تمكن الشباب من الظهور بشكل لافت في فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح التي تختتم فعالياتها بعد غد حيث قادوا أعمالا لاقت استحسانا كبيرا في فعاليات المهرجان. وذكر المركز الإعلامي للمهرجان أن مخرجي المسرح من أجيال مختلفة وتحديدا من الشباب كانوا العنصر الأكثر بريقا في دورة هذا العام إذ نافس مخرجون شباب كبار المخرجين في هذه الدورة، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط". وقال المخرج الشاب جرجس ميلاد مخرج عرض "هردبيس" الذي يخوض تجربته الأولي في منافسات المهرجان" إن المهرجان أسهم بشكل فعال في اكتشاف خريطة الحركة المسرحية في مصر". وأضاف ميلاد " كنت أسمع أو اقرأ أخبارا عن بعض الفرق من الهواة والمستقلين، وفرق الثقافة الجماهيرية لكن المهرجان أتاح لي للمرة الأولى مشاهدة أعمالهم، والالتقاء بهم وجها لوجه، وأستطيع القول دون مبالغة إن تواجدي في المهرجان جعلني اكتشف خارطة الحركة المسرحية في مصر". من جهته، قال المخرج الشاب عمر الشحات "إن المشاركة في المهرجان القومي كانت حلما بالنسبة له معتبرا أن هذه الدورة هي الأقوى في تاريخه على الإطلاق" بدوره، اعتبر المخرج محمد مرسي أن المنافسة هذه المرة أصعب وأعلى فنيا ومسرحيا، لتميز العروض المتنافسة بالقوة والمستوى الراقي. ورأى المخرج محمد عمران أحد ممثلي المسرح الجامعي في المنافسات أن المهرجان هذا العام "دورة النضج" واكتمال مقوماته كحدث وفعالية مسرحية، مهمة ومفيدة لكل من شارك فيها، مشيرا إلى أنه شاهد كل عروضه تقريبا ووجدها متميزة. من جهته، اعتبر المخرج مازن الغرباوي أن المنافسة في هذه الدورة شرسة جدا.. وقال" إن هناك 25 عرضا قادرة على التنافس على الجوائز، رغم تنوع ألوانها وأطرها الفنية". وأشار المخرج محمود طنطاوي إلى أن المهرجان يعتصر الحركة المسرحية في مصر، ما بين قطاع عام وهواة ومستقلين وشركات وجامعات، ويقدم "الخلاصة" في أسبوعين يمثلان أياما مهمة لكل مسرحي. وتوقع المخرج محمد جبر أن تعاني لجنة التحكيم لتختار الفائز بجائزة المخرج الصاعد، لوجود عشرات الأعمال التي تحمل توقيعات مخرجين شباب وكلها تمتاز بالجودة والابتكار. ووصف المخرج يس الضوي المهرجان بأنه "ترمومتر المسرح المصري" والمؤشر على مستواه وتوجهاته.. وقال إن أهم مميزات هذه الدورة أنها جعلت الجمهور يخطو "ببطء" مرة أخرى نحو المسرح بعد قطيعة طالت. وشهد المخرج حسن النجار، وهو من دمياط، ب "فضل" المهرجان على مخرجي الأقاليم، إذ يتيح لهم فرصة الاحتكاك والمنافسة. وقال المخرج مناضل عنتر إن المهرجان فرصة لكل مسرحي يريد تطوير ذاته من خلال مشاهدة الآخرين، والاحتكاك مع أجيال مختلفة، معتبرا أن الدورة الحالية "فارقة" كونها تضم ألوانا مسرحية عديدة وجديدة على المشهد المسرحي. من جانبه، قال رئيس المهرجان القومي للمسرح المخرج ناصر عبد المنعم" إن النتائج التي تتجلى أمام أعيننا من الدورة الثامنة للمهرجان، تجعلنا نشعر بسعادة غامرة". وأضاف" عندما أرى مئات الشباب يتزاحمون أمام أبواب المسارح ليلحقوا بأحد العروض أشعر بالفخر، وعند التحضير لدورة هذا العام وضع القائمون عليها في أذهانهم هدف استعادة الجمهور، فأتت فكرة ضرورة استمرار إتاحة العروض مجانا، وكنا نتوقع في أكثر تقديراتنا تفاؤلا أن تمتلئ المسارح بمعدل يترواح ما بين 50 إلى 75 في المائة، لكننا فوجئنا بامتلاء المسارح بالجمهور عن آخرها في أغلب العروض." وأشار إلى أن الجمهور الغفير معظمه من الشباب ما يظهر أنه متعطش لفن المسرح، ولأعمال راقية تخاطب وعيه لا غرائزه، مضيفا "حتى عندما ارتبك التنظيم بسبب الزحام كنا سعداء لأن كل شاب يشاهد مسرحا، هو رصيد لصالح المستقبل، وعقل يخطو بعيدا عن التطرف والإرهاب والتكفير". وقال إن مشاركة الشباب كانت متميزة، وكانت الملاحظة الأساسية لكل من تابع المهرجان هي هذا الكم من الشباب المبدع من الجامعات والهواة والمستقلين الذين قدموا عروضا رائعة بإمكانيات بسيطة، وأنفقوا على عروضهم التي نافست أكبر الجهات الإنتاجية. وأشار إلى أنه شاهد معظم العروض الشبابية، وشعر بالانبهار، من الشباب المبدع الذي يتحدث لغة عصره ويعبر عن نفسه في بساطة وابتكار مدهش. وقال إن الثقافة المصرية والمسرح المصري خرجا رابحين من هذه الدورة، وأهم المكاسب هم هؤلاء الشباب المبدع، والجمهور الذي عاد للمسرح. وقال مدير المهرجان القومي للمسرح الفنان فتوح أحمد إنه بخلاف كون المهرجان هو"العيد السنوي" لفن المسرح المصري حيث يلتقي جميع عشاق هذا الفن الراقي من أنحاء مصر، ومن مختلف التيارات الفكرية والفنية، ومن كل الأجيال تحمل هذه الدورة طابعا خاصا حيث تحلق معنا وحولنا أرواح الكثير من نجوم وعشاق المسرح الذين أعطوه أعمارهم عن طيب خاطر فمنحهم الخلود. وأضاف "حملت الدورة اسم الراحل خالد صالح، واختير النجم نور الشريف كشخصية المهرجان، وتم تكريم أسماء شهداء حادث بني سويف، في الذكرى العاشرة للحدث، وأقيمت ندوات تكريمية لهؤلاء الراحلين، وكانوا حاضرين بأعمالهم وتراثهم في أروقة المهرجان ووسط شباب مبدعيه". وأشار إلى أنه تلقى العديد من التعليقات الإيجابية من مسرحيين كبار، تخص التواجد الشبابي اللافت في المهرجان، وقال " لقد قدم عدد كبير من الشباب أفكارا مدهشة وعروضا ناجحة بإمكانيات مادية ضعيفة، وهناك عرض مسرحي لفريق كلية تجارة جامعة الزقازيق تكلفته الإجمالية ستة آلاف جنيه وأغلب الممثلين فيه يقفون على خشبة المسرح لأول مرة، ورغم ذلك ينافس عروضا من إنتاج الدولة وأخرى لجامعات خاصة". وشهدت فعاليات المهرجان القومي للمسرح في دورته الثامنة أمس عرض أربع مسرحيات تتنوع ما بين الكلاسيكي والارتجالي والرقص المعاصر. وعلى قاعة زكي طليمات بمسرح الطليعة، التقى الجمهور ومعالجة جديدة لنص ميخائيل رومان الشهير "الدخان" قدمها المخرج محمود طنطاوي وفرقة مسرح كلية الألسن إحدى فرق الجمعية المصرية لهواة المسرح. وقدمت فرقة مسرح في كل مكان من إنتاج صندوق التنمية الثقافية العرض المسرحي "الأمير" عن سيرة وحياة الأمير طاز بمركز إبداع قصر الأمير طاز إخراج محمد مرسي وتأليفه بمشاركة شريف الدسوقي، ومحمد عبدالهادي في واحدة من تجارب مسرحة المكان. وقدمت فرقة "ناس" للمسرح الاجتماعي عرضها الارتجالي "ملابس داخلية" على مسرح الميدان بساحة الأوبرا من إخراج محمد عادل وتأليف جماعي لفريق العمل. وعلى مسرح الجمهورية بشارع الجمهورية، قدمت فرقة الرقص المسرحي الحديث العرض المسرحي "الفيل الأزرق" عن رواية أحمد مراد إخراج مناضل عنتر.