قال وحيد حامد، الكاتب والسيناريست، إن مصر لم تتغير كثيرا، وإن المئات من أصحاب الرأي في الدولة صرخوا مثلما صرخ وربما أكثر، ولكن يبدو أن أجيال المسؤولين الذين يتعاقبوا علينا لا يسمعون ولا يدركوا، مشيرا إلى أنه ربما يكون لديهم احساس وطني خافت، ووظيفتهم أهم من مصلحة الدولة والارتقاء بها. وأكد حامد في حواره ببرنامج "ممكن"، الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان، على فضائية "سي بي سي"، أن هناك مراحل مرت على الدولة بمسؤولين، وانضبطت الدولة وكانت تسير في الطريق الصحيح، ولكن سرعان ما يذهب هؤلاء المسؤولين لتعود الدولة إلى حالها من فساد، قائلا إن مشكلة مثل تتلخص في ثلاثة أشياء لو تم ضبطهم ستنضبط مصر تماما وستنطلق. وأوضح أن أول الأشياء هي الإهمال، وثانيا الفساد، وثالثا إعمال القانون، لأن مصر بها عدد مهول من القوانين، ويوجد مفرزة قوانين تفرز الكثير، ولكن لم يفكر هؤلاء أن القوانين السابقة لم تطبق، ولا يوجد دولة تقف على قدمها إلا بتطبيق القانون، مضيفا أن هناك استخفاف بالقانون، وهذا وصل إلى أعماق المواطنين العاديين. واستكمل بقوله :"سنوات عديدة مرت علينا وعلى القطاع الوظيفي، ولم يكن هناك محاسبة، وكان الموظف يذهب عمله ويوقع ثم يرجع منزله، والحرفي لا يتقن مهنته، أما عن الفساد فحدث ولا حرج، لأنه ليس ما يعلن في الصحف، ولكن فساد الصغار تأثيره الضار أكثر بكثير جدا من فساد الكبار، وأطالب بقطع رؤوس المفسدين الكبار أيضا، والمفسدين الصغار يجب أن يواجه بإعمال القانون، لأن الفساد أصبح القاعدة والاستثناء هو من ليس فاسدا". واستطرد وحيد حامد :"نحن نزرع الفساد، وعلينا أن نقول لا للابتزاز أملا في الإصلاح، فالكل مثلا كان يعلم أن وسيط قضية وزارة الزراعة فاسد، ورغم ذلك تعامل معه صفوة المجتمع والوزراء بشكل مريب".