اختتمت الدورة السابعة عشرة لمهرجان أيام قرطاج المسرحية بعد عروض استمرت اسبوعا قدمت خلالها 422 مسرحية من بلدان مختلفة من العالم. وشهد حفل الختام مساء السبت-الذي قدم بأسلوب مسرحي تخللته مقاطع غنائية- تكريم مجموعة من الفنانين التونسيين في مقدمتهم الممثلة فاطمة سعيدان والمسرحي أحمد السنوسي وعبد اللطيف خير الدين اعترافا بمساهماتهم في المسرح التونسي. وقال الأسعد الجموسي مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية لرويترز " حصيلة الدورة ممتازة جدا. جملة العروض خلال هذه الدورة 422 عرضا مسرحيا ومسرح أطفال تابعها نحو 20 الفا في تونس العاصمة وسبعة آلاف في الجهات الداخلية ونحو 74 ألف تلميذ مدارس." وأضاف الجموسي "لكن الأهم من الارقام هو أن جل ما قدمناه نحن راضون على قيمته الفنية الكبرى والهامة إذ أن المشاركات التونسية والعربية والأجنبية كلها جديرة بالبرمجة (العرض) في هذا المقام الكبير." وتابع مدير المهرجان "هي شكل من أشكال تحفيز الذات على مواصلة البناء والاستمرار في نشر الكلمة الجميلة والصورة التي تنطلق من ذواتنا لتمنحنا اصرارا أكثر على نقد الواقع بحثا عن امكانات التجاوز... هذا هو المسرح... حب الحياة وفعل الحياة وصنع الحياة." تناولت أغلب المسرحيات العربية التي عرضت خلال أيام قرطاج المسرحية هذا العام نقد الواقع العربي والمشكلات التي يعانيها مثل التطرف وغياب العدالة الاجتماعية والازمات السياسية والهجرة ومعاناة المرأة وحاولت أن تعبر عن آلام المواطن العربي وترسم آماله وأحلامه. ومن أبرز الأعمال العربية المشاركة (البوابة 5) للمخرجة الأردنية مجد القصص و(بلاتو) للتونسي غازي الزغباني ومسرحية (لاقي زيك فين يا علي) للبنانية لينا أبيض ومسرحية (لا تقصص رؤياك) لفرقة مسرح الشارقة بالامارات ومسرحية (ضيف الغفلة) لفرقة تانسيفت المغربية ومسرحية (الخيمة) لفرقة قطر المسرحية ومسرحية (خيل تائهة) من اخراج الفلسطيني ايهاب زاهدة. أسدل الستار على الدورة السابعة عشرة لأيام قرطاج المسرحية بعرض مسرحية (تونس) من إخراج أحمد أمين بن سعد. وتتناول المسرحية قصة عائلة تونسية يعتنق أفرادها أيديولوجيات مختلفة اسلامية وعلمانية وشيوعية وتحاول جاهدة المحافظة على تماسكها دون جدوى لتعيش ممزقة وسط مواقف متناقضة بين الحب والخيانة. وشاركت في الدورة أعمال من مصر والعراق والأردن وسوريا والكويت والإمارات العربية المتحدةوقطر والسودان وفلسطين ولبنان وليبيا والجزائر والمغرب. وشاركت ايضا دول بنين والكونجو وساحل العاج وبلجيكا وفرنسا وروسيا واليابان.