في محاولة لاستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للكشف عن اسرار الفراعنة، يقوم جهاز روبوت آلي صغير يوم الثلاثاء 17 سبتمبر (ايلول) الجاري، بتجربة علمية جريئة للكشف عن غرفة مجهولة داخل الهرم الاكبر الذي بني قبل حوالي 4 آلاف و500 سنة. فقد عثر الخبراء منذ عشر سنوات على حاجز داخل ممر في غرفة الملكة، يخفي وراءه فراغا يمتد حوالي 15 مترا، وبينما يعتقد بعض رجال الآثار استحالة وجود شيء مهم خلف الحاجز، يأمل آخرون في العثور على غرفة سرية تحتوي على كنوز لم تصل اليها يد اللصوص حتى الآن كتماثيل وكتابات تسلط مزيدا من الضوء على التاريخ المجهول للملك خوفو صاحب هذا الهرم. يتولى علماء جمعية ناشيونال جيو غرافيك سوسايتي الاميركية تنفيذ المشروع الذي تذيعه مباشرة على الهواء في قناتها التلفزيونية، تحت اشراف الدكتور زاهي حواس أمين عام الآثار المصرية ومارك لينر مدير مشروع المسح الاثري لهضبة الجيزة. وقد صمم روبوت صغير لهذا الغرض، يقل في عرضه وارتفاعه عن طول اصبع اليد ولا يزيد طوله عن قدم، لكنه يحمل اجهزة رادارية تستطيع النفاذ الى عمق متر داخل الصخر واعطاء خريطة مفصلة لدرجة كثافة الحجارة. واذا تبين وجود تكوين معماري او غرفة سرية، سيرسل الروبوت كاميرا صغيرة من بين شقوق الحاجز، لتصويرها. يحتوي الهرم الاكبر على غرفتين في وسطه على مستويين مختلفين، العلوية تسمى «غرفة الملك» والاخرى تعرف باسم «غرفة الملكة»، يمكن الوصول اليهما عن طريق ممرات صاعدة. وقد عثر بكل غرفة منهما على فتحتين صغيرتين في الحائط تؤدي كل منهما الى ممر يصعد بشكل مائل الى الخارج، وبينما ينتهي الممران الموجودان في «غرفة الملك» الى السطح الخارجي للهرم في اتجاه الشمال والجنوب، فإن الممرين الموجودين في «غرفة الملكة» ينتهي احدهما في وسط الهرم ولا يصل الآخر حتى سطحه الخارجي، بل يتوقف قبل حوالي 15 مترا من النهاية. ويعتقد بعض الاثريين ان هذه المسافة ربما تحتوي على غرفة سرية لم يكشف عنها بعد داخل الهرم، بينما يأمل بعض الروحانيين وهواة الخيال العلمي العثور على رواق السجلات الذي يحتوي على اسرار حضارة اتلانتس الضائعة. كان المهندس المصري الدكتور خليل مسيحة قد اجرى منذ حوالي خمس عشرة سنة، عمليات جس بالراديو داخل الهرم الاكبر، وتبين له وجود فراغات هندسية اسفل الركن الشمالي الغربي ل «غرفة الملكة» واستنتج مسيحة من ذلك وجود غرفة ما زالت مجهولة داخل الهرم، قد يكون بها برديات او مومياءات. وفي عام 1992 فحصت بعثة معهد الآثار الالماني بالقاهرة بقيادة رينر ستادلمان الهرم من داخله، واستخدم رودولف جانتنبرنك خبير الانسان الآلي روبوت جهازا صغيرا وضع في مقدمته كاميرا فيديو، سار على عجلات داخل الممر الموجود في غرفة الملكة، وهنا وجد بعد مسيرة 65 مترا داخل الممر الذي ينحدر الى اعلى بمقدار خمس واربعين درجة، حاجزا حجريا يسد الممر ويبرز منه مسماران من النحاس. وكان المهندس الالماني ينوي تطوير الجهاز والقيام بمرحلة اخرى يحاول فيها اكتشاف ما قد يكون مخبأ خلف الحاجز المعدني، الا ان سلطات الآثار المصرية الغت تصريحه لاعلانه عن اكتشافاته مباشرة الى جهات الاعلام العالمية. ولا يعرف احد وظيفة هذه الممرات بالضبط او لماذا بنيت، فليس من المحتمل ان تكون للتهوية، ذلك انها كلها مسدودة عند نهايتها. ولما كانت هذه الممرات تنتهي في احد الجوانب في اتجاه الشعرى اليمانية Sirius ومجموعة الجوزاء Gemini ذهب بعض الباحثين الى ان لها علاقة بحركة النجوم في السماء. ويعتقد البعض انها كانت بمثابة طرق تصعد خلالها روح الملك بعد دفنه، لتعيش مع الملائكة في هذه النجوم.