أصدر مشروع "كلمة" للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة كتاب جديد بعنوان: "الناتج المحلّى الإجمالي...تاريخ موجز" للمؤلف ديان كويل ، وترجمه إلى العربية عمر الأيوبى، تزامناً مع معرض الشارقة للكتاب 2015 . تتبع ديان كويل فى كتاب "الناتج المحلى الإجمالى: تاريخ موجز" نهجاً تاريخياً لشرح هذا المقياس الاقتصادي، وتنظر فى كيفية تطوّر تعاريفه بمرور الزمن وكيف تغيّرت طرق استخدامه. ويتكوّن الكتاب من مقدّمة وستة فصول. الفصل الأول "من القرن الثامن عشر إلى ثلاثينيات القرن العشرين: الحرب والكساد" يتناول أولى محاولات إجراء حسابات وطنية، وكيف ارتبطت هذه الحسابات بمعرفة قدرة الدولة (بريطانيا العظمى) على خوض الحرب. وتنتقل بعد ذلك إلى مساهمات سايمن كوزنتس فى الولاياتالمتحدة وجون ماينارد كينز فى المملكة المتحدة التى قيّدتها الضرورات الحربية والسياسية. وتقدّم كويل تفسيراً موجزاً لكيفية احتساب الناتج المحلى الإجمالى، ثم تنظر فى تطبيق هذا المفهوم على الفقر فى أفريقيا، والتحسين النوعى للسلع، والأزمة البريطانية فى سنة 1976. ويصف الفصل الثانى "1945 إلى 1975: العصر الذهبي" ازدهار ما بعد الحرب العالمية الثانية ثم ينظر فى مشاكل إجراء مقارنات عالمية، وأسعار الصرف، ومقاييس القدرة الشرائية. كما يتناول بإيجاز نموذج سولو للنموّ الاقتصادى. ويتناول الفصل الثالث "إرث سبعينيات القرن العشرين: أزمة الرأسمالية" أزمات الصدمات النفطية والركود التضخّمي، وينظر فى الصراع الإيديولوجى مع الشيوعية، وبروز نزعة المحافظة على البيئة، وتطوّر دليل التنمية البشرية. وقد أسهمت كل هذه الأمور فى زرع بذور الشك فى آلية الناتج المحلى الإجمالى وإدارته". وتشرح كويل فى الفصل الرابع "1995 إلى 2005: النموذج الجديد" دور قياسات الناتج المحلى الإجمالى فى طفرة "الاقتصاد الجديد" وتنظر فى المشاكل المتعلّقة بقياس الابتكار والخدمات، كما تتناول نظريات النموّ وإحصاءات ماديسون التاريخية. وينظر الفصل الخامس "أزمنتنا: الانهيار العظيم" فى كيفية إدراج القطاع المالى فى الناتج المحلى الإجمالي، وفى مشاكل تعيين "حدّ الإنتاج" الفاصل بين الاقتصاد الإنتاجى وغير الإنتاجى والاقتصاد غير الرسمي. كما تقدّم كويل المقاييس البديلة للناتج المحلى الإجمالى التى تحاول قياس السعادة، أو الرفاه الاقتصادي، أو الاستدامة. وينظر الفصل السادس والأخير "المستقبل: الناتج المحلى الإجمالى فى القرن الحادى والعشرين" فى تحدّيات قياس التعقيد، والإنتاجية، والاستدامة فى سياق التحسينات الإحصائية واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى جمع البيانات. وعلى الرغم من المشاكل التى يعانى منها الناتج المحلى الإجمالي، فإن المؤلّفة تميل إلى المحافظة على الناتج المحلى الإجمالى بشكله الحالى تقريباً، وتقترح استخدام مؤشّرى السعادة والرفاه إلى جانب الناتج المحلى الإجمالى لا بدائل عنه. الناتج المحلى الإجمالى طريقة لقياس حسن أداء اقتصاد البلدان أو سوئه ومقارنته. إنه فكرة مجرّدة تقوم على جمع كل المخرجات ثم تعديلها بطرق معقّدة مقابل التقلّبات الموسمية، مع أخذ التضخّم فى الحسبان، وتوحيد مقاييسها بحيث يمكن إجراء مقارنة تقريبية بين إحصاءات جميع البلدان، بعد تعديلها ثانية مقابل بعض أسعار الصرف الافتراضية. أى أنه إحصاء مجرّد نحصل عليه بطرق شديدة التعقيد، ومع ذلك فإنه يحظى بأهمية هائلة. كيف أصبح شيء شديد الاصطناع، والتعقيد، والتجريد على هذه الدرجة من الأهمية فى السياسات الاقتصادية التى تؤثّر فى معيشة الشعوب وتتحكّم بالقرارات السياسية الرئيسية التى تؤثّر فى مصائرها؟. يشرح هذا الكتاب الناتج المحلى الإجمالى ويوضح تاريخه، ويبيّن حدوده، وعيوبه ويدافع عنه أيضاً باعتباره مؤشّراً رئيسياً للسياسة الاقتصادية. كما يتساءل إذا كان الناتج المحلى الإجمالى بمفرده لا يزال مقياساً صالحاً للأداء الاقتصادي، ويخلص إلى أنه ليس كذلك. إنه مقياس مصمّم لاقتصاد القرن العشرين القائم على الإنتاج المادى الواسع النطاق، لا الاقتصاد الحديث القائم على الابتكارات السريعة والخدمات غير المادية الرقمية. ومع أن مقدار حسن أداء الاقتصاد سيظلّ دائماً جزءاً مهماً من السياسة اليومية، فإننا سنحتاج إلى مقاييس أفضل "للاقتصاد" من الناتج المحلى الإجمالى السائد اليوم. ديان كويل عالمة اقتصاد ومستشارة سابقة لوزارة الخزانة البريطانية. نائبة رئيس مجلس أمناء إذاعة البى بى سي، وزميلة أبحاث زائرة فى كلية سميث للمشاريع فى جامعة أكسفورد. حازت على دكتوراه فى الاقتصاد من جامعة هارفرد. من مؤلفاتها: "علم اقتصاد الكفاية: كيف تدير الاقتصاد كأن المستقبل يهمّ، 2011"، "العلم العاطفي: ما الذى يفعله علم الاقتصاد وما أهميته، 2007". المترجم عمر الأيوبى يعمل فى الترجمة والتحرير منذ أكثر من خمس وعشرين سنة. ترجم عدداً من الكتب نُشر بعضها ضمن منشورات «كلمة» مثل: «الاستراتيجية التنافسية: أساليب تحليل الصناعات والمنافسين» لمايكل بورتر، و«خرافة التنمية: الاقتصادات غير القابلة للحياة فى القرن الحادى والعشرين» لأزوالدو دى ريفيرو، و«ملفات المستقبل: موجز فى تاريخ السنوات الخمسين المقبلة» لرتشارد واطسون، و«فن الحدائق الإسلامية» لإيما كلارك.