استنكر العلماء المشاركون في المؤتمر الدولي الأول للحضارة العربية والفنون الاسلامية، في ختام اجتماعاتهم اليوم بمدينة شرم الشيخ، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الآثار الاسلامية والتضييق على المسلمين في أداء شعائرهم الدينية. وطالب 100 عالم من المشاركين في المؤتمر الذي نظمته الجمعية العربية للحضارة والفنون الاسلامية، المنظمات العالمية الراعية للسلم الدولي بأداء دورها في حماية الآثار الاسلامية من اعتداءات وبطش تنظيم "داعش" باعتبارها تراثا عالميا للبشرية ليس مدينة القدس وحدها بل في سائر الأقطار العربية والإسلامية في العراق وسوريا واليمن ومالي ونيجيريا وأفغانستان والصومال وغيرها من بؤر الصراع الدموي الذي يتعرض فيه الموروث الحضاري والتراث العالمي الذي تملكه الإنسانية كلها للتدمير والتخريب. وانتقد المشاركون في المؤتمر عمليات التدمير والتخريب والسلب والنهب وسط صمت عالمي مريب وتقاعس معيب عن حماية وصون ورعاية تلك الآثار الاسلامية. ورفض العلماء الاعتداءات التي تنسب إلى جماعات ظلامية مثل "داعش" التي تتخذ من الإسلام عنوانا لجرائمها البشعة بالرغم من أن الإسلام دين إنساني حضاري يرفض تلك الممارسات العدوانية ويمقت التطرف والغلو ويهتم بالفنون قديمها وحديثها، مطالبين العالم بالتدخل لحماية التراث الإنساني والحفاظ عليه وإعادة ترميمه ووقف محاولات العبث به. ودعا العلماء إلى أهمية الحوار الحضاري مع مختلف الثقافات المعاصرة حرصا على إشاعة الفهم المتبادل والتعايش السلمي، ودعم أسس السلام بين المجتمعات المعاصرة انطلاقا من القواسم المشتركة والقيم الجامعة كالتسامح والتكافل والتعاون والبناء. وطالب العلماء بعدم الاكتفاء بالتغني بالماضي الزاهر، بل اعتبار منجزات الحضارة العربية الاسلامية مرتكزا لبناء دورة حضارية معاصرة لخدمة الأمة والإنسانية كلها وامتداد للعطاء الإنساني للحضارة والفنون الاسلامية واقتداء بالأجداد في عطائهم، وطالبوا بضرورة تشجيع البحوث العلمية حول الإسهام الحضاري العربي الإسلامي في الحضارة الغربية والحضارة الإنسانية المعاصرة ، ودراسة عوامل نهوض الحضارة العربية الاسلامية وسرعة انتشارها وعوامل انكسارها وانحسارها وسبل تجديدها وإحيائها والبناء عليها. وشدد المؤتمر على أهمية تعزيز روح الانتماء للتراث الحضاري العربي والإسلامي، وتبنى مشاريع الشباب في مجال الاختراعات لتأسيس حضارة عربية إسلامية معاصرة تقوم على عطاء شباب الأمة وتنمية طاقاتها الإبداعية، فضلا عن أهمية توجيه الجامعات والمعاهد العلمية في مصر والخارج إلى إجراء بحوث الماجستير والدكتوراه حول الحضارة العربية الاسلامية بكل جوانبها وفنونها وتراثها الحضاري . ودعا العلماء الجمعية العربية للحضارة والفنون الاسلامية للتفكير في تنظيم برامج سياحية علمية للعلماء وأساتذة الجامعات داخل العالم العربي وخارجه للتعرف على التراث الحضاري الإسلامي.