توفي اليوم الخميس الشيخ القارئ راغب مصطفى غلوش، أحد ابرز مشاهير تلاوة القرآن الكربم فى مصر والعالم العربي والقارئ بإذاعة "القرآن الكريم" ، عن عمر ناهز 77 عاما، إثر وعكة صحية ألمت به الفترة الأخيرة، منعته من قراءة القرآن وإحياء الليالي منذ 6 أشهر. وشيع جثمان صاحب "الصوت العذب" الثرى عصر اليوم، في مقابر قريته "برما" بطنطاالغربية، وتقيم إذاعة القرآن سرادق عزاء للراحل غدا في قريته بالغربية. ولد غلوش قارئ المسجد الدسوقي بدسوق في 5 يوليو 1938 بقرية "برما" مركز طنطا بمحافظة الغربية. أراد والده أن يلحقه بالتعليم الأساسي ليكون موظفاً كبيراً لكن تدبير الأمور بيد الخالق جلت قدرته فالكتاتيب كثيرة بالقرية والإقبال عليها ملحوظ وملموس, وكان الناس في ذلك الوقت يهتمون بتحفيظ أبنائهم القرآن ليكونوا علماء بالأزهر الشريف لأن كلمة عالم لا تطلق في نظرهم إلا على رجل الدين وخاصة إمام المسجد الذي يلقي خطبة الجمعة, ولحكمة لا يعلمها إلا الله أشار أحد الأقارب على الحاج مصطفى غلوش بأن يأخذ ولده راغب ويسلمه لأحد المشايخ المحفظين لكي يحفظه القرآن ولأن النازع الديني موجود بقوة في قلوب أهل الريف أمثال الحاج مصطفى جعلته يوافق على هذه الفكرة وصرح لإبنه راغب بالذهاب إلى الكتاب بعد إنتهاء اليوم الدراسي ولكن الموهبة أعلنت عن نفسها فكان الطفل الصغير إبن الثامنة حديث أهل القرية وخاصة المحفظين والحفظة. عاصر عمالقة القراء أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمد صديق المنشاوي، والشيخ طه الفشني، والشيخ عبدالعظيم زاهر، والشيخ كامل يوسف البهتيمي، والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ محمود علي البنا، وغيرهم. سافر الشيخ راغب إلى معظم دول العالم في شهر رمضان لأكثر من ثلاثين عاماً متتالية قارئاً لكتاب الله عز وجل لم يرجُ إلا ابتغاء مرضاة الله إيمانا منه بأنها رسالة جليلة يجب تأديتها بما يليق وجلالها .. وجهت إليه الدعوات من دول عربية لإحياء المناسبات الرسمية وخاصة في الكويت والإمارات والسعودية .. في السنوات الأخيرة فضل البقاء في مصر في شهر رمضان المبارك ليسعد الملايين من خلال تلاوته القرآن الفجر والجمعة والمناسبات المختلفة ليسد فراغاً يتسبب عنه سفر زملائه من مشاهير القراء إلى دول العالم لإحياء ليالي شهر رمضان وللشيخ راغب مصحف مرتل يذاع بإذاعات دول الخليج العربي صباح مساء .. جاب أقطار الدنيا كلها تالياً القرآن.