شهدت مكتبة الإسكندرية أمس افتتاح مؤتمر "صناعة التطرف: قراءة في تدابيرالمواجهة الفكرية"، الذي يعقد في الفترة من 3 إلى 5 يناير 2016 بمكتبة الإسكندرية، ويشهد مشاركات من 18 دولة عربية تضم خبراء في مجالات التطرف والإرهاب وعلم الاجتماع والعلوم السياسية والإسلامية، بحضور الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور أسامة نبيل رئيس المرصد الإسلامي ممثلاً عن شيخ الأزهر الشريف، وعدد من علماء الدين بالدول العربية. وأكد الدكتور أسامة نبيل على جهود الأزهر الشريف في نشر وسطية الإسلام، وخدمة المسلمين وغير المسلمين من خلال نشر ثقافة الإسلام والتأكيد على قيم المواطنة والتعايش السلمي ورفض التمييز والعنف، مضيفا أن الأزهر يكرس كل قطاعاته لتطبيق هذا المبادرات على أرض الواقع وتنظيم العلاقة بين الأفراد والشعوب في إطار القيم الدينية والإنسانية. وأشار إلى أن الأزهر قد اتخذ خطوات جادة لتجديد الفكر الإسلامي، ومنها مؤتمر "تجديد الفكر والعلوم الإسلامية"، كما عقد سلسلة من اللقاءات مع الأدباء والمثقفين لصياغة وثيقة الأزهر. وأضاف أن شيخ الأزهر يحرص على إرسال وفود من الأزهر للمشاركة في مؤتمرات دولية تشارك في مناهضة الإرهاب على أرض الواقع. كما أكد أن الأزهر مستمر في دوره ومساعيه لنشر قيم الإسلام السمحاء، واستمرارًا لخطته أنشأ الأزهر مرصد باللغات الأجنبية لتعزيز صورة الإسلام ودعم السلم المجتمعي والتعرف على مواقف واتجاهات الرأي العام العالمي. ولفت الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إلى أن المؤتمر قد أوصى في دورته السابقة بعقد هذا المؤتمر بصورة دورية ليجمع المثقفين العرب ويناقش ويبحث ويتابع ظاهرة التطرف التي تجتاح العالم العربي، وأضاف أن المكتبة نظمت خلال العام المنصرم العديد من الأنشطة والفعاليات التي تسعى إلى توسيع الاهتمام بهذه الظاهرة المدمرة، ليس لمنطقتنا فقط بل والعالم بأسره. وأكد سراج الدين على أن مكتبة الإسكندرية هي بيت المثقفين العرب منذ نشأتها، وما من مبادرة نقوم بها أو جهد نسعى إلى تحقيقه إلا وكان المثقفون من شتى الأقطار العربية حاضرين، لأن مكتبة الإسكندرية إن كانت لها إطلالتها الدولية، إلا أنها تظل المؤسسة الثقافية العربية، متنوعة الاهتمامات، وسوف تظل المكتبة بما تمتلكه من رصيد تاريخي ونشأة حديثة وخدمات ثقافية متقدمة أحد الأرصدة الثقافية التي يمتلكها العرب. وسوف يواصل المؤتمر جلساته غدًا، حيث يناقش عدد من المحاور؛ ومنها نقد خطابات التطرف، الإعلام ومواجهة التطرف، الأمن القومي، التعليم والتطرف، والإرهاب الداخلي في أوروبا. ومن المنتظر أن يطرح المؤتمر خطة متكاملة الأرجاء تشمل تعاون بين عدد من المراكز والمؤسسات الثقافية للحد من ظاهرة التطرف.