أثارت عروض بانوراما "عيد الأوبت"، الخاصة بتجديد شباب ملوك الفراعنة، انبهار المشاركين فى مؤتمر المصريات المنعقد الآن بمدينة فلورنسا الإيطالية، وشد انتباه العلماء المشاركين عند عرضها طوال أيام فعاليات المؤتمر. كما خطف فيلم "معبد دندرة" أنظار العالم خلال فترة عرضه بين جلسات المؤتمر المشارك فيه أكثر من 500 عالم فى مجال المصريات من معظم دول العالم. وشارك من مصر د.فتحى صالح المدير الشرفى لمركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى أحد المراكز البحثية بمكتبة الإسكندرية ومستشار رئيس مجس الوزراء لشئون التراث، والمهندس محمد فاروق القائم بأعمال مدير المركز، بأبحاث ومحاضرات تناولت التراث المصري في عصر المعلومات وأحدث أساليب توثيق وإدارة التراث الحضاري والطبيعي فى مصر وأفريقيا، ومشروع الخريطة الأثرية في مصر والحاصل على جائزة استوكهولم العالمية للتقنية، والذى يسمح بحصر وتوثيق المواقع الأثرية لمصر باستخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS والذي من خلاله يتم تمثيل المواقع الأثرية في أنحاء الجمهورية على خريطة إلكترونية واحدة بحيث يظهر كل موقع أثري على شكل نقطة مصحوبة بمجموعة من البيانات الأساسية لهذا الموقع، والقطع المرتبطة به والموجودة بالمتاحف. أكد المهندس محمد فاروق، القائم بأعمال مدير مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى، على حرص المركز بالمشاركة ببانوراما عيد الأوبت وفيلم أسطورة معبد دندرة وهما إحدى مخرجات توثيق الآثار انتجهما المركز، سعيا منه أولاً فى عرض استخدام التقنيات الحديثة لتوثيق بعض الأحداث التاريخية الهامة مثل الأعياد والأحداث التى تنم على عراقة وعظمة الحضارة المصرية، وهو الأمر المعنى به المركز من توثيق التراث المادى والغير مادى، ثانيا العمل على ترويج المنتج الثقافى المصرى فى محاولة لجذب مزيد من السياحة الوافدة لمصر ولذلك يحرص المركز على عرض أكثر من بانوراما للتراث المصرى فى المحافل العلمية والثقافية الدولية، بما له من مردود كبير فى تشويق السائحين لزيارة مصر . وأشار إلى أن عيد الأوبت هو عرضا بانوراميا على ثلاث شاشات، باللغة الانجليزية، ويوثق لاحتفال سنويا بدا مع الأسرة الثامنة عشر وذلك خلال الشهر الثاني من موسم الفيضان وكان يستمر 22 يوما ويعتبر أحد أهم الاحتفالات في مصر القديمة. تصور المناظر المنقوشة على كل من الجدارين الطويلين اللذان يحفان بصالة أعمدة أمنحتب الثالث بمعبد الأقصر تفاصيل مظاهر الإحتفال بعيد الأوبت. توضح المناظر في تسلسل يبدأ في الركن الشمالي الغربي من صالة الأعمدة حيث تنطلق رحلة قوارب آمون-رع وموت وخنسو من معبد الكرنك إلى معبد الأقصر. وتمثل المناظر على الحائط الشرقي رحلة عودة الموكب من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك. كما أن فيلم "أسطورة معبد دندرة" هو عبارة عن زيارة تخيلية إرشادية للمعبد، ويتناول بالشرح المفصل القبة السماوية الموجودة بالمعبد التي تعد من أقدم العروض الفلكية الكاملة للسماء في التاريخ، كما يبين الشرح كيفية استخدام قدماء المصريين لهذا العرض في عمل التقويم الخاص بهم، كما يعكس هويتهم الدينية من خلال عرض أسطورة إيزيس وأوزوريس. وأهم ما يميز الفيلم أنه يحتوي على أول مقطع أوبرالي يغنى باللغة الهيروغليفية لأول مرة في العالم، نفذ بالتعاون مع مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية وهو عبارة عن تلحين للنصوص التي تحيط القبة السماوية ومصحوباً بترجمة باللغة الإنجليزية.