رغم جميع التوترات بين الصين، والولاياتالمتحدة لاسيما فيما يخص بحري الصين الجنوبي، والشرقي فقد كشفت بعض وسائل الإعلام الصينية عن قيام وفد يضم 27 ضابطا من البحرية الأمريكية بزيارة حاملة الطائرات الصينية الوحيدة "لياونينج" أمس الأول. ومن الواضح أنه كان هناك نوع من التكتم بشأن الزيارة في البدء لكن في وقت متأخر من مساء أمس أذاع تليفزيون الصين المركزي الخبر، وذكر أن الهدف من الزيارة هو تبادل الخبرات بين الجانبين حول نظم التدريب، والرعاية الصحية، واستراتيجيات التطوير فيما يخص حاملات الطائرات. ونشرت اليوم صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية تعليقا لتشانج جون شي الباحث بالمعهد الصيني للبحوث البحرية عن الزيارة وصف فيه استضافة (لياونينج) لضباط بحرية أمريكيين باللفتة التي تدل على الشفافية، والثقة، والإخلاص من جانب الصين. وأعرب عن اعتقاده بأن الزيارة بوسعها أن تساعد في تقوية التفاهم، والثقة المتبادلة بين البلدين، وأن تكون خطوة مهمة في اتجاه تطبيق فكرة الرئيس الصيني شى جين بينج حول بناء نمط جديد للعلاقات بين القوى الكبرى في العالم، وهي الفكرة التي كان شي، ونظيره الأمريكي باراك أوباما قد توصلا إلى توافق بشأنها عند لقائهما خلال رحلة الرئيس الصيني إلى الولاياتالمتحدة في الشهر الماضي. وتعتبر زيارة الوفد الأمريكي للياونينج يوم الاثنين ثاني لقاء على مستوى ثنائي بين ضباط البحرية من كلا البلدين هذا العام حيث إن وفدا صينيا يضم 29 ضابطا بالبحرية قد زار الولاياتالمتحدة في شهر فبراير الماضي، وناقش الجانبان استراتيجياتهما للبحث، والإنقاذ، ومكافحة الإرهاب. ووفقا لتشانج" فإن هناك حاجة حقيقية لزيادة مثل تلك التبادلات التي من المفترض أن تتضمن كذلك تدريبات مشتركة، واتصالات بين الجامعات، والأكاديميات العسكرية، وكبار الضباط من البلدين". وأوضح تشانج أن الجانبين ناقشا خلال لقاء أمس الأول وزيارة فبراير "المدونة الخاصة باللقاءات البحرية غير المدرجة بالخطط"، واصفا تناولهما لهذا الموضوع بالخطوة الإيجابية التي من شأنها أن تساعد على منع سوء الفهم، والتقدير فيما يخص قضية بحر الصين الجنوبي. من جهته، قال الخبير العسكري الصيني المعروف لى جيه" إن التفاهم، والثقة لا يمكن أن يتحققا في يوم واحد أو خطوة واحدة، ناصحا كلا من الصين، والولاياتالمتحدة بأن يقوما بمثل تلك التبادلات بشكل منتظم خاصة في المجالات المتعلقة بالمعدات العسكرية، والتكنولوجيا، والاستراتيجيات..مؤكدا أن فعل هذا سيساعدهما كثيرا على تكوين رؤية شاملة أفضل لبعضها البعض".