تحولت الأمسية الشعرية، التي نظمها نادي الطائف الأدبي أول أمس، وشارك فيها كل من الشاعرة هدى الدغفق والشاعر أمين العصري، إلى مطاردة بين رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعضو مجلس إدارة في النادي، وهو أديب وأستاذ جامعي. مطاردة تجاوزت مكتب العضو إلى مبنى النادي فمواقف السيارات. عضو مجلس الإدارة الأديب أحمد الهلالي أوضح في تصريحات صحفية لصجيفة "الحياة" اللندنية، أن الأمسية مسموح بها من إمارة منطقة مكةالمكرمة ومحافظة الطائف، وفق اللوائح والأنظمة، ومع ذلك تفاجأنا بحضور فرقة من الهيئة، ووقوفهم بالسيارة الرسمية على مدخل النادي. ودخل عضوان إلى النادي يحمل أحدهم جهاز إرسال لاسلكي، وصعد إلى القاعة الرئيسة، وأخذ يتحدث في جهازه، من دون مستند رسمي يخوّلهم إلى دخول المنشأة الرسمية. وعند سؤالي لأحدهما عن سبب اقتحامهم للمنشأة الرسمية، أفاد بأن لديه توجيهاً من الرئيس العام، فأخبرته بأن اقتحام المنشأة الرسمية لا يجوز من دون مستند نظامي، وقلت له سأصور سيارتكم، فقال بلا مبالاة: صورها، فصورتها وهي تقف على باب النادي، بقصد إرفاق الصور مع خطاب إلى المحافظ، ثم غادروا الموقع. وأضاف الهلالي أن رجال الهيئة سرعان ما عادوا بعد عشر دقائق، وطلبوا مني مرافقتهم إلى مركزهم بحجة أنني ارتكبت مخالفة التصوير، وأن رئيس المركز يطلب مثولي في مكتبه، في تمادٍ منهم وعدم احترام للمنشأة الرسمية. ثم قاموا بتهديدي داخل مكتب رئيس النادي بحضوره وبحضور رجل أمن يرافقهما وشخصين لا أدري ما علاقتهما بالأمر، إذ طلب عضو الهيئة من الشرطي الاتصال بالدوريات الأمنية للقبض عليّ. وحين رأيت أن منشأتي الرسمية لا تحميني من الاعتقال، فضلت مغادرتها، فأمر عضو الهيئة الشرطي بالقبض علي، وطاردني من أمام مكتبي في الدور الثاني بالنادي، وعبر مبنى النادي، وعبر الفناء الخارجي للنادي أمام المثقفين وطلابي وابني، وعبر الشارع المقابل للنادي. وحين ركبت سيارتي طاردتني سيارة الهيئة في المواقف، وكاد سائقها أن يصطدم بي. وقال الهلالي أنه لا يستطيع الذهاب إلى عمله، خشية التعرض للاعتقال أو الأذى دون وجه حق، مطالباً الجهات المسئولة بأخذ حقه وحق المنشأة التي انتهكت من دون وجه ولا نظام. وعلى رغم كل ما أثير من قلاقل، مضت الأمسية واستمتع الحضور بقصائد هدى الدغفق وأمين العصري، إلا أن ما حدث ترك غصة، سببها الهجوم المستمر على الثقافة ومؤسساتها.