانتخابات الرئاسية التوافقية المبكرة، التي تنصالاتفاقية على أن ينتخب فيها عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين، يتم خلالهما إجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لتنتهي هذه المرحلة بانتخاباترئاسية وبرلمانية عامة، ما يعني أن الالتزام الجمعي هو أكبر ضامن للنجاح".
ووصفت صحيفة "المدينة" السعودية توقيع المبادرة الخليجية بأنه "انتقال اليمنإلى المرحلة الانتقالية في خريطة الطريق التي تضمنتها المبادرة من خلال انتقالالسلطة إلى نائب الرئيس وإدارة المرحلة التي سيتم من خلالها الحوار من أجل حلالمشكلات العالقة، وذلك بموجب بنود المبادرة وقرار الأممالمتحدة رقم 2014".
وقالت الصحيفة إنه من "المؤمل أن تؤدي تلك الخطوة إلى انفراج الأزمة، وعودة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي لربوع اليمن، وهو ما يتطلب من الجانبين تهيئة الأجواءالتي تساعد في إنجاز التوافق، بما في ذلك حسن النوايا وبناء الثقة مع الوضع فيالاعتبار أن الجميع في هذا البلد الشقيق في سفينة واحدة والمطلوب منهم حماية تلك السفينة من العواصف والأعاصير حتى الوصول بها إلى بر الأمان".
وقالت صحيفة "الجزيرة" السعودية إن توقيع الرئيس على عبد الله صالح وإبرام اتفاق آلية التنفيذ بين نائب الرئيس القائم بأعمال الرئيس وأحزاب المعارضة يؤذن بدخول مرحلة مهمة في تاريخ اليمن المعاصر.
وأضافت أن اليمنيين وكل محبي اليمن والدول الإقليمية المؤثرة والدول الكبرى المهمة تضع كل ثقلها الدولي وعلاقاتها بالأطراف اليمنية لإنجاح هذا التوجه الذي يهدف إلى انتشال اليمن من المخاطر الجمة التي كانت تحيط به وتهدد وجوده في ظل تشرذم وتشطير، بل وتجزؤ البلاد إلى كيانات متحاربة.
وأكدت الصحيفة أن "التنفيذ الأمين والصادق والجدي هو الذي يفرض التزام جميع اليمنيين بالقيام به لإنقاذ وطنهم أولاً وإنقاذ شعبهم".
وتحت عنوان "سلام اليمن.. يبدأ من بيت العرب" قالت صحيفة "اليوم" السعودية في افتتاحيتها "إن جهود زعماء البلدان الخليجية توجت بنهاية سعيدة لمساعي وضع اليمن على طريق السلام".
وأشارت الصحيفة لقول خادم الحرمين الشريفين "إن اليمن يبدأ اليوم صفحة تاريخية جديدة"، وهو ذلك، فبعد توقيع الرئيس اليمني على بنود مبادرة السلام الخليجية، ونقل صلاحياته إلى نائبه، تبدأ الأزمة في اليمن في طرق الحل.
وكتبت صحيفة "عكاظ" بدورها أنه لم يكن للسعودية أن تدفع باتجاه إنجاح المبادرة، وأن تصبح الرياضالمدينة التي تشهد توقيعها لو لم تكن السعودية حريصة كل الحرص على أمن وسلامة واستقرار اليمن وإنهاء معاناة أهله التي أوشكت أن تقضي على مقدراتهم.
ومن جانبها ، دعت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني فى وطنه ردا على المشروع الصهيوني الاستئصالي القائم على سرقة الأرض وتهويد القدس . وقالت الصحيفة اليوم الخميس "إن تثبيت صمود الشعب الفلسطيني في وطنه يعتبر أمرا مهما، وردا ضروريا لإجهاض مؤامرة عصابات الاحتلال الصهيوني وهو ما يستحق منالأمة كلها، كل دعم لتبقى القدس وأهلها عصية على الصهاينة وأطماعهم " .. محذرة من خطوة المخططات الصهيونية القائمة على الاحتلال .
ونبهت الصحيفة إلى خطورة ممارسات عصابات الاحتلال الصهيوني القائمة وفق نهج خبيث على طرد العرب المقدسيين من وطنهم من خلال تنفيذ جرائم التطهير العرقي التي تنفذها وعلى مدار الساعة في المدينة المقدسة، ومنها إقامة المستوطنات، التي بلغ عددها 14 مستوطنة تحيط بالقدس .
وأشارت الصحيفة إلى موافقة سلطات الاحتلال مؤخرا على بناء ألفي وحدة استيطانية جديدة لفصل القدس عن منطقة بيت لحم، إلى جانب هدم المنازل وطرد سكانها كما حدث ويحدث في حي البستان وباب العمود والمكبر وغيرها ، وتجريف المقابر الإسلامية وإقامة الكنس حول الأقصى وهدم المباني الوقفية والقصور الأموية المحيطة بالحرم الشريف بحجة إقامة حدائق توراتية، فضلا عن استمرار شق الأنفاق تحت المسجد الأقصى والمدينة القديمة ما يهدد بانهيار المسجد والمباني المحيطة به .