صرح زعيم حركة الوفاق الوطني رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بأنه لا يتفق مع من يعتبرون التحالف الإسلامي العسكري الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية تحالفا سنيا طائفيا موجها ضد الشيعة، مشددا على أن مصير أي تحالف طائفي ينشأ بالتوقيت الراهن هو الفشل. وقال في حوار أجرته معه عبر الهاتف وكالة الأنباء الألمانية بالقاهرة إنه يدعم هذا التحالف، واعتبره: "تجمعا لقوى الاعتدال ضد تجمع قوى التطرف". ودلل رئيس ائتلاف "الوطنية" على رأيه بالقول: "لا يمكن القول إن مصر، وهي إحدى دول التحالف، دولة سنية بمعنى أنها لا تهتم ولا تعمل سوى لمصلحة السنة بالمنطقة وتعادي غيرهم.. فمصر كانت دائما مدافعة عن حقوق كل الشعوب العربية وهي من احتضنت كافة شرائح المجتمع العراقي ومنهم الكرد في العقود الديكتاتورية السابقة.. ونفس الأمر ينطبق على الأردن". وتعليقا على موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وسياسيين عراقيين آخرين اعتبروا إقامة التحالف دون العراق خطأ جوهريا، قال علاوي: "لا علم لي لماذا لم تتم دعوة العراق للانضمام للتحالف، وكل ما أعرفه هو أن هذا التحالف لم يأت من فراغ بل بعد حوارات عديدة ومطولة بين الدول.. وكان يفترض بالعراق أن يكون جزءا من هذه الحوارات". واستدرك: "على العراق أن يبني علاقات مع دول الاعتدال بالمنطقة.. ورئيس الوزراء يدخل كل عدة أيام في تحالف جديد.. فهو مشارك بالتحالف الرباعي مع روسيا وإيران والحكومة السورية.. ومشارك أيضا مع الولاياتالمتحدة ودول أخرى في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش)". وانتقد علاوي (71 عاما) عدم طرح الحكومة مسألة المشاركة في أية تحالفات على مجلس النواب لاتخاذ القرار الذي يمثل الإجماع العراقي، ورأى أن العراق لا يمتلك خريطة طريق واضحة وتحديدا فيما يتعلق بمستقبل تحالفاته في المنطقة خاصة بعد تحالفه الرباعي مؤخرا مع روسيا وإيران والحكومة السورية، وقال: "لا يجوز أن نكون مع الكل.. كان على العراق أن يحدد موقفه من كل التحالفات ويختار منها ما يصب في مصلحته وفي مصلحة المنطقة وتعزيز قدراته على الصمود والتصدي لقوى الإرهاب". وأضاف: "الدول المعنية بالتحالف الإسلامي جميعها تمتلك علاقات جيدة مع العراق وتقدر مكانته ولكنهم لم يجدوا أمامهم خريطة واضحة ليتقدموا نحوه بقلوب وعقول مفتوحة". ودعا قادة التحالف الجديد إلى إدراك أن "الانتصار السياسي على داعش ومثيلاتها، عبر التعاون والتنسيق الدائم، يكمل الانتصار العسكري، وبدونه لا يمكن هزيمة التنظيمات المتطرفة". وحول صدور بعض الفتاوى التكفيرية من دول أعضاء في التحالف وما يمثله ذلك من تناقض يجعل هدف محاربة الإرهاب غير مجد خاصة على الصعيد الفكري، أجاب علاوي "الفتاوى التكفيرية تخرج بكل محل وليست قاصرة على دولة هنا أو هناك.. وليس معنى أن رجل دين بالعراق أو بأي دولة أصدر رأيا أو فتوى أن يتم اعتبار هذا الأمر قرارا رسميا صادرا عن الدولة.. لابد أن نكون دقيقين ونحمل الدولة مسؤولية تصريحاتها الرسمية فقط".