شدد الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، على أن الدولة لا بد ألا تستكين فى مثل هذه الظروف وألا تعتبر الإرهاب مشكلة أمنية فحسب ، بل أخذها فى الاعتبار كمشكلة ثقافية أيضا ، لافتا الى ضرورة تفكيك بنية التطرف فى المجتمع المصرى للقضاء على الموجات الارهابية بشكل مختلف وبقوة متضاعفة . جاء ذلك خلال اللقاء الفكرى مع الدكتور جابر نصار أمس السبت ضمن فاعليات معرض القاهرة الدولى للكتاب. وأشار نصار إلى مظاهر فساد نطالعها يوميا قائلا عندما نفتح الجرائد يوميا تطالعنا العديد من الإعلانات التى تصل لأكثر من مليون جنيها تدفعها الحكومة،وأكد نصار ضرورة وجود شروط لتحقيق الإصلاح الإدارى، وتوفير العدالة الاجتماعية والشفافية والاستقامة، كما أوضح أن تطبيق ذلك داخل جامعة القاهرة تسبب بتوفير أموال كبيرة. وقال "نصار" إن تدهور الحالة المصرية نتيجة ضعف وتدهور التعليم والثقافة، فإذا كانت الدولة حريصة على تطور التعليم والثقافة باعتبارها القوى الناعمة لصلح حال الدولة المصرية، مضيفا أن مصر بعد استكمال خارطة المستقبل بالانتخابات البرلمانية فإنها بدأت بالسير على الطريق الصحيح. واستكمل رئيس جامعة القاهرة، إنه لا يمكن إغفال الحالة التى يعيشها الأفراد والتى فرضت إطارا من العصبية غير المريحة، والناتجة عن حالة تاريخية فى مواجهة الإرهاب، مشيرا إلى أن الإرهاب سلوك عنيف يواجه المجتمع بالخروج عن أحكامه وتقاليده، وفرض واقع غير الذى يريده المجتمع، وأن علاج الإرهاب يكون بإعمال سلطة القانون . كما أشار نصار ان مصر شهدت موجات ارهابية متعاقبة من عام 1949 باغتيال رئيس الوزراء انذاك وامتدت هذه الهجمات الارهابية الى ما نعانيه الان ، لافتا إلى أن كل موجة تزداد أكثر عنفا ودموية عن سابقتها . وأضاف نصار ان الثقافة والتعليم اصابهما ضرر شديد ، واصبح لدى الكثيرين يأس من اصلاح التعليم ، وذلك بسبب هبوط الأداء وعدم الانضباط، مشيرا الى أنه يجب أن نؤمن أن مصر ليست دولة فقيرة ، بل متعددة الموارد وتحتاج الى اصلاح إدارى ، وان الفساد الأخطر هو فساد المنظومة الذى يتوغل فى مؤسسات الدولة ومن الصعب مواجهته بسهولة، على عكس فساد الاشخاص الذى من السهل استهدافهم . واكد أن الدولة فى حاجة لمعاجلة قضايا التعليم ليخلق الشاب فرص عمل لنفسه بدلا من التركيز على الوظائف فى قطاعات الدولة .