أصبحت الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط عمومًا والخليج بشكل خاص، تشكِّل عاملًا مساعدًا على بناء تحالفات عربية أو عربية - إقليمية. ويتم تشكيل هذه التحالفات من خلال توافق الإرادة السياسية للدول التي تشارك فيها، وغالبًا ما تكون هذه الائتلافات ذات صفة مؤقتة؛ وقد يتمُّ إعادة تشكيلها مجددًا إن اقتضت الضرورة ذلك. ومن أبرز أمثلة هذه التحالفات المعاصرة، التحالف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدةالأمريكية لتحرير دولة الكويت من الغزو العراقي في 2 من أغسطس عام 1990، حيث أطلقت دول التحالف عملية "عاصفة الصحراء" في 17 من يناير عام 1991، التي استمرت حتى 26 من فبراير من العام ذاته. أما الأحلاف العسكرية فتأخذ صفة الدائمة ويتم تأسيسها بموجب معاهدات أو اتفاقيات دولية، ومن أبرز أمثلة الأحلاف العسكرية في العصر الحديث، حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وحلف وارسو، وحلف بغداد. ومع الهجمات الإرهابية المستمرة فى منطقة الشرق الأوسط بعد اندلاع الثورات العربية، فضلاً عن ظهور ما يسمى إعلاميًا تنظيم الدولة الإسلامية " داعش"، كانت هناك مطالبات بتوين "جيش عربى موحد"، أو تحالف عسكرى يضرب الإرهاب الذى طال المنطقة بل العالم الأوربي أيضًا بعد انتقال ساحة المعركة من قبل الجماعات المتطرفة هناك. اتفاقية الدفاع العربي لكن فكرة إنشاء قوة عسكرية أو تعاون عسكرى لم تكن وليدة اللحظة، لكنها جاءت بعد حرب فلسطين عام 1948 مع اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي وقعت في أبريل عام 1950، بموافقة 7 دول عربية، قبل أن تنضم بقية الدول وتوقع على هذه الاتفاقية، وهم مصر والأردنوسورياوالعراق والسعودية ولبنان واليمن وليبيا. ونصت الاتفاقية على إنشاء قيادة عسكرية موحدة دائمة تتكون من ممثلي أركان الجيوش العربية، ولم تظهر هذه الهيئة إلا عام1964، لكن مع ظهور تحديات كبيرة من أجل تهديد الأمن القومى غابت المعاهدة العربية للدفاع العربي المشترك، بدءاً من الصراع العربي الإسرائيلي مروراً بغزو الكويت واحتلال العراق وصولاً للأوضاع الحالية في سوريا، العراق، مصر، اليمن، ليبيا والبحرين. ومع ظهور ما يسمى تنظيم داعش بقوة فى ليبيا طالب وزير خارجيتها التدخل العسكرى خلال اجتماع طارئ بمقر جامعة الدول العربية فى أواخر شهر أغسطس من العام الجارى لمساعدة ليبيا في حربها ضد التنظيم المتطرف وفقًا لمعاهدة الدفاع العربي المشترك المبرمة سنة 1950. دخل بعدها على الخط تحالف جديد أطلقته. الإئتلاف الدولي لمحاربة داعش في يوليو 2014 دعت الإدارة الأمريكية لتكوين ائتلاف دولى جديد لمواجهة تنظيم "داعش"، وفى 5 سبتمر أعلنت واشنطن عن التحالف، وبالفعل وافق عدد كبير من الدول على المشاركة، وكانت أولى ضرباته في 19 سبتمبر 2014، وتنوعت هذه المشاركة سواء مشاركة بقوات أو دعم لوجستى للقوات المشاركة. ويعد هذا الائتلاف الأكبر منذ التحالف المشابه الذى تكون فى حرب الخليج الثانية حرب تحرير الكويت فى بداية التسعينيات، بينما الإئتلاف الدولي لمحاربة داعش بلغ عدد الدول الأوروبية والعربية والشرق أوسطية ما يقرب من خمسين دولة. واختلف أدوار الدولة المشاركة فى التحالف فهناك من شارك بالدعم المالى ومن يشارك فى العمليات العسكرية الميدانية والعمليات اللوجستية. تحالف القوى العسكرية العربية في22 فبراير بعد مجزرة ليبيا التي قتل فيها 21 مصريا هناك، وبالضربة التي وجهتها القوات الجوية المصرية لبعض مواقع ميليشيات داعش في مدينة درنة الليبية، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسى لفكرة تشكيل قوة عسكرية عربية لمواجهة الإرهاب قبيل زيارته للإمارات. وخلال القمة العربية الأخيرة التى عقدت فى شرم الشيخ فى مارس الماضى أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن القادة العرب قرروا إنشاء قوة عسكرية مشتركة لمواجهة الإرهاب الذى أصبح يهدد الأمن القومى. لكن هذا التحالف لم يتم تدشينه حتى الآن، وما زال الاجتماعات الخاصة بالتحالف قيد الانعقاد تحت مظلة جامعة الدول العربية، وما زالت النقاشات مطروحه ولم يعلن إنهاءه من قبل دول الاعضاء بالجامعة، فيما أعلن السفير السعودى أحمد القطان مؤخرًا على أن التحالف العسكرى العربى سيرى النور قريبًا. تحالف عاصفة الحزم عاصفة الحزم هى عملية عسكرية سعودية بمشاركة تحالف دولي مكون من 10 دول بعد إنسحاب باكستان ضد جماعة "أنصار الله"، الحوثيين والقوات الموالية لهم ولعلي عبد الله صالح. بدأت عاصمة الحزم فى 26 مارس من العام الجارى وذلك عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة أنصار الله والقوات التابعة لصالح في اليمن. وتعتبر عاصفة الحزم إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة السعودية في اليمن، وعملية عاصفة الحزم تم فيها السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية، وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وأعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين، وبدأت أول الضربات الجوية على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها، وعينوا قائداً لها منهم، واعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي عبد الله صالح عدواناً على اليمن. وفي 21 أبريل 2015 أعلنت قيادة العملية عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية لصالح. التحالف الإسلامي العسكرى بعد تسعة أشهر من إعلانها عن تحالف عاصفة الحزم فاجأت الممكلة العربية السعودية بالإعلان عن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب يشمل حتى الآن 34 دولة، وتأسيس مركز عمليات مشترك في الرياض لتنسيق ودعم العمليات العسكرية ضد الإرهاب، كما أيدت 10 دول إسلامية أخرى للتحالف منها اندونيسيا. ومن الدول المشاركة فى التحالف بالاضافة إلى السعودية وفقًا لما أعلنته الممكلة فى بيانها مؤخرًا هي: الأردن والإمارات وباكستان والبحرين وبنغلاديش وبنين وتركيا وتشاد وتوغو وتونس وجيبوتي والسنغال والسودان وسيراليون والصومال والغابون وغينيا وفلسطين وجمهورية القمر الاتحادية وقطر وكوت دي فوار والكويت ولبنان وليبيا والمالديف ومالي وماليزيا ومصر والمغرب وموريتانيا والنيجر ونيجيريا واليمن. وبحسب بيان المملكة العربية السعودية، فإن تشكيل التحالف جاء تأكيدًا على مبادئ وأهداف ميثاق منظمة التعاون الإسلامي التي تدعو الدول الأعضاء إلى التعاون لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، وترفض كل مبرر أو عذر للإرهاب. كما يأتى التحالف التزاماً بالأحكام الواردة في ميثاق الأممالمتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والمواثيق الدولية الأخرى الرامية إلى القضاء على الإرهاب، وتأكيداً على حق الدول في الدفاع عن النفس وفقاً لمقاصد ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة.