شهدت كلية الآداب جامعة طنطا قسم "التاريخ" اليوم الاثنين، مناقشة رسالة دكتوراه بعنوان "الدور الحضاري للعميان في المشرق الإسلامي" للباحث "جمعة محمود"، كفيف البصر، تحت إشراف لجنة مكونة من "أ.د /عطية أحمد القوصي، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلاميه بقسم التاريخ جامعة القاهرة (رئيسا وعضوا مناقشا)، وأ.د/ حسام أحمد مختار العبادي, أستاذ التاريخ والحضارة الإسلاميه المساعد بقسم التاريخ كلية اداب جامعة الاسكندرية (عضوا مناقشا)، وأ.د/أحمد عبد السلام ناصف, أستاذ التاريخ والحضارة الإسلاميه المساعد بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة طنطا (مشرفا وعضوا)". وبعد المناقشة والمداولة، قررت لجنة الحكم، منح الباحث "محمود جمعة دبل" درجة الدكتوراه في الفلسفة والآداب بقسم التاريخ الإسلامي بمرتبة الشرف الثانية في الرسالة المقدمة منه وعنوانها "الدور الحضاري للعميان في المشرق الإسلامي". وفي لقاء خاص ل"محيط" مع صاحب الرسالة "د. جمعة دبل" قال إنه كان موفقا في اختيار موضوع الرسالة بمساعدة لجنة الإشراف، مشيرا إلى أن "المعاقين" كانو مهمشين في الفترة الأخيرة وهذه الرسالة بمثابة انتصار كبير لهم في هذا التوقيت وخاصة "المكفوفين". وعن الهدف من "الرسالة" قال "دبل" إنها تثبت أن "العميان" كان لهم دورا بارزا في القرون الأولى في الإسلام ولم يهمشوا واهتم بهم النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم والصحابة والخلفاء والأمراء وكبار الدولة الإسلامية.. وتابع: "فالكثير منهم نبغ في بعض العلوم ولم يقلوا عن الأصحاء بل تفوقوا عليهم في بعض المجالات فهناك من نبغ في مجال الدعوة الإسلامية ونشر العلم ك(عبدالله بن مكتوم)، الذي استخلفه الرسول ليحل محله في غزواته.. وأيضا هناك عبد الله بن الحسين المعروف ب(أبو البقاء العكبري) برع في علوم النحو والحساب، وغيرهم من العلماء العميان الذين نبغو في العلوم الطبيعية كالفلك والفلسفة والحساب وعلم النحوم والطب، وغيرها من العلوم". وأوصى الباحث في كلامه بأن تهتم الدولة الحديثة بشريحة "العميان" وغيرهم من متحدي الإعاقة في كافة نواحي الحياة، وإعطائهم الفرصة كاملة لإثبات ذاتهم في كافة المجالات، لكي يعيد التاريخ نفسه من جديد. ومن باب العرفان ورد الجميل، لم ينسى الباحث أن يوجه الشكر لكل من ساعده وساهم معه في هذا الإنجاز العلمي الكبير بهذه الكلمات: "أشكر كل من ساهم وساعد وشارك في إعداد وإتمام هذه الرسالة بداية من جمعية نداءات الرحمن مرورا وختاما بجمعية رسالة فرع طنطا ومديرها التنفيذي عبد العزيز السعيد ونشاط المكفوفين بقيادة تامر عبد الرحمن مسئول النشاط، وكل المتطوعين اللذين لم يبخلو علي بالوقت والجهد وإخلاصهم الكبير معي لإتمام هذه الرسالة". واستكمل: "أشكر أهلي وأقربائي اللذين بذلوا معي الكثير وعلى رأسهم أخي أ/ محمود دبل والدكتور علاء دبل وأ/ عادل أبو الهيثم وزوجتي الحبيبة التي لم تشعرني يوما بغيابي طول فترة الرسالة وتحملت معي الكثير فجزاهم الله عني خير الجزاء وكل من شرفني من زملائي وأحبائي المكفوفين والمبصرين من مختلف المحافظات".. وشكر خاص لصديقي (إبراهيم بسيوني) على مجهوداته الكبيرة في تخليص وإنهاء الأوراق الرسمية المطلوبة ومتطلبات مركز الطباعة، ومتابعة تنسيق وطبع الرسالة.