"كبش الفداء..تاريخ لوم الآخرين" كتاب جديد لشارلى كامبل قد يساعدك فى التوقف عن اللعبة التاريخية المستمرة منذ فجر الانسانية. وعن لعبة القاء اللوم على الآخرين او البحث عن كبش فداء-يقدم شارلى كامبل عرضا بانوراميا ونظرة شاملة لهذه النزعة الانسانية الممتدة عبر التاريخ فيما يطرح امثلة طريفة عن هذه اللعبة التاريخية التى يمارسها الانسان مع اخيه الانسان دون ان يتوقف فى اغلب الأحوال لالقاء اللوم على نفسه.
ودون ان يتخلى عن الطرافة او يقع فى فخ الوعظ المباشر-يهمس المؤلف لقارىء الكتاب بأن عليه ان يتذكر دوما بأنه اكبر عدو لنفسه فيما تحلى شارلى كامبل بالواقعية التى تقنعه بأن اغلب البشر ليس بمقدورهم الاستماع لنصيحة كهذه والتوقف عن اللعبة الأبدية فى القاء اللوم على الآخرين او البحث المستمر عن كبش فداء لأى مشكلة.
ويستخدم كامبل مفردة دالة لتشخيص هذه النزعة الانسانية وهى "الصمم" موضحا ان الكثير من البشر يعانون من صمم انسانى يحول دون سماع صوت الحقيقة وهى حالة مستمرة منذ بدء الخليقة كما انها تعبر عن حاجة انسانية عميقة وشاملة فى التطهر والتكفير عن الذنوب والخطايا بأسهل الطرق واقلها ايلاما وهى البحث عن كبش فداء او شخص اخر يتحمل وزر هذه الذنوب والخطايا.
غير ان المؤسف فى الأمر كما يلاحظ مؤلف الكتاب ان هذه اللعبة التاريخية تسببت فى خسائر فادحة للانسانية فهى على سبيل المثال تحول فى كثير من الأحيان دون اتقان العمل فى الوقت الذى يجد فيه الشخص الكسول او المقصر فى عمله كبش فداء بسهولة ليحمله مسؤولية التقصير.
وبرؤية اكثر تعمقا يشير شارلى كامبل الى تجليات ومظاهر ثقافية للعبة القاء اللوم فيتحدث عن المفكر كارل ماركس الذى جعل الرأسمالية كبش فداء لكل خطايا البشرية واخطائها كما يشير لحالة المحلل النفسى الأشهر فرويد الذى حمل الجنس فوق طاقته وجعله سببا لقضايا اكثر تعقيدا من حصرها فى هذه الدائرة على اتساعها بل ان هناك من يحمل النجوم والأبراج اوزارا قد تكون بريئة منها!.
ويعتبر المؤلف المرأة كبش الفداء السهل للرجل فى لعبة القاء اللوم على الآخرين والبحث عن كبش فداء وهى قضية نالت حيزا كبيرا فى الكتاب .
ويخلص شارلى كامبل الى ان قلة قليلة من البشر هى التى تتمتع بالشجاعة للاعتراف بأنها المسؤولة عما حاق بها من مشاكل او مصائب وان متاعبهم من صنع ايديهم قبل ان تكون من صنع الآخرين ومن ثم فان عليهم القاء اللوم على انفسهم بدلا من البحث عن كبش فداء