اختيار 3 نواب بتنسيقية الأحزاب في هيئات مكاتب لجان مجلس الشيوخ    التنسيقية تشارك في فعاليات الاحتفالية الكبرى "وطن السلام"    رئيس «دينية الشيوخ»: تجديد الخطاب الديني على رأس الأولويات    البابا تواضروس يتلقى تقارير رسمية عن الخدمة الروحية في أيرلندا وقبرص ولندن (صور)    عاجل- هبوط في أسعار الذهب اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025 مع استقرار نسبي في السوق المحلي    رئيس جامعة الوادي الجديد يشارك في احتفالية "وطن السلام" بالعاصمة الإدارية    وزير الخارجية يبحث مع نائب الرئيس الفلسطيني تحضيرات عقد مؤتمر التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة    الكرملين: ترامب هو الذي تحدث عن تعليق قمة بودابست وبوتين أيّده    تجهيز 35 شاحنة إماراتية تمهيدًا لإدخالها إلى قطاع غزة    مستوطنون يهاجمون المزارعين ويسرقوا الزيتون شرق رام الله    روزا والبيت الأبيض!    مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين جراء هجمات روسية على منطقة خاركيف    مايلي يقود هجوم بيراميدز أمام التأمين الأثيوبي    ترتيبات خاصة لاستقبال ذوي الهمم وكبار السن في انتخابات الأهلي    متى تقام مباراة توتنهام هوتسبيرز ضد ايفرتون والقنوات التي تتولى نقلها    أول تعليق من سعد الصغير بعد تأييد حكم حبسه 6 أشهر في قضية حيازة المخدرات    «برودة وشبورة».. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا الاثنين 27-10-2025 وتوقعات درجات الحرارة    أموال المخدرات.. حبس المتهم بقتل زوجته بتعذيبها وصعقها بالكهرباء في الإسكندرية    تأجيل محاكمة 6 متهمين بخلية داعش المعادي لجلسة 15 ديسمبر    نقابة الصحفيين تعلن بدء تلقى طلبات الأعضاء الراغبين فى أداء فريضة الحج    أحمد مجاهد: معرض القاهرة الدولي للكتاب يحتفي بالمبدع إبراهيم نصر الله في لقاء فكري    تامر حبيب يهنئ منة شلبي وأحمد الجنايني بزواجهما    «بينشروا البهجة والتفاؤل».. 3 أبراج الأكثر سعادة    كنز من كنوز الجنة.. خالد الجندي يفسر جملة "حول ولا قوة إلا بالله"    وزير الصحة يتفقد مجمع السويس الطبي ويوجه بسرعة الاستجابة لطلبات المواطنين    خالد عبدالغفار: قنا على رأس أولويات خطة الدولة للارتقاء بالبنية الصحية    مساعد وزير الثقافة يفتتح مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية    مدير الكرة بالزمالك يحذر شيكو بانزا من إثارة غضب الجماهير    كيف تتعاملين مع إحباط ابنك بعد أداء امتحان صعب؟    لتطوير برامج اللغة العربية.. "الشارقة للتراث" يعزّز التعاون الأكاديمي مع جامعة تشيجيانغ الصينية    الرئيس الفلسطيني يصدر قرارًا بتولي نائبه رئاسة فلسطين حال خلو منصب الرئيس    نائب محافظ المنوفية يتابع نسب إنجاز منظومة تقنين الأراضي أملاك الدولة    الحضور الرسميون فى مئوية روزاليوسف    الشوربجى: الصحافة القومية تسير على الطريق الصحيح    وزيرا الخارجية والعمل يناقشان الهجرة والعمالة المصرية بالخارج    وزير العمل: إجازة للقطاع الخاص بمناسبة افتتاح المتحف الكبير.. السبت    الموعد والقنوات الناقلة لمباراة ريال مايوركا وليفانتي بالدوري الإسباني    حسام الخولي ممثلا للهيئة البرلمانية لمستقبل وطن بمجلس الشيوخ    رئيس الوزراء يستعرض الموقف التنفيذي لأبرز المشروعات والمبادرات بالسويس    محافظ الجيزة: صيانة شاملة للمسطحات الخضراء والأشجار والمزروعات بمحيط المتحف المصري الكبير    خاص| إجراءات قانونية ضد مدرسة خاصة استضافت مرشحة لعرض برنامجها الانتخابي في قنا    الأهلي يشكو حكم مباراة إيجل نوار ويطالب بإلغاء عقوبة جراديشار    مصدر من الأهلي ل في الجول: فحص طبي جديد لإمام عاشور خلال 48 ساعة.. وتجهيز الخطوة المقبلة    الرياضية: اتحاد جدة يجهز لمعسكر خارجي مطول في فترة توقف كأس العرب    وزير المالية: «بنشتغل عند الناس.. وهدفنا تحسين حياتهم للأفضل»    حصاد أمني خلال 24 ساعة.. ضبط قضايا تهريب وتنفيذ 302 حكم قضائي بالمنافذ    محافظ المنوفية يقرر استبعاد مدير مستشفى سرس الليان وإحالة 84 عاملا للتحقيق    عمرو الليثي: "يجب أن نتحلى بالصبر والرضا ونثق في حكمة الله وقدرته"    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم 26 اكتوبر وأذكار الصباح    هيئة الرقابة المالية تصدر قواعد حوكمة وتوفيق أوضاع شركات التأمين    الكشف على 562 شخص خلال قافلة طبية بالظهير الصحراوى لمحافظة البحيرة    د. فتحي حسين يكتب: الكلمة.. مسؤولية تبني الأمم أو تهدمها    بحفل كامل العدد.. صابر الرباعي وسوما يقدمان ليلة طربية في ختام مهرجان الموسيقى العربية    تداول 55 ألف طن و642 شاحنة بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    ترامب يبدأ جولته الآسيوية بحركات راقصة في مطار ماليزيا    مواقيت الصلوات الخمس في مطروح اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    مصرع شخص في حريق شقة سكنية بالعياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أربعة استجوابات برلمانية فقط فى عهد عبد الناصر !
نشر في محيط يوم 20 - 10 - 2015

استجواب يسحب بشكل غامض ..والوزير يؤكد الحكومة لا تخفى شيئا
ضحايا مرض السل فى مصر أكثر من ضحايا العدوان الثلاثى
مستشفى الأمراض الصدرية بالجيزة تغرق فى المجارى
الدولة تقدم 8 الآف سرير فقط ل 300 ألف مريض بالدرن
رغم وجود الميزانية الدولة تتكاسل فى بناء المستشفيات التى وعدت بها
خطابات المرضى لوزير الصحة : " الرحمة يا وزير الرحمة "
الوزير ينفى الإهمال و يقول " المرضى حساسين بزيادة " !
أربعة استجوابات برلمانية فقط شهدها عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، فى الفترة من 23 يوليو 1957 إلى 10 فبراير 1958 !
و عرض إيهاب شام فى كتابه " أشهر الاستجوابات البرلمانية من عصر الملك فؤاد الأول إلى عصر مبارك " لأهم تلك الاستجوابات ، و ما تعكسه من دلالات على قوة البرلمان من ضعفه فى هذا العصر ، و عدد الاستجوابات القليلة هنا تثير الاستغراب ، فهل كما لم يسمح بأى معارضة للثورة و قادتها ، لم يكن يسمح للبرلمان بأن يعلو صوته !
أما عن الاستجوابات الأربعة التى شهدهم هذا العهد فهم : استجواب لوزير السياحة حول أحد مصانع الألبان ، و استجواب لوزير التموين عن سياسة الوزارة من تصنيع علف الماشية ، و استجواب لوزير الدولة للإصلاح الزراعى عن الوسائل التى اتخذت لحماية أموال مديرية التحرير ، بينما أهم استجواب فهو استجواب لوزير الصحة عن مستشفى الأمراض الصدرية فى الجيزة و ما يحدث فيها من إهمال .
و العجيب أن الاستجواب الخاص بوزير الدولة للإصلاح الزراعى تم سحبه ، و هو ما أعده بعض النواب غامضا ، و قال الوزير أمام البرلمان : الاستجواب هو اتهام يوجه إلى أحد الوزراء ، وأعتقد أن العدالة تقتضى بتمكين الوزير من دفع هذا الاتهام ، و بسحب العضو استجوابه ، لا يعطى للحكومة فرصة الإيضاح ، لأن فى رأينا لا وجود لهذا الاستجواب ، لأن موضوعه اقتراح بقانون يملك المجلس وضعه ، فلا يصح لعضو أن يستجوب وزير عن قانون يستطيع هو أن يضعه باقتراح يتقدم به للمجلس ، و هو من صميم عمله التشريعى .
و أكد الوزير أنه لا يوجد سر فى مديرية التحرير ، يهم الحكومة أن تخفيه ، و أن سحب الاستجواب ليس له علاقة بالحكومة و أنها مستعدة لمناقشته ، وقال أحد النواب أن سحب الاستجواب يعد غامضا ، و كان على المستجوب أما أن يتقدم بسؤال فإن لم يقتنع بالإجابة ، فيتقدم باستجواب .
الإهمال والمجارى يحاصرون المرضى
أما عن أهم الاستجوابات التى ناقشها البرلمان فى هذا العهد ، فكان استجواب وزير الصحة نور الدين طراف بشأن مستشفى الأمراض الصدرية بالجيزة ، و كان مقدم الاستجواب هو النائب محمد أبو الفضل الجيزاوى .
و كان موضوع الاستجواب هو الحالة السيئة التى وصلت إليها المستشفى التى تغرق وسط المجارى و البرك و الذباب ، و يعوزها الأجهزة و نقص الفريق الطبى و سوء الأغذية المقدمة للمرضى الذين يعد أغلبهم من العمال الفقراء الذين تخلت عنهم المصانع دون مكافأت أو علاج .
و استعرض الجيزاوى أحوال مصر تحت مرض السل أو الدرن ، و التى بلغت نسبة ضحاياه أكبر من ضحايا العدوان الثلاثى الغاشم الذى استشهد فيه ما بين 5 إلى 6 آلاف ، بينما يموت كل عام حوالى 30 ألف مصرى من مرض الدرن ، الذى يبلغ عدد المصابين به حوالى 300 ألف مريض ، و فى الوقت الذى يجب أن تكون هناك مستشفيات معدة لاستقبالهم و علاجهم ، و 300 ألف سرير لهم بالمستشفيات ، لا توفر وزارة الصحة سوى 8566 سريرا .
كما تساءل العضو عن السبب وراء عدم استكمال المجلس الدائم للخدمات ، لثلاث مصحات كبيرة تسع كل منهم 500 سرير ، فلم يبنى سوى واحدة فقط فى الجيزة - و هى محل الاستجواب - بعد تدمير مصحة هايكستب بسبب العدوان الثلاثى ، بينما لم تبنى مصحة المرج و لا مصحة المعمورة ، و كان يفترض أن يكونوا جاهزين للعمل فى 1956 ، رغم وجود الاعتمادات اللازمة !
أما مستشفى الأمراض الصدرية بالجيزة و التى تكلفت 120 ألف جنيه ، فرأى النائب أن موقعها لا يتناسب مع مرضى الصدر ، فهو موقع رطب حيث يقع على القرب من ترعة الزمر ، و يقع بعيدا عن المواصلات بثلاثة كيلو ، و المريض يتأثر بهذا المجهود ، و بسبب تصميم المبنى المعتمد على " نوافذ الكريتال " تجعل المستفى شديدة الحرارة صيفا ،و شديدة البرود شتاءا ، فيضطر المرضى لمغادرة عنابرهم للمبنى القديم طلبا للتدفئة .
و عن غرفة العمليات فهى تفتقر الكثير من الأجهزة ، و هناك نقص كبير فى الأدوية و الممرضات و الأطباء ، و التغذية المقدمة سيئة ، رغم حاجة المريض لتغذية جيدة للتغلب على المرض ، و المصعد الذى لا يعمل ، و يضطر مرضى الصدر صعود 5 طوابق على أرجلهم .
والمشفى تقبع بين برك و مستنقعات المجارى ، حيث اعتمدت الوزارة مشروع البيارات رغم تأثيرها ترشيحها على المبانى بدلا من مشروع المجارى ، و ذلك لأن التكلفة أقل ، و هو ما أثر على قدرة المشفى على استقبال المرضى ، فتستقبل من 300 إلى 350 مريض فقط بدلا من 500 ، بسبب مشكلة المجارى و عدم إمكانية تصريف المياه ، و برغم قيام العربيات بنزح البيارات و لكن البرك و المستنقعات مازالت قائمة ، و عندما قام الوزير بزيارة المشفى غطت الإدارة تلك البرك بالرمال .
المصحة القديمة
كما أثار العضو مشكلة المصحة القديمة التى ظل المرضى يفضلونها عن المستشفى رغم أنها مبنية بالطوب النيى و مسقوفة بألواح من الخشب و ثقوب الجدران التى تزيد المريض مرضا ، و قام الجيزاوى بزيارة تلك المصحة ليستقبله عاصفة من الذباب ، لم تسلم منها غرفة المدير نفسه ، و هو يعد أمر خطر و مصدر عدوى ، و لا يمر الأطباء على المرضى سوى مرة واحدة كل عشرين يوما .
و عرض الجيزاوى لأحد حالات الإهمال فى هذا المصح حيث توفى ينزف ، و لم يسعفه أحد ، و رفض أحد الأطباء إسعافه بحجة أنه ليس الطبيب النوبتجى ، و عندما قدم المرضى بلاغا فى المشفى ، اضطهدهم الأطباء !
المرضى يطلبون الرحمة
كما عرض النائب جوابات المرضى التى تستنجد من الإهمال الحادث ، و قال المرضى أن أثناء زيارة الوزير للمشفى غطت الإدارة المستنقعات و برك المجارى بالرمال التى كلفت المصلحة 9 جنيهات ، و لكن الروئح النفاذة لم يستطيعوا أن يغطوها و الذى يتنفسها المريض صباحا مساءا ، كما شكوا للوزير إهمال الأطباء و الممرضات ، و كتبوا فى خطابهم " يا وزير الرحمة ، المرضى يطلبون منك الرحمة " .
و شكا المرضى من إخراجهم من المشفى قبل إكمال علاجهم ، لذا يضطروا للعودة إليها عدة مرات ، و هذا ما يكلف خزانة الدولة أكثر مما لو استمر المدة اللازمة لعلاجه
و قال أحد المرضى : " لكى يسعدك الحظ و تمنح سريرا فى هذه المصحة العجيبة ، يجب أن تتخذ طريق الوساطة أو الرشوى ، أو عليك أن تنتظر شهورا لكى تحيلك المستوصفات إلى هنا ، و هذا لا يحدث إلا بأمر الوزارة " !
الوزير ينفى كالعادة
أما عن رد وزير الصحة ففى البداية لام المستجوب أنه لم يتصل به أولا لكان أوضح له كل ذلك دون حاجة لاستجواب ،ورأى أن موقع المشفى لا عيب فيه ، مستشهدا أن فى سويسرا يبنون المستشفيات فى الجبال !
و أقر أن تجهيز المشفى لم يستكمل نهائيا ، بسبب الغارة الجوية التى اصابت مشفى ألماظة ، و التى اضطروا لتسكين مرضاها فى مستشفى الجيزة ، أما موضوع المجارى فرأى أنه مجرد خلاف فنى ، و أن قسم الملاريا يقوم بالرش لمنع توالد الذباب ، و أكد أن البيارات تكسح يوميا ، و أنه طلب من وزير المالية فتح اعتماد إضافى لعمل المجارى بالمشفى .
ورأى أن وجبات الغذاء كافية ، و هناك رقابة لمنع التلاعب فى توزيعها ، كما رأى أن الأجهزة كافية ، و إدارة المستشفى بأطبائها و ممرضيها كافيين فالمشى لديها 15 طبيب و 4 حكيمات و 30 ممرضة !
أما عن شكوى المرضى من إهمال الأطباء و الممرضات ، فرأى الوزير الموقر أن مرضهم جعل خلقهم ضيقا و أكسبهم حساسية خاصة ، فأصبحوا يتألمون من أى معاملة و لو كانت عادية !!
و أكد الوزير أن الشرطة تحقق فى قضية المرض الذى مات نزفا ، و إن ثبت التقصير ، سيلقى صاحبه جزائه .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.