ما أشبه اليوم بالبارحة، ففي مثل هذا اليوم، الحادي والثلاثين من أكتوبر لعام 1999، تحطمت طائرة بوينغ مصرية، قبالة ساحل ماساتشوستس الأمريكي بعد نحو ساعة من إقلاعها، ليقتل 217 شخصا في الحادث. وتمر السنوات ليأتي الحادي عشر من أكتوبر لعام 2015، ليستيقظ المصريون على حادث سقوط طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء، وعلى متنها 224 شخصا، بحسب مصادر طبية وأمنية. حادث الرحلة 990 – المعرفة باسم طائرة البطوطي - هو الأشهر في كوارث تحطم الطائرات، خاصة وأن تقرير هيئة السلامة الأمريكية أثار جدلا واسعا بخصوص الحادث، حيث زعم ان مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب جملة قالها وهي : " توكلت على الله "، ولكن في مصر هي جملة معروفة لا يقولها منتحر، بل يقولها من يبدأ عملا صعبا، لا يتم إلا بمعونة الله. تقرير مجلس سلامة النقل الوطني للولايات المتحدة بدعم من إدارة الطيران الاتحادية ومكتب التحقيقات الفدرالي و بوينغ، وخفر سواحل الولاياتالمتحدة، أفاد أن سبب الحادث نتيجة لمدخلات التحكم في الطيران لمساعد الطيار جميل البطوطي الذي تعمد إسقاط الطائرة. وليد نجل شقيقة البطوطي رفض التقرير، وأكد أن "جميل" شديد التدين، ولا يمكن أن ينتحر، مضيفا في تصريحات حينها إن الطائرة كانت مستهدفة لوجود وفد عسكري، وصفه ب"الهام" مؤلف من 33 شخصا على متنها وكذلك "ثلاثة خبراء في الذرة" وغيرهم. هذه المرة حدثت الكارثة داخل مصر، قرب مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء. السلطات المصرية قالت إن الطائرة اختفت من على شاشات الرادار بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي في محافظة جنوبسيناء المجاورة. من جانبها، أعلنت السفارة الروسية في القاهرة أنه لا ناجين في حادثة تحطم الطائرة الروسية. أما شركة الطيران الروسية فشددت على أن الخطأ البشري في الكارثة أمرا مستبعد. وكالتا "نوفوستي" و"إنترفاكس" نقلتا عن المتحدثة باسم الشركة قولها إن الطيار لديه خبرة تصل إلى 12 ألف ساعة طيران وإن الطائرة خضعت لكل إجراءات الصيانة. الحادث انضم لسلسلة طويلة من كوارث الطيران في العالم، وحمل نفس الذكرى لليوم ذاته الذي شهد حادث طائرة البطوطي، ليبقى سبب الحادث مجهولا إلى حين الإعلان عنه رسميا.