النفس أمّارة بالسوء.. وهي أمارة بالخير أيضا، وأنفسنا وعاء أعمالنا.. نجمع فيها ما نريد.. والعاقل من درب نفسه على أن تكون صافية نقية تبتعد عن السوء ومصارعه، ومن استطاع كبح جماح نفسه بعيدا عن الشر والخبث والحقد والضغينة والحسد سيعيش حياة سعيدة هانئة، وسيرتاح من أعباء الشر والسوء اللذين من الممكن أن تجنح لهما نفسه. من يعمل بجد وإخلاص لا ينظر إلى ما يحققه الآخرون من نجاح.. وإذا نظر ينظر بعين الخير والمحبة.. بعيدا عن الغل والحقد والحسد.. أما قليلو الحيلة ممن لا يملكون في الدنيا سوى السوء والظن وسلاطة اللسان وقصر الأفعال.. فطريقهم الأمثل إحباط الآخرين وانتقادهم وتهميش فعلهم وأعمالهم. هناك البعض ممن تعرضوا للفشل في حياتهم بشكل أو بآخر.. فشل اجتماعي أو عاطفي أو استثماري أو اقتصادي أو أدبي، أو في أي مجال من المجالات.. والحقيقة أن جميعنا معرضون للفشل بكافة أنواعه وصوره وأشكاله.. لكننا نختلف عن بعض بمدى قدرتنا في التعامل مع هذا الفشل ومقاومته أو تحويله إلى عامل ايجابي في حياتنا بدل أن يكون عاملا سلبيا، فالعاقل من يعتبر الحالات الفاشلة في حياته خطوات تقوده لطريق النجاح، والأعقل من يمحو كلمة الفشل من حياته، ويعتبرها عثرات من الممكن تخطيها واستكمال مشوار الحياة. لو نظرنا في سيرة حياة العلماء والمخترعين والناجحين ممن سطروا أروع الأمثلة في النجاحات المختلفة بحياتهم، سنجد أنهم مروا بعثرات كثيرة حتى حققوا النجاح الذي وصلوا إليه.. انظر حولك إلى كل تلك الاختراعات التي نتمتع بها اليوم وفكر كيف استطاع أصحابها تحقيقها والوصول إلى نتائج مثالية بها، لولا المرور بعثرات متتالية، لكنهم تعاملوا مع تلك العثرات بذكاء دون إحباط أو يأس أو انكماش على الذات، وزادتهم تلك العثرات إصرارا وعزيمة حتى وصلوا إلى ما يسعون له.. أنت كذلك.. لا تحزن وتيأس من بعض العثرات في حياتك، ودائما اعمل على تخطيها، والاستفادة من الأخطاء التي ارتكبتها، ودائما تذكر أن الغلطة الأولى ليست خطأ.. يقع الخطأ بالتكرار، فتعلم من أخطائك وتجنب السلبيات التي من الممكن أن تخترق جدار نفسك فتجعلك غير قادر على الحركة والتفكير والإبداع.. وتذكر دائما أننا نحقق ما نتمناه عندما نريد ذلك بالفعل، وعندما نجد ونجتهد في تحقيقه، وحاول قدر الإمكان الابتعاد عن المحبطين والمتشائمين، واملأ حياتك بالفرح والانطلاق والعزيمة والإصرار.. وردد دائما بأني سأحقق ما أتمناه لأني أريد تحقيقه.. وأني قادر على ذلك.. ودمتم سالمين. نقلا عن " الرياض " السعودية