أصدرت هيئة الثقافة والفنون اليابانية كتيباً تعريفياً عن مبادرة «تبادل الكُتّاب» بين الإماراتواليابان، المبادرة التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ضمن برنامج " دبي الدولي للكتابة " ، والتي تضمنت إقامة 4 كُتاب يابانيين في دولة الإمارات لمدة شهر كامل، أعقبه انتقال 4 كُتاب إماراتيين لقضاء فترة مماثلة في دولة اليابان مما أثرى قيمة التبادل الحضاري وبناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات . تتمحور فكرة "تبادل الكُتّاب"، حول عقد اتفاقيات شراكة وتفاهم بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم وبين مؤسسات ودور وهيئات عالمية في دول مختلفة، و كانت البداية مع اليابان ، ليقوم الطرفان بترشيح فريق ممن يمتلكون موهبة الكتابة، ليتم بعد ذلك تبادل إقامة كل فريق في بلد الفريق الآخر لمدة زمنية محددة للمعايشة واختبار أسلوب حياة مختلف وإسقاطه على الواقع الذي نشأ فيه. الأمر الذي من شأنه أن يُطلق العنان لطاقات الإبداع ويساهم في اتساع المدارك عبر التعرف إلى الثقافات والحضارات المتنوعة ومن ثم ترجمتها إلى أعمال أدبية تعكس واقع تلك التجارب. وتأتي فئة تبادل الكُتّاب ضمن برنامج دبي الدولي للكتابة، الذي انطلق تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس المؤسسة، في مطلع شهر أكتوبر من عام 2013 كإحدى المبادرات الإبداعية الخلاقة الهادفة لرفع المستوى الفكري وإثراء الحراك المعرفي محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال دعم وتمكين المواهب الشابة في جميع أنحاء العالم من المؤلفين وممن يمتلكون موهبة الكتابة في شتى مجالات المعرفة من العلوم والبحوث إلى الأدب والرواية والشعر. وقام فريق الكُتاب الياباني بزيارة بعض أشهر معالم دبي الحديثة مثل برج خليفة ونخلة جميرا، كما تعرفوا على تاريخ وحضارة الدولة عبر زيارة عدة مناطق تاريخية مثل قرية حتا الثقافية، ومنطقة ليوا، ومنطقة الفهيدي التاريخية (قلعة الفهيدي، متحف دبي)، وجمعية الثقافة والعلوم، ومركز سلطان بن علي العويس الثقافي، بالإضافة إلى زيارة خاصة إلى مقر صحيفة البيان ، ومسجد الفاروق عمر بن الخطاب، وإتحاد كتاب الإمارات في الشارقة. ويصف الكاتب الياباني كيكا هوتا الفترة التي قضاها في الإمارات بالمذهلة حيث قال : "لا أستطيع أن أخفى إعجابي الشديد بالمزيج الرائع الذي تحظى به دبي ودولة الإمارات بين الحداثة والتراث، إن التناغم والتلاحم بين العادات والتقاليد مع مواكبة متطلبات العصر الحديث والتعايش السلمى بين مختلف الجنسيات والحضارات المتواجدة على أرض دولة الإمارات، أمر مثير للإعجاب والتقدير". فيما قالت الكاتبة اليابانية نومي فوزوكي :" أكثر ما لفت إنتباهي خلال إقامتي في الإمارات هو إقبال عامة الناس وحبهم للكلام المنمق الموزون الذي يعكس مدى توغل فن الشعر في ثقافة الكثيرين واعتيادهم عليه كجزء من حياتهم اليومية". ومن جانبه قال الكاتب كينكيشي تسوروكوا: "بدون مجاملة، لقد أحببت هذه البلد بشدة. لقد أذهلني احترام كل فرد لخصوصية الآخرين وعدم التدخل في أمورهم. لقد أمضيت فترة إقامتي في الإمارات محاولاً رصد الفروق بين طبيعة حياة الناس هنا وما يقابلها في بلدي اليابان، أعتقد أن هذه التجربة الثرية قد تكون شديدة الإلهام وستثمر عن عمل أدبي أتمنى أن يحظى بالقبول والإعجاب". أما الكاتبة اليابانية موكاكو ناكاجيما، فقد عبرت عن أمنيتها في زيارة الإمارات مرة أخرى وتؤكد على أن التجربة التي تقضيها حالياً أثارت أهتمامها بالمنطقة العربية ككل. وقالت: "لم أكن أتوقع أنني سأمر بتجربة في حياتي تغيير مفاهيمي ونظرتي للأمور بهذا الحد. إن رؤيتي المسبقة للمنطقة تتغير كل يوم ولا أبالغ إذا قلت كل ساعة، أشعر بالمسئولية والواجب حين أعود لليابان في أن أنقل ما رأيت وعايشت وأن أخبر الجميع بأن هذا المكان من العالم، برُقِيه وحضارته وإنسانيته واحترامه لحرية الاختلاف، جدير بالتقدير والاحترام".